خرج الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، لاعب وسط الهلال، بتصريحات مثيرة، عن العديد من الجوانب خلال الموسم الحالي والنسخة الماضية، بالإضافة لملف تجديد عقده والمواجهة المنتظرة ضد النصر.
ويعد سافيتش أحد أهم نجوم الهلال، حيث انضم لصفوف الفريق في صيف 2023، قادمًا من لاتسيو الإيطالي، ومنذ ذلك الحين أصبح ركيزة أساسية لا غنى عنها. حتى أن الهلال نجح في تجديد عقده لمدة موسمين إضافيين، ليستمر ضمن صفوف الفريق حتى صيف عام 2028.
قال سافيتش في تصريحات تلفزيونية: “أنا سعيد للغاية بسبب الاستمرار مع الهلال، فهو نادٍ كبير، ويتمتع بجماهيرية كبيرة، بالإضافة إلى رغبة عائلتي في التواجد هنا”.
وأضاف: “تجديد عقدي لم يستغرق وقتًا طويلاً، فالأمور كانت سهلة، لأنني كنت أرغب في التواجد هنا، نظرًا للمشروع الرائع ورغبة النادي في الوصول لأبعد مدى ممكن”.
وأكمل: “أطمح لتحقيق ألقاب جديدة وإسعاد الجماهير بشكل أكبر، خاصة بعد الموسم الماضي الذي شهد العديد من الإخفاقات”.
وعن التراجع في الموسم الماضي: “لقد تراخينا بشكل واضح، وأضعنا الكثير من الفرص لتحقيق لقب الدوري، وهو ما استغله الاتحاد بأفضل طريقة ممكنة”.
وأوضح: “هدفنا تصحيح المسار خلال الفترة من المقبلة، والمنافسة على جميع الألقاب، وخاصة دوري أبطال آسيا للنخبة”.
مواجهة جيسوس والفارق مع إنزاجي
تطرق سافيتش للحديث عن أوجه التشابه بين مدربه السابق جورجي جيسوس، المدير الفني الحالي للنصر، والإيطالي سيموني إنزجي، مدرب الهلال، حيث أوضح: “لا يوجد تشابه بينهما، فكل مدرب له طريقته”.
وأردف: “جيسوس كان يعاملني جيدًا، وكنت أشعر بالارتياح معه، ولكنني تأقلمت سريعًا مع إنزاجي، فهو مدرب يمتلك خبرة كبيرة وله أسلوبه الخاص”.
وأعرب سافيتش عن رغبته الشديدة في مواجهة جيسوس مع النصر، حيث قال: “أتطلع لتحقيق الفوز أمامه، فهي ستكون مباراة صعبة، لأن الديربي دائمًا ما يحمل شكلاً مختلفًا”.
ويرى سافيتش أن “النصر هو المنافس المياشر للهلال خلال الموسم الحالي”، حيث قال: “النسخة الحالية هي الأصعب من الدوري لأن العالمي يقدم مستويات قوية بلاعبين مميزين، وهدفه التتويج”.

إشادة كبيرة بالمشروع السعودي
خلال حوار سافيتش، تطرق للحديث عن جودة الدوري، بقوله: “في كل موسم يرتفع النسق بشكل أكبر، والمنافسة تصبح أكثر صعوبة”.
وشدد: “المشروع السعودي يتطور بشكل واضح ويفرض كلمته على الجميع، وأتوقع أن الوضع سيصبح أكثر قوة بمرور السنوات”.
وأشاد سافيتش بالعديد من النجوم المحليين، حيث قال: “هناك عدة أسماء يمكنها الاحتراف في أوروبا أمثال حسان تمبكتي، ناصر الدوسري، محمد كنو، وسالم الدوسري”.
واختتم: “اللاعب السعودي يتمتع بقدرات فنية وبدنية مميزة، وسعيد للغاية من أجل احتراف سعود عبدالحميد”.
أهمية سافيتش
منذ اللحظة الأولى التي ارتدى فيها سافيتش قميص الهلال، أصبح واضحًا أن الفريق قد اكتسب لاعبًا أكثر من مجرد موهبة؛ لقد اكتسب عقلًا تكتيكيًا وروح قيادة حقيقية.
في كل مباراة، يظهر سافيتش كحلقة وصل حيوية بين خطوط الفريق، كمنظّم يربط الدفاع بالهجوم، وكصانع لعب يعرف تمامًا متى يسرع بالكرة ومتى يهدئ إيقاع المباراة.
سافيتش ليس لاعب وسط عاديًا، فهو يمتلك قدرة فريدة على قراءة المباراة كما يعرف متى يضغط على المنافس، ومتى يفتح المساحات لزملائه، ومتى يقطع الكرة قبل أن تصل للهجوم المنافس.
هذه البراعة تمنح الهلال استقرارًا تكتيكيًا، وتجعله فريقًا صعب الاختراق، فكل تمريرة يقوم بها، وكل حركة على أرض الملعب، تحمل بصمته الفنية وتؤثر في مجريات المباراة.
لكن دوره لا يقتصر على الجانب الفني فقط، فسافيتش هو القيادي داخل الملعب، الذي يوجّه زملاءه ويصحح الأخطاء في اللحظات الحرجة.
واللاعبون الشباب يجدون فيه نموذجًا يحتذى به، والخبرات الكبيرة يجدون فيه شريكًا يشاركهم التفكير التكتيكي، وفي المباريات الكبيرة، يكون صوته واضحًا، وقراراته حاسمة، ويظهر أثر حضوره في تنظيم الهجمات، وتثبيت الدفاع، وتحريك الفريق ككتلة واحدة متناغمة.
وجود سافيتش في الهلال يمنح الفريق توازنًا كاملًا بين الدفاع والهجوم، ووضوحًا في طريقة اللعب، واستقرارًا في وسط الملعب، فهو اللاعب الذي يجعل الهلال يبدو دائمًا منظّمًا، حتى تحت ضغط المنافسين، ويخلق فرصًا هجومية، ويحول أي هجمة مرتدة إلى تهديد حقيقي.
باختصار، سافيتش ليس مجرد لاعب، بل العقل المدبر للهلال، وروحه التكتيكية، ورافعة الفريق في البطولات، ووجوده يرفع مستوى زملائه، ويجعل الفريق أكثر جاهزية للمنافسة على جميع الألقاب، سواء المحلية أو القارية.
سافيتش هو الرجل الذي يمسك بخيوط المباريات، ويترجم رؤية المدرب إلى واقع على أرض الملعب، ويضمن للهلال أن يبقى دائمًا على القمة.

تحديات صعبة
ويستعد الهلال للدخول في واحدة من أصعب المراحل في موسمه الحالي. الفريق الذي قدّم مستويات قوية منذ بداية الموسم، يجد نفسه الآن أمام سلسلة من التحديات الثقيلة، حيث سيكون مطالبًا بالمنافسة على كل البطولات دون استثناء، في ظل جدول مزدحم وضغط مباريات متواصل، إضافة إلى ارتفاع طموحات الجماهير والإدارة بعد تعزيزات الصيف.
الهلال يدخل المرحلة المقبلة وهو يعلم تمامًا أن هامش الخطأ تقلّص، وأن كل مباراة قد تصنع فارقًا في سباق طويل. فالمنافسة على الدوري السعودي هذا الموسم ليست سهلة في ظل دخول أكثر من فريق السباق بقوة، وامتلاك كل منافس لمجموعة كبيرة من النجوم.
الهلال سيكون مطالبًا بالحفاظ على نسقه العالي وعدم فقدان النقاط السهلة، مع استغلال عودة لاعبيه المصابين وعلى رأسهم داروين نونيز لتعويض الإرهاق المحتمل الذي سيصيب بعض العناصر الأساسية.
وفي دوري أبطال آسيا، يواجه الهلال تحديًا من نوع خاص، لأن النادي يعتبر البطولة هدفًا رئيسيًا هذا الموسم، ليس فقط لثقلها القاري، بل أيضًا لتعويض إخفاقات السنوات الماضية. الصراع في آسيا يتطلب جاهزية ذهنية وبدنية عالية، وإدارة دقيقة للجهود بين عناصر الفريق، خصوصًا أن الهلال سيواجه فرقًا تعتمد على القوة البدنية والسرعة والتحولات، وهي نقاط تحتاج إلى تركيز كبير وتماسك دفاعي مثالي.