كشف النجم الأرجنتيني المخضرم، آنخيل دي ماريا، عن رغبته الواضحة في دخول عالم التدريب عقب اعتزاله كرة القدم، واضعًا نصب عينيه إدارة اثنين من أكبر الفرق في بلاده، وهما روساريو سنترال وبوكا جونيورز.
ويأتي هذا التوجّه الجديد من لاعب صنع مسيرة ممتدة لأكثر من عقدين، بين كبرى أندية أوروبا، ليفتح بابًا جديدًا في مسيرته المهنية، ويعكس طموحاته المستقبلية خارج المستطيل الأخضر.
ويبلغ دي ماريا من العمر 37 عامًا، ويلعب حاليًا في نادي مدينته روساريو سنترال، الذي بدأ فيه مسيرته الكروية قبل الانطلاق نحو عالم الاحتراف الأوروبي.
ويبدو أن اللاعب يتطلع إلى أن ينهي فترته مع كرة القدم، بنفس الألوان التي بدأ بها، ويتوق بعد ذلك إلى موقع الرجل الأول في الجهاز الفني، وليس فقط داخل الملعب.
وفي مقابلة مع شبكة “إي إس بي إن”، أقر دي ماريا بأنه بدأ بالفعل الاستعدادات الجادّة لدخول عالم التدريب، مشيرًا إلى أنه يعمل على تشكيل جهازه الفني المستقبلي، بالتعاون مع زميله في المنتخب ونجم وسط بوكا جونيورز الحالي، لياندرو باريديس.
وقال دي ماريا: “أعمل على بناء طاقم تدريبي مع لياندرو باريديس.. أنا الآن أدرس في دورة تدريبية للحصول على رخصة التدريب”.
تجربة مشتركة
ويُعد باريديس أحد أقرب اللاعبين إلى دي ماريا، وقد جمعتهما تجربة مشتركة في باريس سان جيرمان خلال أربعة مواسم، كما لعبا دورًا مؤثرًا في تتويج منتخب الأرجنتين بكأس العالم 2022 في قطر.
وكان باريديس صاحب الركلة قبل الأخيرة، في سلسلة ركلات الترجيح الشهيرة أمام فرنسا في النهائي، بينما سجل دي ماريا أحد أهداف اللقاء، وكان من أبرز نجوم البطولة.
دي ماريا لم يُخفِ فلسفته التدريبية المستقبلية، إذ قال بوضوح: “سنلعب دائمًا بطريقة 4-3-3.. حتى الموت. لقد تحدثت أنا ولياندرو عن هذا الأمر كثيرًا. بعد الاعتزال، نرغب في تدريب روساريو سنترال وبوكا جونيورز”.
رؤية دي ماريا تكتيكية هجومية تعكس شخصيته داخل الملعب، والتي طالما اتسمت بالجرأة وسرعة الارتداد، وقدرته على إحداث الفارق في الثلث الأخير.
وفي حال مضى قدمًا في خطته، فإنه سينضم إلى سلسلة من نجوم مانشستر يونايتد السابقين، الذين تحولوا إلى التدريب، مثل مايكل كاريك، واين روني، توم كليفرلي، وروبن فان بيرسي، وكل منهم يشق طريقه في عالم الإدارة الفنية بدرجات متفاوتة من النجاح.
وخلال مسيرته الطويلة، لعب دي ماريا تحت قيادة عدد من أبرز المدربين في أوروبا، مثل كارلو أنشيلوتي، جوزيه مورينيو، توماس توخيل وغيرهم، ممن تركوا بصمتهم على تطور شخصيته الكروية.
وقد اعتبر كثير من الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي أن تفضيله لخطة 4-3-3 لم يكن مفاجئًا.
وإلى جانب مستقبله التدريبي، ما يزال دي ماريا يعيش محطات مهمة في أيامه الأخيرة كلاعب.
فقد أنهى مشواره الأوروبي مع بنفيكا بعد مشاركته في كأس العالم للأندية، التي خرج فيها الفريق البرتغالي من دور الـ16 على يد البطل لاحقًا تشيلسي. وبعد عودته إلى الأرجنتين، يقترب الآن من كتابة الفصل الأخير من مسيرته الممتدة منذ 2005.
مسألة وقت
ومع بلوغه سن 37 عامًا، يرى كثيرون أن انتقاله إلى التدريب قد يكون مسألة وقت فقط، خصوصًا أن اللاعب بدا حاسمًا في تصريحاته بشأن المستقبل، وبدأ خطواته الفعلية نحو مقاعد البدلاء.
وخلال الأسبوع ذاته، شهد دي ماريا لحظة تاريخية لناديه الأم روساريو سنترال، بعدما أعلنت رابطة كرة القدم الأرجنتينية رسميًا تتويج النادي بلقب “بطل الدوري” لعام 2025، في صيغة جديدة تمامًا للبطولات المحلية.
وحضر دي ماريا الحفل، وتسلم النادي الكأس الأولى من نوعها في تاريخ المسابقات الأرجنتينية.
ويأتي هذا اللقب الجديد كبديل عن النظام التقليدي القائم على بطولتين سنويًا، هما أبيرتورا وكلاوسورا، حيث قررت الرابطة بالإجماع استحداث لقب سنوي واحد، يُمنح للنادي الذي يجمع أكبر عدد من النقاط في المراحل المنتظمة لكلا البطولتين مجتمعتين.
ونجح روساريو سنترال في جمع 66 نقطة، وهو أعلى رصيد بين جميع الأندية في المجموع الكلي للبطولتين.
وسيُستخدم هذا السجل السنوي الجديد لتحديد هوية الفرق، التي ستهبط إلى الدرجة الأدنى، وكذلك لتحديد الأندية التي ستمثل الأرجنتين في بطولتي كوبا ليبرتادوريس وكوبا سودأمريكانا.
وبين طموحه التدريبي ومسيرته التي تقترب من خط النهاية، ومكانته المتجددة داخل ناديه التاريخي، يبدو أن دي ماريا يعيش مرحلة انتقالية مهمة، قد تقوده قريبًا إلى أحد أبرز مقاعد التدريب في كرة القدم الأرجنتينية، سواء في روساريو سنترال أو بوكا جونيورز، وفقًا للحلم الذي يتشاركه مع لياندرو باريديس.
وتألق ماريا مع ريال مدريد، كما بزغ نجمه بشدة في صفوف منتخب الأرجنتين، رفقة الأسطورة ليونيل ميسي.