السومة يبتعد خطوة جديدة في صراعه مع حمد الله

BySayed

نوفمبر 21, 2025


واصل النجم السوري عمر السومة، مهاجم الحزم السعودي، تألقه في بطولة دوري روشن للمحترفين، وذلك بعدما سجل هدفًا جديدًا في النسخة الحالية من المسابقة.

وقاد السومة فريق الحزم لتحقيق الفوز على الخلود بنتيجة (2-1)، خلال المباراة التي جمعت الطرفين، مساء اليوم الجمعة، ضمن منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين.

تعزيز الرقم التاريخي

سجل السومة هدف الفوز لفريقه من ركلة جزاء نفذها ببراعة شديدة في الدقيقة 37 من الشوط الأول، ليرفع رصيده إلى هدفين في النسخة الحالية من المسابقة.

هدف السومة منحه فرصة رائعة للابتعاد خطوة جديدة بصدارة ترتيب هدافي دوري روشن عبر التاريخ، حيث وصل للهدف رقم 156 في مسيرته بالمسابقة.

ووسع السومة الفارق مع أقرب ملاحقيه النجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الشباب السعودي، الذي يمتلك 150 هدفًا.

ولم يكتف السومة بذلك، بل عزز رقمه التاريخي كأكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف بتاريخ دوري المحترفين، بواقع 178 هدفًا، موسعًا الفارق إلى 4 أهداف مع حمد الله (174).

غياب كبير

رغم القدرات التهديفية المذهلة التي تمتع بها حمد الله، إلا أنه ابتعد عن المشهد بشكل واضح هذا الموسم، بمشاركته في 3 مباريات بالدوري فقط حتى الآن.

وترددت تقارير صحفية عن وجود أزمة بين حمد الله والإدارة، وهو ما تسبب في غيابه عن المباريات الأخيرة.

وبحسب صحيفة الرياضية، فإن نادي الشباب وضع حدًا للشائعات المتداولة، مؤكدًا أن عدم مشاركة حمدا لله في المباريات الماضية لا يرتبط بأي قضية أو ضوابط قانونية، بل يعود إلى إصابة عضلية تعرض لها أثناء مشاركته مع منتخب بلاده للاعبين المحليين في مباراة ودية أمام الكويت بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين ثان الماضي.

وأوضح تركي الغامدي، المتحدث الرسمي لنادي الشباب السعودي، أن الأزمة التي أثيرت حول مشاركة المهاجم المغربي السابقة مع الهلال في كأس العالم للأندية لا تُشكّل أي تأثير قانوني على مشاركته مع الشباب هذا الموسم، مؤكدًا أن تلك المشاركة جاءت ضمن فترة استثنائية معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

وأشار الغامدي إلى أن عبد الرزاق حمد الله بات قريبًا من العودة للمستطيل الأخضر، وسيكون جاهزًا بنسبة كبيرة للمشاركة في مباراة الأخدود المقبلة ضمن الجولة التاسعة من منافسات دوري روشن السعودي، على أن يكون قرار إشراكه بيد المدرب الإسباني إيمانويل ألجواسيل بناءً على الجاهزية الفنية والبدنية.

خطر محتمل

يشهد صراع حمد الله والسومة، خطرًا كبيرًا حتى وإن كان بعيدًا، ولكن بالنظر لتراجع المعدلات التهديفية للطرفين، فيمكن كسر أرقامهما مستقبلا.

الصراع المجمد بعض الشيء، قد يشهد تهديدًا قادمًا، إذا استمر على حالته، لا سيما في ظل المعدل التهديفي المذهل للاعبين آخرين مثل كريستيانو رونالدو قائد النصر، الذي سجل 75 هدفا في 79 مباراة، ما يعني أنه قد يقترب من تلك الأرقام الصامدة طويلًا، في فترة زمنية أقل مما احتاجه السومة وحمد الله.

أهمية كبرى

عندما يُذكر الدوري السعودي في العقد الأخير، لا يمكن تجاوز اسم عمر السومة، فهو ليس مجرد مهاجم عابر، ولا هداف عاش فترة قصيرة ثم اختفى، بل حالة كروية صنعت لنفسها وزنًا ثقيلًا داخل منافسات الدوري، وتركت أثرًا يصعب محوه على مستوى الأرقام، الجماهير، وحتى شكل اللعب نفسه.

منذ ظهوره الأول بقميص الأهلي، أحدث السومة انقلابًا فنيًا واضحًا، فجأة وجد الدوري نفسه أمام مهاجم يملك كل شيء من اللمسة الهادئة، القوة البدنية، الارتقاء المرعب، التسديد من كل الزوايا، وحتى شخصية البطل التي تظهر في اللحظات الحاسمة.

ما قدّمه لم يكن مجرد أهداف، بل صياغة جديدة لمفهوم “المهاجم الأجنبي” في السعودية، لدرجة أن الكثير من الأندية بدأت تبحث عن “نسخة مشابهة” منه في أسواق الانتقالات.

ولأن كرة القدم لا تُقاس فقط بالأرقام، إلا أن أرقام السومة كانت وحدها كافية لتعكس تأثيره؛ فقد تحوّل من لاعب إلى “معيار”، ومن مهاجم إلى “مرجع” يُقارن به كل الهدافين اللاحقين.

ورغم التغييرات والتحولات الكبيرة التي مرّ بها الدوري، بما في ذلك موجة النجوم العالميين، ظل السومة ثابتًا، نموذجًا للاستمرارية، للانضباط، وللبصمة التي لا يمحوها الزمن بسهولة.

حتى بعد انتقاله من الأهلي وخوضه تجارب مختلفة، بقيت قيمة اسمه حاضرة، وبقي تأثيره ملموسًا في كل فريق يرتدي قميصه.

السومة ليس مجرد هدّاف تاريخي، بل شخصية كروية صنعت جيلًا كاملًا من المدافعين الذين تعلّموا أن يتعاملوا مع مهاجم بصفاته، وصنعت جمهورًا اعتاد أن يرى أهدافًا غير قابلة للتكرار. إن وجوده في الدوري لم يكن إضافة عادية، بل لحظة ممتدة أعادت تشكيل خريطة الهدافين، ورفعت مستوى المنافسة الهجومية لأعلى درجاتها.



المصدر – كوورة

By Sayed