في ظل سيطرة بايرن ميونخ في الموسم الحالي، أظهر دفاع الفريق المتميز بانتظام إمكانياته الشاملة، وهو ما شرحه دايو أوباميكانو وجوسيب ستانيسيتش، ثنائي الفريق البافاري، وفق ما يتطلبه اللعب في الخط الخلفي للنادي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الألماني.
ويتصدر بايرن ميونخ، تحت قيادة فنسنت كومباني، جدول ترتيب البوندسليجا بفارق ست نقاط وبفارق أهداف يبلغ +29، حيث لم يستقبل مرماه سوى ستة أهداف فقط حتى الآن هذا الموسم، وهو أفضل سجل دفاعي في الدوري.
وتعود قدرة بايرن ميونخ على إبقاء الكرة بعيدة عن شباكه في الأساس إلى عدم فقدانها في المقام الأول، حيث يتصدر الفريق الدوري بمتوسط الاستحواذ (60%)، بالإضافة إلى معدل تمرير مكتمل في اللعب المفتوح (90.2%).
وغالبا ما تتطلب كرة القدم الحديثة لعبة تمرير تبدأ مباشرة من الخلف، حيث تُعد قدرة الدفاع على بناء اللعب من خط الخلف أساس اللعب الهجومي لبايرن، وهو أمر يدرك الدولي الفرنسي أوباميكانو أهميته تماما.
وقال أوباميكانو، في مقابلة مع مجلة النادي للأعضاء “51”: “خاصة في المراحل التي يكون فيها الفريق متعباً، يجب علينا الحفاظ على الكرة حتى نتمكن من إعادة شحن طاقتنا”.
ويحتل أوباميكانو نفسه أحد المراكز الخمسة الأولى في معدل التمريرات المكتملة في البوندسليجا هذا الموسم (93.47%)، بينما يأتي شريكه في قلب الدفاع، جوناثان تاه، في المركز الثاني (95.92%).
من الهجوم إلى الدفاع
بصرف النظر عن مهاراته بالكرة، ما يزال أوباميكانو يستمتع بتحدي إيقاف المهاجمين، وهي مهارة لديه نظرة قوية لها بالنظر إلى نشأته الكروية، حيث لعب في مركز خط الوسط والمهاجم.
وقال: “هذا ما يزال يساعدني اليوم، أعرف كيف يفكر اللاعبون المهاجمون وكيف يتحركون. في النهاية، قال المدربون: دايو، أنت طويل وقوي في التحديات، مكانك في الدفاع، وكان هذا هو القرار الصحيح”.
وليست التمريرات المكتملة فقط هي المهمة، بل أيضاً وجهتها. وهنا يتفوق مدافعو بايرن مرة أخرى. يبلغ متوسط التمريرات التقدمية لكل من أوباميكانو وستانيسيتش، الظهير متعدد الاستخدامات، 6.18 و6.85 تمريرة في المباراة الواحدة، وهو ما يتجاوز بكثير متوسط 3.63 تمريرة للمركز الذي يلعبون فيه.
وليس من المستغرب أن يذكر ستانيسيتش أسطورة بايرن ميونخ وألمانيا، فيليب لام، الذي تفوق كظهير أيمن وأيسر وفي خط الوسط المركزي، كأحد قدوته عندما كان يكبر.
وشرح الدولي الكرواتي: “لم يرتكب أخطاء أبداً عملياً، وعرف ما يجب فعله في كل موقف، واتخذ دائماً القرار الصحيح”.
وساهم التركيز والانتباه واتخاذ القرار في البداية القوية لبايرن ميونخ دون هزيمة في موسم (2025-2026).
السرعة والقوة الهجومية
يجب على المدافع العصري أيضاً أن يمتلك السرعة، خاصة كجزء من فريق بايرن الذي يلعب بخط أمامي متقدم. ويقف أعمق لاعب في الملعب في بايرن في المتوسط على بعد 41.75 مترًا من خط المرمى، وهو الأبعد في الدوري. على هذا النحو، ربما ليس من المستغرب أن يكون أربعة من أسرع سبعة لاعبين في بايرن هذا الموسم هم من المدافعين، حيث سجل ستانيسيتش (34.12 كم/ساعة) أعلى سرعة بين زملائه.
وفي نهاية اليوم، يظل إبعاد الكرة عن الشباك هو العامل الأهم. وقال أوباميكانو: “أكره تلقي الأهداف”، بينما اعترف ستانيشيتش، “الأساس يظل الدفاع، خاصة في منطقة الجزاء”.
ويعتمد أساس الحفاظ على الشباك النظيفة على منع فرق الخصم من الاقتراب من المرمى، ومع مواجهة 83 تسديدة فقط في البوندسليجا هذا الموسم، تلقى بايرن أقل عدد من المحاولات من أي فريق آخر في الدوري.
وهذا أقل بثماني محاولات من الفريق الأكثر صرامة دفاعياً، بوروسيا دورتموند، الذي استقبل سبعة أهداف عبر أول 10 جولات.
ومع استمرار بايرن في التغلب على جميع المنافسين أمامه، فقد فعلوا ذلك بدفاع يقدم أكثر بكثير من المعايير التقليدية. وسيهدفون إلى إظهار ذلك مرة أخرى عندما يستضيفون فرايبورج اليوم السبت.
عادة ما تكون الرحلات إلى ميونخ محبطة لفرايبورج، الذي لم يفز على الإطلاق في 25 مباراة في البوندسليجا خارج أرضه ضد بايرن، وحصد ثلاث نقاط فقط في هذه اللقاءات (3 تعادلات، 22 خسارة). ولم يستضف بايرن في دوري الدرجة الأولى سوى فولفسبورج مرات أكثر دون أن يخسر أبداً (28 مباراة). وبالنظر إلى المستوى الحالي للـ “ريدز”، فمن المتوقع أن تستمر هذه السلسلة، حيث فاز رجال كومباني بآخر تسع مباريات رسمية لهم في أليانز أرينا، واستقبلوا هدفاً واحداً فقط هناك في البوندسليجا هذا الموسم. وهذا هو أقل عدد من الأهداف تستقبله أي فرق على أرضها في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى إلى جانب بوروسيا دورتموند وبولونيا وآرسنال.