قبل مواجهة بيلباو.. لابورتا يكشف سرا في افتتاح كامب نو

BySayed

نوفمبر 22, 2025


مع اقتراب موعد مواجهة برشلونة أمام أتلتيك بيلباو ضمن الجولة 13 من الدوري الإسباني، كشف خوان لابورتا رئيس النادي الكتالوني، عن أحد أسرار افتتاح الملعب بعد إعادة تهيئته، وهو ما يزيد من الإثارة والاهتمام بهذه الأمسية التاريخية لجماهير البارسا.

ويعود نادي برشلونة هذا السبت إلى سبوتيفاي كامب نو بعد عامين ونصف من أعمال التجديد، ليخوض أول مباراة رسمية على أرضه منذ بدء عمليات الترميم، في أمسية ينتظرها جمهور النادي بفارغ الصبر بعد طول انتظار.

وتمثل هذه العودة لحظة عاطفية استثنائية لجماهير برشلونة، التي تحلم بالاحتفال بفريقها في “الملعب الجديد”.

ووفقًا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، احتفظ مجلس إدارة برشلونة برئاسة لابورتا بأحد الأسرار المتعلقة بالافتتاح، وهو هوية الشخص صاحب ضربة البداية الشرفية قبل انطلاق المباراة.

وكانت نائبة الرئيس، إلينا فورت، قد صرّحت في بداية الأسبوع بأن الأمر سيكون “مفاجأة”، ما أطلق موجة من التكهنات حول ظهور نجوم سابقين أو شخصيات مشهورة، حتى أن بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تمنوا رؤية ليونيل ميسي في هذه اللحظة الرمزية.

في الساعات الأخيرة، أشارت عدة وسائل إعلام إلى أن ضربة البداية الشرفية ستكون بمثابة تكريم للأعضاء الرسميين برشلونة، وأكد لابورتا الأمر في مقابلة مع برنامج “El suplement” على “راديو كتالونيا”، قائلا: “سيقوم بالضربة شخصٌ يمثل القاعدة الاجتماعية لبرشلونة، شخصية تحمل رمزية كبيرة. ستكون ضربة شرفية رمزية ينفذها أحد الأعضاء المخضرمين”.

وعلق لابورتا، الذي وصف اليوم بأنه “تاريخي”، على تصريحات إلينا فورت التي طلبت أن يقوم هو شخصيًا بضربة البداية، قائلا: “لا، لن أفعلها. هذا المشروع أنجزناه جميعًا، والفعاليات التي تسبق المباراة ستكون جماعية”.

واستغل رئيس النادي الكتالوني ظهوره في الإذاعة العامة الكتالونية لتوجيه رسالة إلى جماهير المباراة، مطالبًا إياهم بـ”القدوم مبكرًا، واتباع التعليمات، والوصول سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل العام”.

كما وجّه لابورتا رسالة واضحة إلى المدرب هانز فليك ولاعبيه بأن الطابع الاحتفالي لليوم لا يمكن أن يؤثر على الجانب الرياضي: “أحيانًا تشتت الاحتفالات الانتباه، لكنني واثق أن اللاعبين سيدخلون المباراة بتركيز كامل من أجل الفوز”.

واختتم لابورتا حديثه بالتأكيد على أن عودة الفريق إلى سبوتيفاي كامب نو تمثل خبرًا جيدًا من الناحية المالية أيضًا، قائلاً: “لسنا بصدد استعادة الإيرادات التي كانت قبل بدء أعمال التجديد، لكننا سنتمكن من الالتزام بالميزانية. أعضاء برشلونة دائمًا ما يستجيبون، وقد فعلوا ذلك في مونتجويك، وأنا واثق أنهم، مع امتلاكنا لملعب كرة قدم حقيقي الآن، سيضمنون إيرادات قوية من التذاكر. ومع نهاية العام، ومع سعة 62 ألف متفرج، ستزيد الأرقام أكثر”.

تاريخ كامب نو

يعد ملعب كامب نو واحدًا من أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية نادي برشلونة العريقة.

تم افتتاح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/ أيلول 1957، بعد سنوات من التخطيط والبناء لتلبية احتياجات النادي المتزايدة بعد نجاحاته المتلاحقة في كرة القدم الإسبانية.

جاء إنشاء كامب نو كحل للأرضية السابقة، ملعب كازا فيا، الذي لم يعد يستوعب أعداد الجماهير المتزايدة وكان بعيدًا عن المستوى الذي يطمح إليه النادي في ذلك الوقت.

في البداية، تم تصميم كامب نو ليستوعب حوالي 93 ألف متفرج، ما جعله آنذاك أحد أكبر الملاعب في أوروبا. وقد جاء تصميمه المعماري ليواكب المعايير العالمية، مع مساحات واسعة للمقاعد وملعب مجهز بأحدث التقنيات في تلك الحقبة.

ساهمت المساحة الكبيرة للمدرجات في خلق أجواء استثنائية داخل الملعب، ما جعله سريعًا محط أنظار عشاق كرة القدم من كل أنحاء العالم، وموطنًا لجمهور نادي برشلونة الذي اشتهر بحماسه الكبير.

على مدار العقود، شهد كامب نو العديد من التطورات والتوسعات. في السبعينيات والثمانينيات، بدأ النادي في إدخال تحسينات على المرافق والبنية التحتية، شملت توسعة المدرجات وتركيب مقاعد مريحة، إضافة إلى تطوير المناطق المخصصة للإعلام والمقصورات الفاخرة. ومع مرور الوقت، أصبح الملعب مجهزًا بأحدث أنظمة الإضاءة وشاشات العرض، مع تحسينات في أنظمة السلامة والأمن، ما جعل التجربة الجماهيرية أكثر راحة وأمانًا.

من الأحداث التاريخية التي شهدها الملعب، استضافة العديد من المباريات الكبرى، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. فقد استضاف نهائيات كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، إضافة إلى مباريات المنتخب الإسباني خلال فترات مختلفة. ولا يقتصر تاريخ كامب نو على كرة القدم فحسب، بل استضاف أيضًا فعاليات رياضية أخرى وحفلات موسيقية ضخمة، ما يعكس مكانته كمعلم ثقافي ورياضي في قلب برشلونة.

ويُعتبر كامب نو أكثر من مجرد ملعب؛ فهو رمز لهوية وثقافة النادي الكتالوني. الجدار الشهير عند مدخل الملعب، المزين بصور وإنجازات النادي، يعكس تاريخ برشلونة الممتد لأكثر من قرن. كما أن الملعب أصبح مركزًا سياحيًا مهمًا، حيث يقصده آلاف الزوار سنويًا للتعرف على متحف النادي وجولة حول أرجاء الملعب، مما يتيح لهم تجربة تاريخية وثقافية رياضية في آن واحد.

في السنوات الأخيرة، دخل كامب نو مرحلة جديدة من التطوير مع مشروع “إسباي بارسا” الذي يهدف إلى تحديث جميع مرافق النادي ورفع الطاقة الاستيعابية للملعب.

يشمل المشروع تحسينات في البنية التحتية، إنشاء مناطق متعددة الاستخدام، وتحسين الخدمات الجماهيرية، إضافة إلى توفير أحدث التقنيات في الإضاءة والصوت والمراقبة. يهدف هذا المشروع إلى جعل كامب نو واحدًا من أكثر الملاعب تطورًا في العالم، مع الحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.

يبقى كامب نو أيقونة حقيقية لكرة القدم، ليس فقط باعتباره ملعبًا كبيرًا وذو تصميم معماري مميز، بل أيضًا كرمز للنادي وجماهيره، حيث إن كل زاوية في الملعب تحمل ذكريات الانتصارات والبطولات، من الأهداف التاريخية إلى اللحظات الحاسمة في البطولات الأوروبية والمحلية.

تاريخ كامب نو هو تاريخ برشلونة نفسه، حيث يعكس كل توسعة أو تطوير رغبة النادي في مواكبة العصر دون التخلي عن تراثه العريق.



المصدر – كوورة

By Sayed