أكد جيانلويجي بوفون، مدير المنتخب الإيطالي، وجود تحيز غير مبرر ضد جينارو جاتوزو مدرب الأزوري، لافتا إلى أن الجميع سيعود إلى منازله في حال فشل المنتخب في التأهل لكأس العالم.
بعد أيام قليلة من قرعة الملحق المؤهل لكأس العالم التي أوقعت الأزوري أمام منتخب أيرلندا الشمالية في نصف النهائي.. أوضح بوفون، في تصريحات لصحيفة “لاجازيتا ديللو سبورت” الإيطالية: “عندما خرج الأزوري من كأس العالم 2010، كنت قد حذرت من أن البلاد بعد سنوات قليلة ستحتفل فقط بالتأهل للبطولة وليس بالفوز بها، وقد أثبت الوقت صحة توقعاته”.
وقال بوفون: “كنت أفهم ما يحدث؛ التغييرات كانت أسرع مما توقعه أي شخص. كانت استفزازًا، ولكن بدرجة معينة فقط. كما أردت أن نتوقف عن سرد قصص لم تعد موجودة”.
وأضاف: “نتائج اليوم تعود بنا إلى ما قبل 20 عامًا، إلى وقت اعتمدنا فيه على قوتنا، على بوفون وكانافارو وتوتي، معتقدين أن ذلك سيدوم إلى الأبد بفضل النعمة الإلهية. وحتى حينها، كان علينا إعادة التفكير في نماذجنا الفنية والتكتيكية”.
وعن قدرة الاتحاد الإيطالي على تغيير هذا الواقع، أفاد بوفون: “ابدأ من القاعدة، أقصد من سن السابعة إلى الثالثة عشرة، عندما يحدث التشكيل الحقيقي للموهبة”.
وتابع: “من سن الخامسة عشرة فصاعدًا، يمكنك دائمًا التحسين، لكن الموهبة تتشكل في وقت أبكر. بجانب مساعدة الطبيعة الأم، التي لا يمكن التغاضي عنها. نحن نتحدث مع برانديللي لفهم كيفية هيكلة هذا العمل، لكننا أردنا الانتظار حتى تصفيات كأس العالم قبل تحديد كل شيء. ماذا لو سارت الأمور بشكل سيئ؟ سألنا أنفسنا. الجميع خارج، نعود إلى المنزل، يأتي شخص جديد بأفكار أخرى وربما يمحو المشروع. إذا بدأت شيئًا كهذا، تحتاج إلى الاستقرار”.
وفي حال تأهل إيطاليا إلى نهائي ملحق كأس العالم، ستواجه ويلز أو البوسنة والهرسك خارج الديار. وقال ماركو ماتيرازي أسطورة إيطاليا إنه سيستمتع بلعب مباراة كبيرة كهذه خارج الديار، لكن بوفون لم يوافقه الرأي.
وعلق الحارس السابق: “لا أتفق مع ماركو. في مباريات مثل هذه، بعض الدعم مهم والجمهور يمنحك دفعة هائلة. الخوف يسيطر عليك ويمنعك من اللعب. بدلًا من ذلك، تحتاج إلى الاحترام الصحيح، مع الأخذ في الاعتبار أنه للوصول إلى النهائي، عليك تجاوز نصف النهائي، ولا يجب أن نغرق في نسخة جديدة من مقدونيا الشمالية”.
وأضاف بوفون أنه لم يستمتع بالانتقادات الموجهة للمنتخب الوطني في الأشهر الأخيرة.
وأكمل: “لا، والاستمرار بالمقارنات السخيفة مع الماضي يجعل اللاعبين الحاليين يشعرون بعدم الكفاءة. مع المنتخب الوطني، كان هناك دائمًا لعبة هدم. أنا أعرف ذلك جيدًا، لكن دعونا نحاول فهم اللحظة التاريخية، من يستفيد منها؟”.
وأردف: “جاتوزو يدرب منذ 12 عامًا؛ إنه محترف عظيم. لا أحب ولا أفهم هذا التحيز ضده. معه، أتحدث عن الحلول والأفكار قبل وبعد المباراة، وخلال الأسبوع. هو يقرر كل شيء، مثل فكرة المهاجم المزدوج، والتي كانت فكرة رائعة. رينو هو المدرب المناسب، أفضل شخصية يمكن أن نختارها وأنتم الصحفيون تعرفون ذلك جيدًا. أنتم تتحدثون مع اللاعبين أكثر مما نفعل نحن الإداريين وتعرفون تمامًا ما يعتقدونه عن رينو. لا تظنوا أننا لم نلاحظ أن وسائل الإعلام التي تتابعنا أصبحت أقل نقدًا”.
وأشار إلى أن جاتوزو يأمل في تعديل مواعيد مباريات الدوري الإيطالي لإعطاء المنتخب مزيدًا من الوقت للتحضير لمباراة أيرلندا الشمالية في مارس 2026.
واسترسل بوفون: “كلنا نضرب صدورنا عند عزف النشيد الوطني، ثم ربما نمسح دموعًا مزيفة على قمصاننا بعد الهزيمة. لنكون واضحين: الحصول على هذه الأيام الحرة سيساعدنا بشكل كبير. لكن علينا أن نجد طريقة لنكون أقوى حتى من هذه التنازلات التي لا نحصل عليها”.
وأتم: “كما يقول رينو، نحن أقوياء. نقطة. كأس العالم نوع من السحر يجب أن يعيشه البلد؛ ببساطة لا يمكننا أن نفوته. دعونا نساعد على تحقيق هذا الحلم”.
مسيرة أسطورية
يُعتبر بوفون أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم العالمية، ورمزًا للمنتخب الإيطالي.. وبسبب بدايته القوية مع بارما كان انتقاله إلى يوفنتوس عام 2001 بمبلغ قياسي وقتها خطوة تاريخية في مسيرته، حيث أصبح الحارس الأعظم في تاريخ النادي الإيطالي.
ومع يوفنتوس، سجل بصمة لا تُنسى، حيث قاد الفريق لتحقيق العديد من البطولات المحلية، منها عشرات من ألقاب الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا، وكأس السوبر الإيطالي. إضافة إلى ذلك، وصل مع الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عدة مرات، وكان له دور محوري في الدفاع عن شباك الفريق أمام أقوى فرق القارة.