تحدث مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا ولاعبوه بصراحة عن صعوبة المواجهة وأهمية الفوز على بيرنلي مساء السبت، كاشفين عن تفاصيل داخلية تتعلق بالتحضير، والالتزام الخططي، والمواقف الطريفة، والآمال قبل أسبوع مثير ينتظر النادي.
وعاد تشيلسي من ملعب “تيرف مور” بانتصار مهم وصعب على بيرنلي بنتيجة 2-0 مساء السبت، ضمن الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة حملت الكثير من التحديات البدنية والذهنية، لكنها أكدت في النهاية صلابة الفريق اللندني وقدرته على التعامل مع ظروف المباريات خارج أرضه بعد فترة التوقف الدولي.
واعترف ماريسكا بأن الفوز لم يكن سهلا، بل كان من النوع الذي يتطلب الكثير من الجهد والتركيز، قائلا إن مواجهة بيرنلي مباشرة بعد فترة التوقف الدولي، وفي توقيت مبكر ظهرا، جعلت المهمة أكثر تعقيدًا.
وقال ماريسكا في تصريحاته بعد المباراة لشبكة “تي ان تي سبورتس”: “لم أحب هذا النوع من الانتصارات، لأنه صعب للغاية. اللعب بعد التوقف الدولي وفي الساعة 12:30 وعلى ملعب بيرنلي يجعل الأمور دائما معقدة. لكنني سعيد للغاية بالطريقة التي تنافسنا بها”.
وأوضح ماريسكا أن الحفاظ على نظافة الشباك في ملعب مثل “تيرف مور” لم يكن أمرا بسيطا، مضيفا: “القدوم إلى هنا وعدم استقبال أي هدف أمر صعب جدا. من الطبيعي أن تمنح الخصم بعض الفرص، لكنهم طوال المباراة حصلوا على فرصة حقيقية واحدة فقط. لم يمتلكوا فرصًا كبيرة، بينما نحن حصلنا على العديد منها”.
وتطرق ماريسكا للحديث عن لاعب الوسط البرازيلي أندريه سانتوس، الذي شارك أساسيًا طوال 90 دقيقة، قائلا: “يجب على اللاعبين أن يكونوا جاهزين. أندريه سانتوس يقدم أداء جيدا جدا. اليوم كانت مباراة صعبة، وهو لم يلعب كثيرا سابقًا، وليس سهلا أن تقدم مستوى جيد عندما لا تشارك كثيرا”.
أما بشأن خروج القائد ريس جيمس بين الشوطين، فكشف المدرب أن الأمر كان جزءا من خطة مُسبقة بقوله: “خططنا أن يلعب ريس جيمس 45 دقيقة فقط. كان من المهم جدا الحفاظ على الزخم الذي صنعناه قبل فترة التوقف الدولي. الآن سنستعيد طاقتنا ونبدأ التحضير لمباراة الثلاثاء (أمام برشلونة في الجولة الرابعة من الدور الأول دوري أبطال أوروبا)”.
وكان الجناح البرتغالي بيدرو نيتو أحد أبرز نجوم اللقاء، بعدما سجل الهدف الأول بضربة رأس جميلة. وعبّر اللاعب عن ارتياحه الكبير بالانتصار، مؤكدًا أن الفوز خارج الديار في ملعب صعب لم يكن أمرا مضمونا على الإطلاق.
وقال نيتو: “كان شعورًا بالارتياح. الفوز خارج ملعبك بنتيجة 1-0 هنا أمر صعب دائما. لعبنا بروح عالية، وحافظنا على نظافة شباكنا، لذلك نحن سعداء للغاية بالفوز”.
ثم كشف عن لقطة طريفة حدثت قبل المباراة، تتعلق بضربة الرأس التي سجل منها: “بصراحة، الأمر كان الأمر مضحكا قليلا، لأنني في تدريب الأمس حصلت على كرة عرضية ولعبت كرة رأسية سيئة للغاية، واللاعبون بدأوا يسخرون مني. واليوم تمكنت من التسجيل بالرأس من كرة عرضية رائعة، وأنا سعيد بأنني ساعدت الفريق”.
وأشار نيتو إلى أن الفوز مهم جدًا قبل أسبوع صعب يواجه فيه تشيلسي برشلونة ثم آرسنال، متابعا: “من الجيد دائمًا العودة من التوقف الدولي والفريق متماسك. الآن نحن سنقضي وقتا أطول معًا. نحن متحمسون جدًا للمباريات القادمة، لأنها النوعية من المواجهات التي نحب أن نلعبها”.
وأضاف بخصوص مباراة بيرنلي: “هذه المباراة كانت مختلفة، مليئة بالصراعات البدنية والالتحامات. كما قلت، اللعب هنا ليس سهلاً أبدًا. لكننا نتطلع الآن للمواجهة التالية”.
من ناحيته، أبدى لاعب الوسط البرازيلي الشاب أندريه سانتوس سعادته الكبيرة بثقة المدرب، بعدما لعب مباراة كاملة للمرة الأولى هذا الموسم، مؤكدا أن تركيزه الأكبر كان على مساعدة الفريق وحصد النقاط.
وقال سانتوس: “أنا سعيد للغاية لأنني لعبت 90 دقيقة وساعدت زملائي. لكنني أعتقد أن الأهم هو الفوز، وأنا سعيد بالحصول على الثلاث نقاط”.
وأشاد اللاعب بالدور الكبير لزملائه في تسهيل مهمته: “زملائي ساعدوني كثيرا. من السهل بالنسبة لي اللعب معهم، سواء اللاعب الذي يجاورني في الوسط أو بقية اللاعبين. أشعر بسعادة كبيرة بعد هذا الفوز”.
وجدد سانتوس نفس التصريحات مؤكدًا قيمة الفوز بقوله: “أنا سعيد للغاية بأنني لعبت 90 دقيقة وساعدت الفريق، لكن الأهم يبقى الانتصار. زملائي جعلوا الأمور سهلة بالنسبة لي، وهذا يجعلني سعيدا جدا”.
ولم تكن خسارة بيرنلي أمام تشيلسي مجرد نتيجة أخرى في بداية الموسم، بل جاءت لتؤكد سلسلة من التراجع على ملعب “تيرف مور” بعد فترة طويلة من الصمود.
فقد خسر بيرنلي 3 من آخر 5 مباريات على أرضه في الدوري، مقابل فوز واحد وتعادل واحد، بعدما كان قد خاض 24 مباراة متتالية دون هزيمة على ملعبه قبل هذه السلسلة السلبية. ويعد ذلك تحولا واضحا في قوة الفريق داخل الديار.
وبحسب الإحصاءات، فإن الهزيمة أمام تشيلسي تمثل أول مرة يخسر فيها بيرنلي مباراتين متتاليتين في الدوري على ملعب “تيرف مور” منذ آخر مباراتين له في موسم 2023-2024، وهو مؤشر يعكس عمق الأزمة الحالية.
أما مدرب بيرنلي سكوت باركر، فتلاحقه أرقام سلبية ثقيلة، إذ تؤكد الإحصائيات أنه لم يسبق له أن قلب أي مباراة تأخر فيها إلى فوز في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال فتراته التدريبية مع فولهام وبورنموث وبيرنلي. وخاض باركر 42 مباراة تأخر فيها النتيجة ولم يفز بأي منها (تعادل 4 وخسر 38)، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ مدربي البريميرليج.