كشف هشام نصر، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالتحديات الهائلة التي يواجهها المجلس الحالي، وحجم المديونيات المتراكمة على النادي، بالإضافة إلى أسباب الجدل المثار حول سحب أرض النادي في مدينة 6 أكتوبر.
وأكد نصر أن الواقع حاليا يختلف جذريا عن التوقعات التي سبقت الانتخابات، مشددا على أن التركيز منصب على العمل الداخلي بعيدا عن الأضواء الإعلامية.
حقائق المديونيات وأسباب “الاختفاء”
نفى نائب رئيس الزمالك “اختفاء” أعضاء مجلس الإدارة، موضحا أن السبب يرجع إلى حجم المشاكل غير المتوقع، وقال في تصريحات تلفزيونية، اليوم السبت: “عندما ترشحنا قلنا إننا ندرك مشكلات النادي لكن بعد تولي المسؤولية ظهرت مشكلات ومديونات كبيرة”.
وأوضح نصر أن الخطة التي وضعت لنادي الزمالك قبل الانتخابات اختلفت تماما بعد تولي المجلس المسؤولية، وأن الأمور أصبحت صعبة للغاية، وكشف: “ديون الزمالك 2.5 مليار جنيه تقريبا”.
وأضاف نصر: “من الضروري أن يكشف الحقيقة أمام الجمهور، لكن الأولوية حاليا هي للعمل الجاد وليس للظهور الإعلامي”، ووعد الجمهور بـ”مفاجأة سارة” تتمثل في قرب الإعلان عن تأسيس شركة كرة القدم.
أسباب سحب أرض 6 أكتوبر
أما الملف الأكثر حساسية، وهو قرار وزارة الإسكان بسحب مشروع الأرض المخصصة لفرع الزمالك بمدينة 6 أكتوبر، فكشف نصر عن الرواية الكاملة، مبينا أن سببين رئيسيين وراء هذا الإجراء الذي اتخذته وزارة الإسكان.
وقال: “السبب الأول (المكتوب) أن الزمالك طالب بمنحه مهلة 4 سنوات جديدة، وهذا لم يحدث نهائيا، الـ 4 سنوات خاصة بالجزء الاستثماري فقط، بالتالي السحب ليس صحيحا، والسبب الثاني (الخفي) شكوى قانونية من مرتضى منصور وآخرين بإهدارا للمال العام”.
بهذه التصريحات، وضع نائب رئيس الزمالك النقاط على الحروف بخصوص الأزمة المالية والإدارية للنادي.
أزمة أرض أكتوبر
تمثل أزمة أرض أكتوبر، التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة الحالية لنادي الزمالك، حيث أكد هشام نصر نائب رئيس مجلس القلعة البيضاء، أن الأزمة تدور حول قرار سحب قطعة الأرض، التي كان النادي يعتزم إقامة فرع جديد عليها، وأن جهات مسؤولة أكدت صحة أوراق الزمالك.
وأثار قرار سحب أرض 6 أكتوبر من الزمالك، قلق الإدارة والجماهير، لأنه يمثل خسارة لأحد أهم الأصول المستقبلية للنادي التي كانت ستوفر موارد مالية ضخمة.
وأكد مجلس الزمالك أكثر من مرة، أن قرار السحب يهدد استقرار النادي ويدخله في مرحلة الجمود الكامل، بسبب الالتزامات المالية الكبيرة، مشيرا إلى أنه يملك مستندات موثقة تثبت صحة موقفه، لكنه يواجه تحدي الزمن لحسم الأمر قانونيا وإداريا قبل تفاقم الأوضاع داخل النادي خاصة في فريق كرة القدم الذي بدأ يتأثر بالفعل بهذه الأزمة مع الكشف عن استياء عدد من اللاعبين الجدد.
وكان مجلس إدارة الزمالك قد أصدر بيانا في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي قال فيه إنهم يعملون على حل تلك الأزمة الصعبة “من خلال القنوات الشرعية”، مبينا أن تلك الأزمة ستحل “مطلع الشهر المقبل بصورة نهائية”.
وتصدر قبل نحو شهر هاشتاج “انقذ الزمالك يا ريس” عبر منصة “إكس” مما يعكس مدى عمق الأزمة التي يعيشها النادي.
وبعدما فقدت جماهير الزمالك الأمل في خطوات مجلس الإدارة، قررت تجاوز القنوات التقليدية، متوجهة بندائها مباشرة إلى القيادة السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولم يعد ما يحدث في القلعة البيضاء أزمة رياضية عابرة بل تحول إلى ملف عام يهم شريحة واسعة من المصريين، بعدما تراكمت الأزمات الإدارية والمالية، وأصبح مستقبل النادي على المحك.
وجاءت حالة الغليان الجماهيري على مواقع التواصل، لتؤكد أن القاعدة البيضاء فقدت الثقة تمامًا في قدرة مجلس الإدارة الحالي على إدارة الأوضاع.
وترى الجماهير أن مجلس الزمالك يعيش حالة “عجز كامل” في التعامل مع الملفات الحساسة، وعلى رأسها ملف أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر.
ولم يكن الهاشتاج، مجرد موجة غضب عابرة، بل حملة منظمة أطلقها جمهور الزمالك من مختلف المحافظات، مصحوبة برسائل مؤثرة ومقاطع فيديو وأرشيفات لنجاحات سابقة، في محاولة لتذكير الجميع بمكانة النادي وقيمته الرمزية في الرياضة المصرية.
ولم تكن حملة “انقذ الزمالك يا ريس” صوت الجماهير وحدها، بل انضم إليها رموز وشخصيات زمالكاوية بارزة.
وكان محمود عبد الرازق “شيكابالا”، نجم الأبيض المعتزل بنهاية الموسم الماضي بعد تتويج الفريق بكأس مصر، أول من أطلق صرخة التحذير قبل أسابيع، عندما قال: “الزمالك يمثل ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية”، داعيًا إلى دعمه بوصفه كيانًا وطنيًا يتجاوز حدود المنافسة الرياضية.
هذا النداء وجد صداه الآن، حيث تبنى آلاف المشجعين الفكرة، مؤكدين أن ما يحدث للنادي لا يمس الزمالك فقط، بل يمس جزءًا من الهوية الرياضية لمصر كلها.
ويترقب عشاق الزمالك الآن الخطوات التنفيذية العاجلة، وسط تساؤلات كبيرة: هل تنجح الإدارة الحالية في إنقاذ النادي من أسوأ أزماته في تاريخه الحديث، أم تستمر دوامة المديونيات والقرارات الإدارية المربكة في تهديد مستقبل أحد أعرق الأندية المصرية والعربية والأفريقية؟
