يستعد ريال مدريد لمواجهة صعبة أمام إلتشي، اليوم الأحد، والتي تأتي في توقيت حساس للفريق الذي يقوده المدرب تشابي ألونسو ويواجه تحديًا كبيرًا في اختيار التشكيلة المثالية بسبب الغيابات العديدة.
وفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، يفتقد ريال مدريد لستة لاعبين أساسيين، مما يترك المدرب الإسباني أمام خيارات محدودة خصوصًا في خط الدفاع، حيث يتواجد في القائمة لاعبان فقط في مركز الدفاع، هما أسينسيو وهويسن، بعد التوقف الدولي الذي أبعد ميليتاو وألابا، فيما لا يزال روديجر في انتظار التعافي الكامل.
رغم ذلك، هناك خبر يخفف من حدة الأزمة الدفاعية، وهو عودة ترينت ألكسندر أرنولد بعد الاستفادة من فترة التوقف الدولي لاستعادة شعوره باللياقة، والعمل على إثبات قدراته مع الميرنجي كظهير أيمن.
من جانب آخر، يدخل إلتشي المباراة وهو مستقر في المنطقة المتوسطة من جدول ترتيب الدوري، محتلاً المركز الـ11. ومع ذلك، لم يحقق الفريق الفوز في الدوري منذ نهاية سبتمبر الماضي، حينما انتصر على سيلتا فيجو، وهو ما يجعل اللاعبين عازمين على إنهاء هذه السلسلة السلبية أمام منافس من العيار الثقيل مثل ريال مدريد.
وتوقعت ماركا تشكيل الفريقين في مباراة اليوم، كالآتي:
ريال مدريد:كورتوا، أرنولد، أسينسيو، هويسين، كاريراس، كامافينجا، فالفيردي، جولر، بيلينجهام، فينيسيوس، مبابي.
إلتشي:ديتورو، نونيز، آفينجروبر، بيجاس، بيدروسا، فاليرا، فيباس، أجوادو، مندوزا، رافا مير، أندريه سيلفا.
تراجع جماعي
أكد تشابي ألونسو أن تراجع المعدل التهديفي لكيليان مبابي في المباريات الأخيرة يعود لأسباب جماعية داخل الفريق، مشيرا إلى أن تيبو كورتوا يظل ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها بفضل تصدياته الحاسمة التي “لا تُنسى”.
وجاءت تصريحات ألونسو، خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي يسبق مواجهة إلتشي في الجولة الـ13 من الدوري الإسباني.
وفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، ظهر ألونسو أمام وسائل الإعلام للحديث عن الاستعدادات قبل المواجهة المرتقبة، واستعرض مجموعة من النقاط المتعلقة بالجانب الذهني، والإصابات، وجاهزية اللاعبين الدوليين، إضافة إلى وضع الفريق قبل السفر إلى إلتشي.
وبدأ المؤتمر بتساؤلات حول اللاعبين الدوليين ونهج الفريق قبل المباراة، حيث قال: “الجميع بخير، والأجواء جيدة. نحن ذاهبون إلى إلتشي، فريق صاعد حديثا لكنه يؤدي بشكل جيد، وستكون مباراة صعبة ومليئة بالتحديات”.
وعن الأهم بين الجانب التكتيكي وإدارة المجموعة، رد ألونسو: “كلاهما مهم، بالنظر إلى البيئة التي نعمل فيها. علينا أن نكون أقوياء ذهنيا ومتوازنين، بحيث لا تتحول كل مباراة إلى تجربة عاطفية صاخبة بعد كل لقاء؛ نحن بحاجة إلى أن نكون متأنين وفي الوقت نفسه حازمين”.
وتحدث عن كيفية غرس الالتزام لدى اللاعبين قبل المباراة قائلاً: “جميع المباريات خارج ملعبنا صعبة، هذا هو الواقع. عملت معهم لمدة ساعتين ونصف، وشرحت لهم من نحن، وما نريد، وما يجب القيام به. وبعد ذلك حان وقت التطبيق على أرض الملعب”.
وبخصوص حالة روديجر، قال مدرب ريال مدريد: “ليس أمام إلتشي. أداؤه وشخصيته يجعلانه لاعبا ثمينا للغاية”.
وعند سؤاله عن كورتوا، أوضح ألونسو: “في المواسم الماضية، في اللحظات الحاسمة جداً، قدم تصديات لا تُنسى.. الأمر لا يتعلق فقط بجودته، بل بأسلوبه في التواصل، إنه عمود أساسي بالفريق، ويرغب في تحمل المسؤولية”.
ثم جاءت الأسئلة حول مبابي وعدم تسديده على المرمى في آخر مباراتين، ليؤكد ألونسو: “هذه مسألة جماعية. لقد قمنا بتحليلها. الأمر جماعي بالكامل. نحتاج أيضاً للعمل على الكرات الثابتة.. الأهداف ستعود بالتأكيد، ليس لدي أدنى شك”.
وعن وضع ترنت وإمكانية عودة فيدي فالفيردي، قال المدرب: “هذا التوقف منحنا فرصة لإعادته إلى الشكل الأمثل، وفيدي لا يزال يعمل على ذلك. لدينا خيارات أكثر. ميلتاو لعب كظهير مع البرازيل، وحتى أسينسيو”.
وتطرق أيضا إلى صعوبة المباريات خارج الأرض قائلاً: “الأجواء تكون ضدك، لكن التحضير يظل كما هو”.
جدول مزدحم
وعن الحالة البدنية للفريق في ظل ضغط المباريات، أضاف: “لا أقيم الحالة البدنية الحالية فقط. نحن في مرحلة جدول مزدحم جداً، الكثير من المباريات في فترة قصيرة، والبيانات البدنية تتحسن.. علينا التعايش مع الإصابات. لنرى إذا استطعنا تقليل غياب ميلتاو قليلاً”.
وعن الانتقادات التي تطاله وتطال الفريق، قال: “نعرف أين نحن، ونتفهم المطالب، نتعامل معها بهدوء، ولا نمنحها أكثر من حجمها الحقيقي”.
وفي ختام حديثه، أكد ألونسو دخول الفريق مرحلة جديدة بقوله: “كل شيء يظل كما هو، نحن متحمسون لمواجهة هذه المباريات المهمة في الدوري ودوري الأبطال، ونحتاج للجميع”.
ترقب وجدل
يعيش ريال مدريد حالة من الترقب والجدل بشأن مستقبل مدربه الحالي تشابي ألونسو، الذي تولى المسؤولية الصيف الماضي بعقد يمتد لثلاث سنوات، وسط إشادة جماعية بقدرته على تجديد أساليب العمل بعد الحقبة الذهبية التي قادها كارلو أنشيلوتي.
لكن بداية مسيرته لم تكن مثالية، إذ تعرض لصدمة قوية في أول اختبار حقيقي له، بعد الخسارة أمام باريس سان جيرمان 0-4 في نصف نهائي مونديال الأندية، في مواجهة شكلت صدمة للجماهير ومراقبي الفريق.
ورغم تحقيق ريال مدريد نتائج جيدة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، إلا أن الأداء العام للفريق لم يكن مقنعًا، ما زاد من الشائعات حول مستقبل المدرب. قبل الكلاسيكو، كانت التوقعات تشير إلى أن أي خسارة أمام برشلونة قد تشكل “نقطة اللاعودة” لألونسو.
وأعاد فوز الفريق في الكلاسيكو جزءًا من الثقة للمدرب، لكن هذا الرصيد سرعان ما تقلص بعد التعثر أمام ليفربول ورايو فاليكانو، ما أعاد إشعال موجة الشكوك حول قدرته على قيادة الفريق في الأوقات الصعبة وذلك حسبما أفادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية.