تيباس منتقدا بيريز: يتصرف كأنه المالك الوحيد للحقيقة

BySayed

نوفمبر 23, 2025


اشتعل الجدل من جديد بين خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، وفلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، بعدما وجّه الأخير سلسلة من الانتقادات الحادة خلال الجمعية العمومية للنادي الملكي.

وردّ تيباس سريعا عبر منصة “إكس”، مؤكدا أن بيريز يتصرف وكأنه “المالك الوحيد للحقيقة”، ومعلنا أنه سيرد على كل الاتهامات بشكل مفصل خلال الساعات المقبلة.

وجاء رد تيباس، وفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، مباشرة بعد تصريحات فلورنتينو التي قال فيها: “ليس من الطبيعي أن يقوم رئيس الليجا بالترويج لإقامة مباراة خارج إسبانيا. وليس من الطبيعي أيضا أن تدعم رابطة الدوري حصول برشلونة وفياريال على دعم مالي إضافي مقابل اللعب في ميامي”.

وأضاف بيريز أن “من غير الطبيعي أن تستمر رابطة الليجا في خسارة ملايين اليوروهات من أموال الأندية بسبب فشل متحف ليجندز”، مطالبا بـ”تحمل المسؤوليات المناسبة”.

تيباس يهاجم بيريز 

وقال خافيير تيباس في رده الأول: “فلورنتينو يعود إلى المنبر. فلورنتينو نفسه الذي ظهر في 2021 في برنامج الشيرنجيتو محذرا بلهجة رسمية من أن كرة القدم مريضة اقتصاديا بشكل خطير وأن مشروعه للسوبرليج هو الوحيد القادر على إنقاذها. اليوم عاد ليهاجم جميع المؤسسات، بما فيها لاليجا، بنبرة متعصبة، متعالية، وكأنه المالك الحقيقي والوحيد للحقيقة. على أي حال، كان ذلك متوقعا، فهو يتجاوز نفسه كل عام، وربما يرجع ذلك لإحباط القلة الذين ما زالوا يتبعونه”.

وأضاف: “خلال الساعات المقبلة سأرد نقطة بنقطة على انتقاداته: فبعضها غير صحيح، وبعضها محرّف، والبعض الآخر لا يروي الحقيقة كاملة عمّا هو مطروح فعلا في كرة القدم الإسبانية والأوروبية”.

وبعد وقت قصير، عاد رئيس رابطة الليجا للحديث عبر منصة “إكس”، وبدأ الرد على النقاط التي أثارها بيريز في خطابه أمام الأعضاء، وركّز تحديدا على ملف “مباراة ميامي”.

وقال تيباس: “مباراة ميامي: حقائق وليست روايات. قيل الكثير حول مباراة ميامي والقليل جدا منها مطابق للواقع”.

وأضاف: “مشروع مباراة ميامي يأتي ضمن الاتفاقيات مع الشركة المشتركة (ريليفانت)، والتي تمت الموافقة عليها بالإجماع في لجنة مفوضي الليجا عام 2018، ضمن خطط استراتيجية تمت مناقشتها والتصديق عليها داخل هذا الجهاز الحاكم للرابطة. وكانت هذه الاتفاقيات علنية، ولم يطعن ريال مدريد بها أبدا”.

وتابع: “لاحقا، وفي لجنة مفوضي موسم 2020، تمت إعادة شرح المشروع بحضور ريال مدريد، ولم يبدِ النادي أي اعتراض في ذلك الوقت”.

وواصل: “الجمعية العمومية لليجا ليست مخوّلة لرفض طلب ناديين بخوض مباراة رسمية خارج إسبانيا (ينبغي دراسة اللوائح لفهم ذلك)”.

وأردف: “تم اتباع جميع الإجراءات القانونية والتنظيمية: فالجهة التي تقرر ما إذا كانت إقامة مباراة خارج البلاد تُعدّ (تشويها) للمسابقة ليست لرابطة الليجا، ولا الاتحاد الإسباني، ولا يويفا، وبالتأكيد ليس ريال مدريد ولا المجلس الأعلى للرياضة. الجهة صاحبة الصلاحية الوحيدة وفق القوانين الدولية هي الفيفا، وتم رفع الطلبات لها وانتظار القرار”.

واستطرد: “لم يحصل فياريال ولا برشلونة على أي مكافأة خاصة لقاء اللعب في ميامي؛ فياريال كان سيحصل فقط على تعويض مرتبط بعدد المشجعين الذين سيسافرون دعما للمبادرة، بينما برشلونة لم يكن سيتقاضى أي مبلغ”.

واسترسل: “خلال اجتماعات شرح حسابات موسم 2024-25 وموازنة موسم 2025-26، التي عقدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم تقديم جميع البيانات الاقتصادية المتعلقة بالمشروع. وتم الأمر ذاته في لجنة المفوضين، وحضر ريال مدريد هذه الاجتماعات واستمع إلى كل الشروحات دون أن يطرح أي اعتراض أو يكرر الخطاب الذي أطلقه لاحقا في جمعيته العمومية”.

وأنهى تيباس توضيحاته، قائلا: “باختصار: مباراة ميامي كانت مشروعا تمت الموافقة عليه في أجهزة الحكم داخل لاليجا، وخضع لجميع الإجراءات القانونية، وتم شرحه مرارا، وكان معروفا لريال مدريد. وما يُعرض الآن باعتباره (تشويها) كان آنذاك جزءا من استراتيجية تهدف إلى تدويل المسابقة، ولم يعترض عليه أحد في ريال مدريد في الوقت والمكان المخصصين لذلك”.

تاريخ تيباس في كرة القدم الإسبانية

يُعد خافيير تيباس واحدا من أكثر الشخصيات تأثيرا وإثارة للجدل في كرة القدم الإسبانية خلال العقود الأخيرة، بعدما لعب دورا محوريا في رسم ملامح الليجا الحديثة منذ توليه رئاسة رابطة الدوري الإسباني للمرة الأولى عام 2013.

وُلد تيباس عام 1962 في كوستاريكا قبل أن ينتقل إلى إسبانيا في سن مبكرة، حيث درس القانون وتخصص لاحقا في الملفات الرياضية والإدارية، ما فتح له الطريق للانخراط مبكرا في هياكل إدارة كرة القدم.

بدأت علاقة تيباس بالوسط الكروي من بوابة الاستشارات القانونية، إذ عمل محاميا للعديد من الأندية الإسبانية في قضايا مالية وتنظيمية، ما منحه نفوذا لافتا داخل المؤسسات الرياضية.

وفي تسعينيات القرن الماضي انخرط في عدة مشروعات مرتبطة بإدارة الأندية، قبل أن يصبح عضوا فاعلا في رابطة الليجا، ويشارك في صياغة عدد من القوانين المتعلقة بحقوق البث وتسوية ديون الأندية.

صعد نجم تيباس داخل الرابطة تدريجيا، مدعوما بقدرته على التعامل مع ملفات شائكة مثل تفاقم المديونية وتراجع جاذبية الليجا مقارنة بالبريميرليج. وفي عام 2013، انتُخب رئيسا لرابطة الدوري الإسباني، ليبدأ مرحلة جديدة اتسمت بالجرأة في القرارات والرغبة في تحويل الدوري الإسباني إلى منتج عالمي أكثر تنظيما وربحية.

الجدل المستمر والانتقادات

حقق تيباس عدة نجاحات خلال سنواته الأولى، أبرزها تنظيم حقوق البث التلفزيوني بطريقة مركزية، وهو القرار الذي منح الأندية الصغيرة دخلا أكبر وقلّص الفجوة المالية. كما عزز استراتيجية الليجا في تسويق البطولة خارج إسبانيا، وافتتح مكاتب دولية للترويج للعلامة التجارية للدوري. كذلك لعب دورا أساسيا في تحسين الرقابة المالية، عبر تفعيل قواعد اللعب المالي ومراقبة ميزانيات الأندية بشكل صارم، الأمر الذي ساهم في تقليص الديون وتحسين الاستقرار الاقتصادي.

لكن في مقابل هذه النجاحات، ارتبط اسم تيباس بسلسلة من الأزمات والانتقادات. فقد اتُّهم بالتدخل في شؤون الأندية، وبالتشدد المبالغ فيه في تطبيق قواعد اللعب المالي، إضافة إلى خلافات متكررة مع برشلونة ورئيسه السابق جوسيب ماريا بارتوميو، ومع ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز، خصوصا في ملف دوري السوبر الأوروبي. كما واجه احتجاجات من الجماهير بسبب قرار إقامة بعض مباريات الليجا خارج إسبانيا، وهي الخطوة التي لم تتحقق رغم محاولاته.



المصدر – كوورة

By Sayed