مع اقتراب انطلاقة كأس العرب 2025، يشتعل صراع من نوع خاص لايقل ضراوة عن المنافسة التي سيشهدها المستطيل الأخضر، بين المنتخبات المشاركة بالبطولة.
وتستضيف دولة قطر، بطولة كأس العرب، في الفترة ما بين 1 وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في نسخة استثنائية، قرر خلالها المنتخب السعودي المشاركة بفريقه الأول وتحت قيادة مدربه الفرنسي، هيرفي رينارد.
ومن المنتظر أن تشهد البطولة العربية صراعا لا علاقة له بخطط المدربين أو مهارات اللاعبين، أو خبرات المحترفين، بل تديره الجماهير في المدرجات، يخص الهوية والانتماء.
ومع تطور وسائل الإعلام وانتشار منصات التواصل الإجتماعي، واتساع ظاهرة الروابط الجماهيرية”الأولتراس”، باتت الأغاني والأهازيج علامية مميزة لكل منتخب.
Getty Images
خلفية تاريخية
بدأت ظاهرة التشجيع منذ دخول الكرة، للمنطقة العربية، وكان المشجع يكتفي في البداية بمتابعة المباريات واقفا، لدوافع الترفيه عن النفس وقضاء أوقات الفراغ، وبمرور الوقت وبزيادة أعداد المشجعين، بدأت الأندية تهتم بوضع كراسي أو سجاجيد للمتفرجين، وبعدها قامت تلك الأندية بالتخلي عن الأحواش وبناء استادات وملاعب محاطة بمدرجات عالية.
ومع دخول فترة الخمسينيات من القرن الماضي، امتلأت المدرجات بالجماهير العاشقة للساحرة المستديرة، واستعانت تلك الجماهير بالأغاني والأهازيج الفلكلورية للتعبير عن ثقافتها وحضارتها.
كما بدأت الجماهير تستعين بآلات الطرب من عود وطبل، ودفوف، بجانب الأزياء الشعبية، حتى أصبحت الملاعب مرآة للهوية المحلية.
ومع نهاية فترة التسعينيات، بدأت تتشكل الروابط الجماهيرية المعروفة باسم “أولتراس”، لتثري المدرجات بمزيد من الأغاني الشعبية المقدمة بنمط عصري.
تاريخ الأناشيد الجماهيرية
وما بين “ديما مغرب” إلى “يا أخضر يا سعودي”، تاريخ طويل يعكس مدى تتنوع الثقافة الغنائية في المدرجات العربية من المحيط إلى الخليج.
فكل جمهور أصبح له أهزوجة خاصة بها، فنرى مثلا المنطقة الخليجية، تعتمد على الطابع الإيقاعي الهادئ المستوحى من العرضات والرقصات الشعبية، بينما تعتمد الجماهير المصرية، على الإيقاعات الشعبية والموال، في حين تعتمد شعوب منطقة المغرب العربي، على الطبول وإيقاعات “الركادة” و”السطايفي”
وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت الأغاني والأهازيج، بعدًا وطنيًا واضحًا، وتحولت إلى رموز تعكس الهوية والانتماء، ومع الاهتمام الإعلامي المتزايد، أصبحت هذه الأناشيد عنصرًا أساسيًا في بناء أجواء البطولة، فبرز “ديما مغرب” في المغرب، و”لا تهزّك ريح يا الأخضر” في السعودية، و”بلادي يا بلادي” في مصر، و”وان تو ثري فيفا لالجيري” في الجزائر، لتوحد تلك الأغاني، الجماهير خلف فريقها، وتضيف طابعًا احتفاليًا مؤثرا لا يقل عن أداء اللاعبين داخل الملعب.
.
Getty Images
لوحات فنية
جماهير الكرة لم تقتصر في تشجعيها على الأغاني والأهازيج فقط، بل اعتمدت أيضا، على لوحات فنية تسمى بـ “تيفو” ليتخطى التشجيع حدود التقليدية، وتصبح المدرجات
معارض ضخمة تحمل رسائل رياضية وسياسية أحيانًا.
ظهر الـ تيفو في المنطقة العربية مع بداية الألفية الجديدة، متأثرًا بما يحدث بالملاعب اللاتينية والأوروبية، وكانت البدايات بسيطة تعتمد على رفع لافتات كبيرة أو ألواح ورقية بألوان موحّدة، ثم تطور الأمر في السنوات الأخيرة، بإدخال تقنيات إضاءة وتصاميم رقمية تعتمد على الحركات الجماعية المنظمة.
إرث مونديال قطر
لاشك أن بطولة كأس العالم 2022، التي أقيمت في قطر، استطاعت من خلالها الدولة المضيف، تعريف العالم بالثقافة العربية والإسلامية، كما تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” نتاج تنظيم قطر للمونديال.
وشكلت الأغاني الخاصة بالمونديال، طابعا فولكلوريا، عبرت بنجاح عن الموسيقية العربية والقطرية على وجه التحديد، وهو ما قد يظهر مجددا في النسخة المقبلة من البطولة العربية.
وتنتظر الجماهير العربية، أجواء مماثلة لما رأته في مونديال 2022، تمازجت خلاله الموسيقى، مع الأغاني والأهازيج، والتيفو مع تنظيم رائع لتتحول المباريات إلى كرنفالات ومهرجانات متكاملة.
Getty Images
قائمة السعودية
واستدعى الفرنسي هيرفي رينارد 23 لاعبًا في قائمة المنتخب السعودي، المقرر أن تشارك في بطولة كأس العرب 2025، حيث يشارك المنتخب السعودي بقوامه الأساسي في بطولة كأس العرب، التي ستقام في قطر، خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وجاءت قائمة الأخضر السعودي المشارك ببطولة العرب، على النحو التالي:
حراسة المرمى: نواف العقيدي – راغد نجار – عبد الرحمن الصانبي.
الدفاع: عبد الإله العمري – ولید الأحمد – نواف بوشل – محمد سلیمان – جهاد ذكري – حسان التمبكتي – علي مجرشي.
الوسط: مراد الهوساوي- محمد أبو الشامات – مصعب الجوير – محمد کنو – عبد الله الخيبري – أيمن يحيى – ناصر الدوسري.
الهجوم: سالم الدوسري – عبد الرحمن العبود – عبد الله الحمدان – صالح الشهري – فراس البريكان – صالح أبو الشامات.