أثار هدف البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، في شباك الخليج، جنون نجوم الكرة السعودية السابقين، حيث تسابقوا في مدحه والثناء عليه.
وسجل رونالدو هدفًا ساهم به في فوز النصر على الخليج بنتيجة 4-1، خلال المباراة التي جمعت بينهما، أمس الأحد، على ملعب الأول بارك، في الجولة التاسعة من منافسات دوري روشن السعودي.
وجاء الهدف بطريقة رائعة، وتحديدًا في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني، عندما مرر له نواف بوشل كرة عرضية، حولها بضربة خلفية مزدوجة إلى داخل شباك الحارس أنتوني موريس.
الشنيف: عالمي وأسطوري وتاريخي
وقال الإعلامي خالد الشنيف، نجم الشباب السابق، في تصريحات تلفزيونية، تعليقًا على الهدف: “هذا هدف عالمي، أسطوري تاريخي، ولن يُكرر، وفيه كل شيء جميل، وأتحدى أي لاعب بهذا العمر أن يعطينا مثل هذا الهدف”.
وأضاف: “المهارة، الرشاقة، التوقيت، الحالة الذهنية الكاملة، كأنه لاعب بعمر 17 عامًا، وليس 40 عامًا”، متسائلًا: “من أين لك هذا يا رونالدو؟”.
وأردف: “للعلم، كان رونالدو في أمريكا قبل يومين، ولم يتدرب إلا مرتين قبل المباراة، هذا درب من الخيال، وجنون، ومن كانوا في الملعب كانوا محظوظين أنهم شاهدوا الهدف مباشرةً، ونحن كذلك، لأن هذا الهدف لن يتكرر”.
العطوي: أرفع العقال
من جهته، استعرض خالد العطوي، المدير الفني السابق لفريق الاتفاق، بعض المعلومات عن كريستيانو رونالدو، حيث قال: “نسبة الدهون في جسده لا تتجاوز 8%، عمره الزمني 40 عامًا، ولكن عمره البيولوجي التي يتعلق بصحة أعضاء وخلايا الجسم يبلغ 28 عامًا فقط”.
وواصل: “هذا الرجل (رونالدو) يمتلك نظامًا غذائيًا وحياتيًا صارمًا، وهذا ما يؤثر إيجابًا في العمر البيولوجي، فلا بد من وجود جينات وراثية، وعادات صحية يتم العمل عليها، فالهدف لم يأتِ من فراغ”.
وأوضح: “الهدف صعب للغاية، فهو يحتاج إلى رشاقة ومرونة وقوة انفجارية، وهذه الأمور لا يمكن أن تأتي بسهولة”.
واستطرد: “توقيت الهدف ليس سهلًا، فاللاعب استهلك قدراته خلال المباراة، ولا أدري من أين أتى بالطاقة التي ولّد بها تلك القوة الانفجارية، وهي عبارة عن أقصى كتلة عضلية في أقصى سرعة”.
وواصل: “هذا مثال يُحتذى به، وأقول شكرًا وأرفع العقال لمن جلب لنا رونالدو”.
وتابع: “رونالدو احتفل بالعقال مرة ثانية، وهذا تصدير للثقافة التي اكتسبها هنا، ليعرف الجميع أهمية العقال بالنسبة لنا، وكذلك حين يرقص رقصة العارضة، فهو يعرف الناس بها كفلكلور وثقافة”.
وأكمل: “كنت أحب رونالدو، ولكنني أحببته أكثر منذ وصوله إلى الدوري السعودي، وأحرص على متابعة كل لقاء له، لأنه يقدم رسائل في كل لقاء، سواءً رسائل رياضية للداخل، أو رسائل عن البلد للخارج، وهو يُعتبر سفيرًا لنا”.
وأتم: “يجب علينا أن ندعمه ونقف معه، حتى لو أخطأ أو لم يقدم المستوى المطلوب أحيانًا، فهو بشر في النهاية، ولكن يجب علينا أن ننصفه، لأنه ينصفنا”.
المنتشري: أفضل هدف في مسيرته
الأمر أكده حمد المنتشري، نجم الاتحاد السابق، حيث قال: “بعيدًا عن كرة قدم، احترامه وحبه لثقافتنا وللبلد، يقدم لنا نموذجًا نفتخر به، سواءً في داخل الملعب أو خارجه، وحتى في لقاءاته”.
وأضاف: “هذا أجمل هدف في مسيرته، فهو خيالي وإعجازي، هذا هدف ماركة رونالدو”.
بين النصر والريال
ويملك رونالدو هدفًا مشابهًا للذي سجله مع النصر ضد الخليج، وهو أحد أفضل الأهداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حينما كان يمثل ريال مدريد، ضد يوفنتوس في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2017-2018.
وتمكن النجم البرتغالي وقتها من هز شباك الحارس الإيطالي المخضرم جانلويجي بوفون، بضربة مقصية مزدوجة، دفعت جماهير اليوفي للوقوف من أجل التصفيق للدون وتحيته.
ورد “صاروخ ماديرا” التحية لجماهير “البيانكونيري” بالذهاب نحو المدرجات الخاصة بهم والاعتذار بعد تسجيل الهدف.
واعتبر البعض أن تلك اللقطة كانت أحد العوامل التي حفزت “صاروخ ماديرا” للانتقال إلى يوفنتوس في الصيف التالي مباشرة.
ورحل رونالدو عن ريال مدريد في صيف 2018، بعد 9 سنوات قضاها داخل جدران النادي، لينتقل إلى يوفنتوس في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 100 مليون يورو.
وحصد الهدف جائزة الأفضل خلال النسخة المذكورة، التي توج بها ريال مدريد في نهاية المطاف بالفوز على ليفربول 3-1.
وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي يُتوج فيها النجم البرتغالي بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث فشل في تكرار نفس الإنجاز مع ناديي يوفنتوس ومانشستر يونايتد.
ووصفت العديد من الصحف الهدف بأنه الأفضل في تاريخ دوري أبطال أوروبا، نظرا لقوة الحدث وصعوبة التحرك وارتفاع قفزة النجم البرتغالي.
ويعد رونالدو هو الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 140 هدفا في 183 مباراة، رغم أنه رحل عن القارة العجوز منذ ما يقارب الـ3 سنوات.