عبر تشابي ألونسو المدير الفني لريال مدريد، عن استيائه عقب التعادل المخيب بنتيجة (2-2) أمام إلتشي، مؤكدًا أن الفريق يمر بفترة نتائج غير جيدة، لكنها لا تعكس انهيارًا في المستوى أو الروح التنافسية داخل غرفة الملابس.
وقال ألونسو، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “آس” الإسبانية: “بعد سلسلة جيدة من النتائج، جاءت فترة لم نحصل فيها على ما نريد. نعرف ما نسعى إليه وعلينا التقدم دون تردد. لسنا راضين، فهذا نادٍ لا يحتمل سوى الانتصار، لكن الطريق لا يزال طويلًا”.
ولم يتردد المدرب في الرد على الانتقادات التي تتحدث عن “سقوط الفريق”، إذ قال: “الفريق لم ينهار. نحن مستمرون في المنافسة، وندرك أن كل مباراة تُلعب في سياق مختلف. نعم، النتائج تحكم، لكن الروح التي يظهرها اللاعبون إيجابية. في ريال مدريد نتعايش مع الضغط والانتقادات، ونعرف كيف نرد عليها”.
وعن العلاقة داخل الفريق بين اللاعبين والجهاز الفني، بدا ألونسو واثقًا من الانسجام: “التواصل يتحسن يومًا بعد يوم. قضينا وقتًا أطول معًا، وازدادت معرفتنا ببعض. نخوض كل شيء كوحدة واحدة نحتفل بالانتصارات ونتألم عند التعثر. علينا الآن تحويل هذا الشعور إلى دفعة قوية قبل مواجهة أولمبياكوس اليوناني بدوري الأبطال”.
كما دافع المدرب عن خياره التكتيكي بدفع فران جارسيا في موقع أقل اعتيادًا، موضحًا: “هذا المركز ليس جديدًا عليه. أردنا المزيد من الاتساع على الأطراف ومحاولة تغيير شكل اللعب. المؤسف أننا بعد التعادل مباشرة استقبلنا هدفًا قلب الإيقاع، رغم أن اللحظة كانت لصالحنا للعودة في النتيجة”.
وفي سياق الحديث عن فينيسيوس، الذي جلس مجددًا على دكة البدلاء، أكد ألونسو عدم وجود أي مخاوف بشأن التزامه: “لا أشعر بالقلق. تحدثت معه كثيرًا وهو يعرف دوره جيدًا. سبق أن طبقنا هذا النهج في مباريات أخرى. اللاعبون جميعهم لديهم الرغبة والطاقة لاستعادة النسق الإيجابي”.
أما عن أبرز ما أثار قلقه خلال اللقاء، كشف ألونسو: “بعد التعادل 1-1 افتقدنا الاستمرارية المطلوبة لاستكمال الضغط. في الشوط الأول كان الفريق يحضر للبناء الهجومي بشكل جيد. لم يستسلم اللاعبون، لكن كان ينقصنا الاندفاع في اللحظة الحاسمة”.
وسجل هدفي ريال مدريد في المباراة، دين هويسن وجود بيلينجهام في الدقائق (78، 87).
بينما سجل هدفي إلتشي في اللقاء، كلا من: أليكس فيباس وألفارو رودريجيز في الدقائق (53 و84).
وبهذا التعادل رفع ريال مدريد رصيده إلى 32 نقطة في صدارة جدول ترتيب الليجا، وبفارق نقطة وحيدة عن الوصيف برشلونة.
بينما رفع إلتشي رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثالث عشر في جدول ترتيب الليجا.
وجاء تشكيل كل فريق كالتالي:
إلتشي: بينا – فورت – أفينجروبر – شوست – نونيز – أجوادو – جيرمان – فيباس – ديانج – رافا مير – دا سيلفا
ريال مدريد: كورتوا – أرنولد – هويسين – أسينسيو – كاريراس – جارسيا – جولر – سيبايوس – بيلينجهام – رودريجو – مبابي
أحداث المباراة
البداية جاءت جريئة من ريال مدريد سريعًا بمحاولة خطيرة من رودريجو عند الدقيقة الثالثة بعدما أطلق تسديدة قوية علت العارضة بقليل، في إشارة واضحة إلى نوايا الفريق الملكي.
وكان كيليان مبابي قريبًا من افتتاح النتيجة بعد تمريرة من أسينسيو، إلا أن تسديدته مرت بمحاذاة القائم بشكل خطير.
وجاءت أولى محاولات أصحاب الأرض، في الدقيقة 13، حيث أرسل جيرمان فاليرا رأسية لكنها ذهبت بعيدة عن مرمى كورتوا.
وأخطر فرص إلتشي جاءت عند الدقيقة 16 بعد هجمة سريعة بدأها هيكتور فورت وانتهت عند قدم رافا مير في منطقة الجزاء، غير أن الحارس البلجيكي وقف بالمرصاد وأنقذ فريقه بتدخل حاسم.
ريال مدريد حاول استعادة السيطرة عبر الكرات الثابتة، فاقترب رؤاول أسينسيو من التسجيل برأسية قوية في الدقيقة 20 لكنها انحرفت قليلًا عن المرمى.
ثم عاد إلتشي ليُهدد عبر عرضية فورت عند الدقيقة 22، غير أن الدفاع الأبيض تدخل في اللحظة الأخيرة.
وفي الدقيقة 24، حاول التركي أردا جولر ترك بصمته بتسديدة بعيدة المدى لكنها علت العارضة بسنتيمترات.
مبابي انطلق في هجمة مرتدة انتهت بتصدي إعجازي من إيناكي بينيا في الدقيقة 29، قبل أن يتألق الحارس نفسه مجددًا أمام مهاجم ريال مدريد بتصدي آخر من مسافة قريبة بعد عرضية من ترينت ألكسندر أرنولد في الدقيقة 32.
وبعدها مباشرة، كان أندريه سيلفا قريبًا من خطف هدف لإلتشي، لكن كورتوا خرج منتصرًا من مواجهة مباشرة أخرى.
مبابي هدد مجددًا مرمى إلتشي لكنه اصطدم بتألق استثنائي من الحارس بينيا، فيما كاد ديانجانا أن يفاجئ كورتوا بتسديدة في الدقيقة 44 لولا تدخل الدفاع المدريدي، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف.
بدأ الشوط الثاني بإيقاع مرتفع من الفريق الملكي، الذي بحث مبكرًا عن هدف يكسر التعادل، فجاءت أولى اللقطات الخطيرة عبر رودريجو في الدقيقة 46، حين شق طريقه نحو الجبهة اليمنى قبل أن يسدد بقوة، لكن إيناكي بينيا واصل التألق وأبعد الكرة بقبضتيه.
إلتشي لم يتراجع، بل فاجأ ريال مدريد في الدقيقة 52 بهدف مباغت بدأ من لعبة جماعية بين أليكس فيباس وجيرمان فاليرا، الأخير أعاد الكرة بكعب أنيق داخل المنطقة، ليُحول فيباس الكرة فوق كورتوا بلمسة خفيفة اصطدمت بالقائم قبل أن تعانق الشباك، معلنة تقدم أصحاب الأرض.
وكاد ريال مدريد يُعادل النتيجة عبر هجمة مرتدة قاتلة في الدقيقة 71، بدأها بيلينجهام بسرقة الكرة لتصل إلى فينيسيوس الذي أرسل تمريرة عرضية قطعتها قدم مدافع إلتشي في اللحظة الأخيرة قبل وصول الكرة إلى مبابي.
وبعد ضغط متواصل، جاء التعادل للملكي من ركلة ركنية في الدقيقة 78 ارتقى إليها أسينسيو ليمددها، قبل أن يظهر المدافع هويسن أمام المرمى ويودع الكرة الشباك معلنًا التعادل 1-1.
وفي الدقيقة 83، قلب ألفارو رودريجيز الأمور رأسًا على عقب بعدما دخل بديلاً وسجل الهدف الثاني لإلتشي، حيث استلم الكرة من أول لمسة تقريبًا، راوغ أسينسيو بمهارة، ثم سدد كرة مقوسة سكنت الزاوية البعيدة خارج متناول كورتوا، ليعيد التقدم لصاحب الأرض وسط فرحة هستيرية في المدرجات.
وضغط الملكي بلا هوادة، وأنقذ دفاع إلتشي تسديدة خطيرة لفينيسيوس في الدقيقة 81.
ونجح جود بيلينجهام في إعادة الميرنجي للمباراة بهدف التعادل في الدقيقة 87، حيث صوب كرة قوية داخل المنطقة، تصدى لها الحارس بينيا، قبل أن تصل لهويسن الذي مررها مجددا للإنجليزي الذي سدد مباشرة في الشباك.
واستمر ضغط الملكي في الدقائق الأخيرة بحثا عن هدف الانتصار القاتل لكن دون أي جدوى، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2.