بين الواقع والتاريخ.. 3 أسباب تحفز السعودية للفوز بكأس العرب

BySayed

نوفمبر 24, 2025


لم تعد بطولة كأس العرب هي البطولة الودية التي يخوضها المنتخب السعودي معتمدًا على اللاعبين الشباب، من أجل تزويدهم بالخبرات اللازمة ليكونوا جاهزين لتمثيل “الأخضر” فيما بعد.

الآن، أصبحت بطولة كأس العرب أكثر أهمية بالنسبة للمنتخب السعودي، ما يجعله مُطالبًا بالفوز بها، أو المنافسة عليها حتى المراحل النهائية على أقل تقدير، ويجعل عدم حدوث ذلك بمثابة إشارة تكشف عن وجود خلل في حاجة للتعديل.

جانب تاريخي

على المستوى التاريخي، يُعتبر المنتخب السعودي من المنتخبات الكبرى في كأس العرب، فهو ثاني أكثر الفائزين بها، حيث حصل عليها مرتين، بفارق لقبين عن منتخب العراق صاحب الصدارة.

وبخلاف العراق والسعودية، لم ينجح أي منتخب آخر في الفوز ببطولة كأس العرب أكثر من مرة، حيث فازت بها منتخبات تونس ومصر والمغرب والجزائر مرة وحيدة.

كما يُعتبر المنتخب السعودي ثاني أكثر الحاصلين على ميداليات في تاريخ البطولة، بواقع 4 ميداليات، 2 منها ذهبية، مقابل ميدالية وحيدة فضية، ومثلها برونزية.

ويتأخر “الصقور” بفارق ميدالية وحيدة خلف منتخب العراق الذي حصد 5 ميداليات، 4 منها ذهبية، وواحدة فقط برونزية.

ويتقدم المنتخب السعودي بفارق ميداليتين على الأقل عن أقرب ملاحقيه، وهي منتخبات تونس ومصر والمغرب، حيث حصد كلٌ منها ميداليتين فقط.

غير أن هذا التفوق التاريخي يصطدم بواقع مرير، وهو أن المنتخب السعودي لم ينجح في الحصول على بطولة كأس العرب منذ 23 عامًا، حينما حصل عليها للمرة الثانية على التوالي في 2002.

بعد تلك النسخة، شارك المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب 2012، ولكنه حل في المركز الرابع، عقب الخسارة من ليبيا في نصف النهائي 0-2، ثم أمام العراق في مباراة المركز الثالث بهدف نظيف.

وفي النسخة الموسعة الأولى تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، ودع “الأخضر” البطولة من دور المجموعات، بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة، خلف المغرب والأردن، حيث خسر منهما وتعادل مع فلسطين.

جانب فني

غير أن هذه المرة تختلف عن النسخة الأخيرة، فالمنتخب السعودي سيشارك هذه المرة بالمنتخب الأول، تحت قيادة المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد، وليس المنتخب الأولمبي كما حدث في 2021.

وفي ظل تكوين القوام الرئيسي لـ”الأخضر” من اللاعبين الذين يلعبون في الدوري السعودي، فإن المنتخب سيكون مكتمل الصفوف تقريبًا، في إيقاف منافسات دوري روشن خلال فترة كأس العرب.

ولن يغيب عن المدرب الفرنسي هيرفي رينارد سوى سعود عبدالحميد، ظهير لانس الفرنسي، ومروان الصحفي، لاعب رويال أنتويرب البلجيكي، وهي غيابات غير مؤثرة، في ظل وجود بدائل قوية في تلك المراكز.

في الواقع، لم يعتمد رينارد على مروان الصحفي نهائيًا في آخر توقفين دوليين، فيما كان استبعد سعود عبدالحميد من حساباته في توقف سبتمبر/أيلول، قبل أن يضمه في آخر توقفين، وهو ما يدلل على عدم خطورة الغيابين.

في المقابل، تدخل العديد من المنتخبات تلك البطولة بفريق بديل عن المنتخب الأول، على غرار منتخبي الجزائر ومصر، بالإضافة إلى منتخب المغرب الذي سيكون رفقة “الأخضر” في المجموعة الثانية.

حتى المنتخب التونسي الذي يشارك بالصف الأول، سيفقد العديد من لاعبيه المحترفين في الدوريات الأوروبية التي لن تتوقف في أثناء إقامة بطولة كأس العرب، وهو ما يقوي من موقف “الأخضر” في البطولة.

جانب نفسي

أما الأمر الأهم، فهو أن بطولة كأس العرب 2025 تُقام هذه المرة قبل 6 أشهر فقط تقريبًا من انطلاق نهائيات كأس العالم 2026، والتي تأهل “الأخضر” إليها بشكل رسمي، وليس قبل سنة كاملة كما حدث في نسخة 2021.

هذا الأمر يجعل بطولة كأس العرب خطوة مهمة في سبيل الاستعداد لنهائيات كأس العالم 2026، حيث يخوض اللاعبون منافسة حقيقية على بطولة مُدرجة تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل أشهر من المعترك العالمي.

لكن الأمر لا يتوقف على الجانب الفني فقط، بل النفسي أيضًا، فهذا الجيل من المنتخب السعودي يحتاج إلى دفعة معنوية قوية، تمنحه المزيد من الثقة قبل المشاركة في المونديال.

المنتخب السعودي لم يعرف معنى البطولات منذ نحو 22 عامًا، عندما تُوج ببطولة كأس الخليج العربي، بعد عام من التتويج ببطولة كأس العرب للمرة الثانية والأخيرة في تاريخه.

ومن ثم فإن الفوز ببطولة رسمية بعد هذا الغياب الطويل سيكون أحسن دافع للمنتخب السعودي قبل خوض نهائيات كأس العالم 2026، وسيمنح اللاعبين ومدربهم الفرنسي هيرفي رينارد ثقة كبيرة قبل المونديال.

والعكس بالعكس، فخسارة اللقب ستفتح نيران الانتقادات على الجهاز الفني للمنتخب السعودي بقيادة رينارد، وهو محل هجوم مستمر من الأساس، كما ستشكك في جودة اللاعبين وتطعن في قدراتهم قبل هذا الحدث المهم.



المصدر – كوورة

By Sayed