أعاد أسطورة آرسنال، الفرنسي تييري هنري، فتح نقاش واسع حول قدرة لاعبي الدوري الألماني على النجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز.
جاءت تصريحات هنري خلال ظهوره التحليلي على قناة “سكاي سبورت، مؤكدًا وجود فجوة واضحة بين مستوى الأداء في البطولتين، معتبرًا أن عددًا من اللاعبين القادمين من البوندسليجا يواجهون صعوبات كبيرة فور انتقالهم إلى البريميرليج.
علامة استفهام حول لاعبي البوندسليجا
وقال هنري: “لدي دائمًا علامة استفهام حول لاعبي الدوري الألماني”، موضحًا أن طبيعة اللعب في البوندسليجا تمنح اللاعبين مساحات أكبر تساعدهم على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص.
وأضاف: “في الدوري الألماني، إذا كنت قادرًا على الجري، يمكنك الحصول على العديد من الفرص. لكن في الدوري الإنجليزي الممتاز، اللاعبون قادرون على مجاراة سرعتك، لذلك يصبح الأمر أصعب بكثير”.
وأشار هنري إلى أن اختلاف الإيقاع وقوة المواجهات البدنية في البريميرليج يمثلان تحديًا صعبًا للاعبين الذين ينتقلون من بيئة تعتمد أكثر على المساحات والتحولات السريعة.
صفقة كبرى تنتظر الانفجار
ورغم أن تصريحات هنري لم تستهدف لاعبًا بعينه، فإن حالة فلوريان فيرتز تبدو معبّرة عن وجهة نظره.
وانتقل الدولي الألماني إلى ليفربول في بداية الموسم قادمًا من باير ليفركوزن مقابل 125 مليون يورو، لكنه لم يسجل حتى الآن أي هدف بقميص الريدز خلال 16 مباراة، مكتفيًا بـ3 تمريرات حاسمة.
وتعرض اللاعب لانتقادات عديدة من محللين بارزين، بينهم جاري نيفيل، الذي وصفه بأنه “مشكلة” داخل منظومة الفريق، في إشارة إلى تأثيره المحدود رغم قيمته المرتفعة.
Getty Images
بداية صعبة بعد انتقال منتظر
الهولندي تشافي سيمونز، أحد أبرز المواهب التي برزت مع لايبزيج في الموسمين الماضيين، يواجه هو الآخر بداية صعبة في توتنهام بعد انتقاله الصيف الماضي.
وخاض سيمونز 9 مباريات في الدوري الإنجليزي اكتفى خلالها بتمريرة حاسمة واحدة، قبل أن يفقد مكانه الأساسي في ديربي شمال لندن أمام أرسنال.
ورغم مشاركته كبديل في الشوط الثاني وتقديمه أداءً جيدًا، فإن اللاعب لا يزال يبحث عن استقرار فني يعكس قدراته التي ظهرت في الدوري الألماني.
الإبداع يقل… والمساحات تختفي
وأوضح هنري أن كرة القدم الحديثة أصبحت أكثر انضباطًا على المستوى الدفاعي، مما يجعل مهمة اللاعبين المبدعين أكثر صعوبة مما كانت عليه في السابق.
وقال: “يمكنك اليوم أن تبدع أقل بكثير مما كنا نستطيع في عصرنا. الفرق أصبحت تلعب بعمق شديد، ولا تترك مساحات”.
وتحدث هنري عن دور المدربين في تقييد حرية اللاعبين: “المخاطرة جزء من اللعبة. إذا لم يُسمح للاعبين بارتكاب الأخطاء، فلن يستطيعوا تقديم أفضل ما لديهم. الأمر يصبح أكثر صعوبة للنوعية التي تعتمد على الابتكار”.
صعوبة في التأقلم
تدعم انتقالات الصيف الماضي ما تحدث عنه هنري، إذ وجد عدد من اللاعبين المنتقلين من الدوري الألماني صعوبة في فرض أنفسهم في الدوري الإنجليزي، ومن بينهم: بنجامين شيسكو (مانشستر يونايتد)، جيريمي فريمبونج (ليفربول)، أمين عدلي (بورنموث)، ميرلين روهل (إيفرتون)، جيمي جيتنز (تشيلسي).
ولم يتمكن أي منهم من تسجيل تأثير فوري، في ظل اختلاف واضح في طريقة اللعب والسرعة والقوة المطلوبة في البريميرليج.
أمثلة ناجحة… لكنها استثناءً
ورغم هذه الصورة القاتمة، برزت بعض الأمثلة الإيجابية التي تؤكد إمكانية التأقلم، مثل نيك وولتمادي الذي انضم إلى نيوكاسل وظهر بمستوى ثابت، إضافة إلى أنطون ستاخ الذي تألق سريعًا مع ليدز يونايتد.
كما يقدم جرانيت شاكا أداءً مميزًا مع سندرلاند، لكن تجربته لا تعد مقياسًا لامتلاكه خبرة طويلة في البريميرليغ بعد سبع سنوات في أرسنال.
اختلاف البيئات
تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات التي تواجه اللاعبين القادمين من البوندسليجا، سواء كانت بدنية أو تكتيكية أو مرتبطة بإيقاع اللعب.
كما أعادت تصريحات هنري النقاش حول مدى جاهزية لاعبي الدوري الألماني لبيئة البريميرليج التي تُعد أكثر شراسة وانضباطًا.
ومع استمرار الأندية الإنجليزية في الاستثمار في المواهب الأوروبية، يبدو أن هذا الملف سيظل مفتوحًا في كل موسم انتقالات، خصوصًا أن النجوم القادمين من ألمانيا يواجهون دائماً اختبارات قاسية فور وصولهم إلى إنجلترا.