لجنة الانضباط أصدرت بيانًا رسميًا بخصوص الواقعة المثيرة للجدل
أصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم قرارًا رسميًا، اليوم الاثنين، يقضي بمعاقبة لاعب زاخو، محمد علي عبود، بعد اجتماعها الأخير الذي خُصص للنظر في الفيديو المتداول والمنسوب إلى اللاعب، والذي أثار جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، بسبب ما تضمنه من عبارات وإشارات وُصفت بأنها غير لائقة، وغير متوافقة مع قيم الروح الرياضية.
وسجل محمد علي عبود هدف فوز فريقه زاخو (1-0) في مباراة القاسم، التي أُقيمت أمس الأحد في إطار الجولة السابعة من الدوري العراقي.
وبحسب بيان اللجنة، فقد قامت لجنة الانضباط بـ”مراجعة الشريط المصوَّر بشكل دقيق، ودرست محتواه من مختلف الجوانب الفنية والسلوكية. وبعد المشاهدة والتحقق ثبت للجنة وجود عبارات وإشارات مسيئة صدرت من اللاعب، اعتُبرت إخلالًا واضحًا بقواعد الانضباط والالتزام المفترض من لاعبي الأندية في المسابقات المحلية، إضافة إلى كونها سلوكيات لا تعكس صورة إيجابية عن اللاعب أو ناديه داخل الوسط الرياضي”.
واستنادًا إلى ما تضمنه الفيديو، ووفقًا للصلاحيات الممنوحة للجنة الانضباط بموجب لوائحها الرسمية، قررت اللجنة توقيع عقوبة على اللاعب، تتمثل في حرمانه من مرافقة فريقه لمباراة واحدة فقط، وهي عقوبة تؤثر مباشرة على مشاركته مع نادي زاخو في المواجهة المقبلة.
غرامة
كما قررت اللجنة فرض غرامة مالية قدرها مليوني دينار عراقي (أكثر من 1500 دولار أمريكي)، وذلك استنادًا لأحكام المادة (46-3)، وبدلالة المادة (48-4) من لائحة الانضباط والأخلاق للموسم الرياضي 2025–2026.
وأكدت اللجنة أن “القرار صدر بإجماع أعضائها بعد دراسة مستفيضة للحالة، وبما ينسجم مع اللوائح التي تهدف إلى صون أخلاقيات الملاعب، وحماية المسابقات من أي سلوك يسيء إلى المنافسة الرياضية أو يشوّه سمعتها”.
وأشارت لجنة الانضباط إلى أن “العقوبة تأتي في إطار سياسة الاتحاد الرامية إلى التشديد على احترام القيم والسلوكيات الرياضية، وتعزيز الانضباط داخل الأندية واللاعبين”، لافتة إلى أنها “لن تتهاون مع أي تجاوزات مشابهة مستقبلًا، سواء صدرت من لاعبين أو إداريين أو جماهير، حفاظًا على بيئة تنافسية صحية تليق بمكانة الكرة العراقية وتاريخها”.
وأوضح البيان أيضًا أن القرار قابل للاستئناف وفق الإجراءات القانونية المعمول بها داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم، ما يتيح للاعب أو ناديه تقديم طعن رسمي خلال المهلة المحددة إذا رغبوا بذلك.
يُذكر أن نادي زاخو ينافس بقوة في البطولات المحلية هذا الموسم، ويُعد محمد علي عبود أحد عناصر الفريق، ما يجعل عقوبة الإيقاف مؤثرة فنيًا على استعدادات الفريق في مباراته المقبلة، إلى حين تنفيذ العقوبة ودفع الغرامة المفروضة.
دعم زاخو
في المقابل، أعلنت إدارة زاخو برئاسة عمار فرهاد عن حملة جماهيرية لدعم النادي، على هامش زيارة من مسؤولي جامعة كردستان.
ويأمل زاخو بقيادة مدربه القطري وسام رزق المنافسة على لقب الدوري العراقي، في الموسم الحالي، بعد احتلاله وصافة كأس العراق في الموسم الماضي.
ويحتل زاخو المركز السادس في جدول ترتيب الدوري العراقي برصيد 13 نقطة، بعدما حقق الفريق 4 انتصارات وتلقى هزيمتين إلى جانب تعادل واحد. ويشارك زاخو في بطولة دوري أبطال الخليج هذا الموسم، وحقق الفوز مؤخرًا على حساب العين الإماراتي بنتيجة 2-0، بعد مباراة مثيرة وحافلة بالندية.
قرارات أخرى
كما ناقشت لجنة الانضباط تقرير حكم مباراة ناديي الصناعة والفرات، ضمن دوري الدرجة الأولى، بشأن واقعة تلقّي لاعب الفرات حسن جليل حميد إنذارًا ثم خروجه للعلاج، ودخوله مجددًا دون علم حكم المباراة، ما كلّفه البطاقة الصفراء الثانية.
وخلال خروجه من الملعب قام اللاعب بالبصق على الحكم المساعد الأول، علي كريم سلمان. وبناءً على ذلك، قررت اللجنة إيقافه لمدة شهرين، وتغريمه مليون دينار عراقي.
كما ناقشت اللجنة تقرير مشرف وحكم مباراة ناديي الجنوب والشرطة، بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في قاعة بلدية البصرة، في ظل تعطل شاشة التلفزيون وعدم وجود ساعة إلكترونية، وعدم توفير سيارة إسعاف ورجال أمن الملاعب.
وتم اعتبار نادي الجنوب خاسرًا (0-5) في مباراته أمام نادي الشرطة، استنادًا لأحكام المادة (10-1-أ) من لائحة دوري المحترفين لكرة الصالات للموسم 2025-2026. وصدر القرار باتفاق الآراء وقابلًا للاستئناف.
وتأتي هذه القرارات ضمن سلسلة من الخطوات التي تقوم بها لجنة الانضباط لضمان الالتزام بالقوانين الرياضية، إذ كثّفت اللجنة خلال الموسم الحالي من مراقبة المباريات ومتابعة السلوكيات داخل الملاعب وخارجها، سواء من خلال التقارير الرسمية، أو عبر الرصد المرئي الذي بات جزءًا أساسيًا من عملها.
وبهذا القرار، يوجّه الاتحاد رسالة واضحة لجميع عناصر اللعبة بأن الالتزام والانضباط ركنان أساسيان لا يمكن تجاوزهما، وأن أي محاولة للخروج عن السلوك الرياضي ستُقابل بإجراءات صارمة، بما يعزز بيئة رياضية تحترم القوانين وتدعم المنافسة الشريفة.