كونسيساو: يمكنني التفوق على لاعبي الاتحاد في سن الخمسين

BySayed

نوفمبر 24, 2025


فتح البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لاتحاد جدة السعودي، النار على لاعبيه بعد الخسارة أمام صاحب الأرض الدحيل القطري (2-4)، مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدور الأول لدوري أبطال آسيا للنخبة. 

وتجمّد رصيد الاتحاد عند 6 نقاط بهذه الهزيمة، ليتراجع للمركز السابع، فيما رفع الدحيل رصيده إلى 7 نقاط، وتقدم إلى المركز السادس في جدول ترتيب مجموعة غرب آسيا.

وقال كونسيساو، في تصريحات صحفية بعد اللقاء، إنه يشعر بحزن كبير، مؤكدًا أن الفريق القطري استحق الفوز تمامًا. 

وأضاف أنه لا يملك الكثير ليقوله بعد هذه النتيجة الصادمة، مشيرًا إلى أن ما حدث كان انعكاسًا لغياب التوازن بين الهجوم والدفاع داخل فريقه. واعتبر أن الاتحاد حاول التقدم هجوميًا وصناعة الفرص، لكن ردّة الفعل الدفاعية كانت معدومة، وهو ما جعل المرمى مكشوفًا طوال فترات اللقاء.

وأكد المدرب البرتغالي أنّها المرة الأولى التي يعيش فيها مثل هذا الموقف، حيث بدا اللاعبون “كأنهم مجرد أسماء على أرض الملعب، دون أي حضور حقيقي أو التزام بالأدوار المطلوبة”.

وقال إنه، رغم تجاوزه الـ50 عامًا، يشعر بأنه قادر على اللعب بنفس الرتم الذي افتقده لاعبوه، مشددًا على أن “المشكلة لم تكن في الأفكار، بل في عدم تنفيذها بالشكل الصحيح”.

وتحدث كونسيساو عن التبديلات أيضًا، قائلًا إنها جاءت في التوقيت الذي رآه مناسبًا، وأن إجراء تغييرات مبكرة لم يكن ليغيّر واقع المباراة.

وأشار إلى أن “الفريق دخل اللقاء بخطة واضحة، لكن اللاعبين فشلوا في تطبيقها، لذلك كانت التغييرات تهدف إلى تعديل الفكرة وإعادة تنظيم الأداء”. 

واختتم المدرب تصريحاته بتقديم الاعتذار لجماهير الاتحاد، مؤكدًا أن الفريق سيحاول تصحيح المسار في الفترة المقبلة، وأن الموسم ما زال طويلًا، ويتيح فرصة للعودة بصورة أفضل.

تراكمات سلبية

ولم تكن خسارة الاتحاد القاسية أمام الدحيل مجرد نتيجة عابرة، بل جاءت نتيجة تراكمات فنية وبدنية وتكتيكية، ظهرت بوضوح طوال أحداث اللقاء. 

وتمثل أبرز الأسباب في غياب التنظيم الدفاعي، وسوء ردّة الفعل داخل الملعب، إلى جانب تفوق الفريق القطري الواضح في قراءة التفاصيل، واستغلال نقاط الضعف الاتحادية.

وتجلت حالة الارتباك الدفاعي في صفوف العميد منذ الدقائق الأولى، حيث بدا خط الظهر غير قادر على التعامل مع التحولات السريعة للدحيل. 

الفريق القطري لعب بخمسة مدافعين، لكنه تحوّل بذكاء عند استرجاع الكرة إلى شكل هجومي مرن، مستفيدًا من المساحات الكبيرة خلف دفاع الاتحاد، وهو ما تكرّر في الأهداف الأربعة. وجاءت هذه المساحات نتيجة التقدم المبالغ فيه للظهيرين، وغياب التغطية من لاعبي الوسط.

وكما أن اللاعببن تقدموا بلا تنظيم، كانوا يعودون أيضا إلى مواقعهم دون تركيز، ما جعل الدحيل يضرب خطوط الضيوف بسهولة. وهذا بالإضافة إلى الفجوة الكبيرة بين خطوط الاتحاد، حيث عجز وسط الملعب عن الربط بين الدفاع والهجوم، فلم ينجح في افتكاك الكرات، ولا في إبطاء نسق الدحيل.

وكلما تقدّم الاتحاد إلى الأمام، ازداد انهياره عند فقدان الكرة، نتيجة ضعف الضغط العكسي وقلة المساندة الدفاعية. كما ظهرت بوضوح التحركات غير المنسّقة، والمسافات الواسعة، والتمركز الدفاعي الهش، ليصطدم كونسيساو بفريق فاقد للهوية داخل الملعب.

فقد ظهر نجوم الفريق السعودي دون روح أو تركيز، بينما لعب الدحيل بشكل أكثر انضباطًا وذكاءً، وقدرةً على فرض أسلوبه. 

ترنح متواصل

وجاءت الرباعية اليوم لتمثل امتدادًا لموسم مليء بالهزات الاتحادية: مشاكل دفاعية مستمرة، وضعف في التعامل مع الفرق التي تعتمد على التحولات، وتذبذب في مستوى اللاعبين الأساسيين.

الدحيل لم يفز صدفة، بل استغل كل خطأ، وحوّل المساحات إلى أهداف، فيما عجز الاتحاد عن حماية مرماه أو فرض شخصيته.

وسيواجه العميد في الفترة المقبلة سلسلة من التحديات الصعبة، التي قد تحدد شكل موسمه بالكامل، بينما يعاني من ضغط النتائج وتذبذب الأداء، ما يجعل أي مباراة مقبلة اختبارًا حقيقيًا لهويته وقدرته على النهوض. 

وعلى المستوى المحلي، يواجه الاتحاد فرقًا أكثر استقرارًا، ما يعني أن أي تعثّر إضافي سيقلّص فرصه في المنافسة. وقاريًا، سيكون مطالبًا برد فعل قوي بعد الخسارة الثقيلة أمام الدحيل، خصوصًا مع جدول مباريات لا يمنحه وقتًا كافيًا لاستعادة التوازن.

كما سيتوجب على الفريق السعودي استعادة الثقة، وإصلاح الخلل الدفاعي الواضح، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة اختبار بقاء للاتحاد، فإما يستعيد شخصيته أو يدخل نفقًا أكثر ظلامًا.

وكان الاتحاد قد دخل الموسم الحالي مفعمًا بالأمل، لا سيما بعد تتويجه بثنائية دوري المحترفين وكأس الملك في الموسم الماضي، إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهي سفن العميد، حيث جاءت نتائجه باهتة ومتذبذبة، لتطيح الإدارة بالمدرب الفرنسي لوران بلان وتعين كونسيساو بدلًا منه.

لكن الأمور لم تصبح أفضل تحت قيادة المدرب البرتغالي، وربما تعد مباراة الليلة أوضح برهان في هذا الشأن.



المصدر – كوورة

By Sayed