في خضم العاصفة التي يمرّ بها ليفربول هذا الموسم، اعترف المدافع الإسكتلندي أندي روبرتسون بأن الانتقادات الموجهة إلى الفريق “مستحقة تماما”، داعيا زملاءه إلى الابتعاد قدر الإمكان عن مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤكدا في الوقت نفسه أن “الأيام الجيدة ستعود” رغم حالة التراجع الحاد في النتائج.
ليفربول، الذي يعاني من أسوأ فتراته في الدوري منذ سنوات طويلة، تلقّى الخسارة السادسة في آخر سبع مباريات في البريميرليج، بعد الهزيمة القاسية بثلاثية نظيفة أمام نوتنجهام فورست على ملعب آنفيلد السبت الماضي.
السقوط الجديد أطاح بالفريق إلى المركز الحادي عشر، وهي المرة الأولى منذ أكثر من عقد التي يجد فيها النادي نفسه في النصف السفلي من جدول الترتيب.
ورغم الدعم الكبير الذي تلقاه المدرب الهولندي آرنِي سلوت عند توليه القيادة الفنية، فإن الضغط يتزايد عليه مع كل جولة، خاصة بعد إنفاق إدارة النادي قرابة 450 مليون جنيه إسترليني على صفقات الصيف دون أن ينعكس ذلك على الأداء أو النتائج، وحتى أسطورة النادي، جيمي كاراجر، لم يتردد في وصف ما يحدث بأنه “فوضى كبيرة”.
وقبل مواجهة الفريق المرتقبة أمام آيندهوفن مساء الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، عبّر سلوت هو الآخر عن إحساسه بـ”الذنب” تجاه الانهيار “السخيف وغير المعقول” الذي أصاب فريقه هذا الموسم، وفق وصفه.
أما روبرتسون، الذي يُعد أحد قادة غرفة الملابس، فقد أكد أن الفترة الحالية من “أقسى ما مرّ عليه”، معترفًا بأن الفريق يقع بعيدا جدا عن المستوى المتوقع منه.
وفي حوار مع بودكاست “وان أون وان” عبر شبكة سكاي سبورتس، قال المدافع الدولي: “معايير هذا النادي تم الحفاظ عليها لسنوات طويلة جدًا. وعندما نهبط دون هذه المعايير، يصبح حجم الانتقادات أكبر فأكبر”.
وأضاف: “لا يمكن أن يكون لدينا أي اعتراض على الانتقادات الموجهة إلينا الآن. هي انتقادات مستحقة بسبب موقعنا في الترتيب وبسبب نتائجنا الأخيرة. لكن يبقى دورنا أن نتكاتف ونستعيد أفضل نسخة من أنفسنا”.
وتابع: “لدينا ما يكفي من الجودة داخل هذا الفريق لكي نعود إلى الطريق الصحيح، ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا استعدنا الثقة وبقينا موحّدين. من المهم جدا ألا يفقد اللاعبون إيمانهم بقدراتهم أو الثقة التي يمتلكونها. الأهم الآن هو أن نبقى جميعا داخل الفقاعة الخاصة بنا، داخل بيئة التدريب. الالتزام بهذه التفاصيل هو ما سيمنحنا أفضل فرصة للخروج من هذه الأزمة”.
وعند سؤاله عمّا إذا كان بعض اللاعبين فقدوا الثقة أو الإيمان بقدراتهم، أجاب روبرتسون: “ربما… قد يكون ذلك حدث بالفعل. لكن الإجابة الدقيقة عند كل لاعب على حدة”.
وواصل: “مع ذلك، فإن مسؤوليتنا نحن اللاعبين أصحاب الخبرة أن نضمن عدم حدوث ذلك. أنت لا تتحول إلى لاعب عالمي في ليلة واحدة، ولا تصبح لاعبًا سيئًا فجأة بين ليلة وضحاها. هذه هي طبيعة عالم كرة القدم: مباراة واحدة تُظهر فيها أنك الأفضل في العالم، وأخرى تبقى فيها على الدكة فيبدأ البعض بالتشكيك فيك”.
وأردف: “لهذا السبب، من الضروري ألا ينغمس اللاعبون كثيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، وألّا يقرأوا التعليقات السلبية أو يستمعوا إلى الضجيج المحيط. علينا التركيز على أنفسنا، على الفريق، وعلى ما نقوم به داخل النادي. لطالما نجح اللاعبون الكبار هنا في القيام بذلك، وعلينا جميعًا أن نتبع النهج ذاته الآن أكثر من أي وقت مضى، لأنني ما زلت أؤمن تمامًا بهذا الفريق وكل لاعب في غرفة الملابس”.
وأكمل: “الأيام الجيدة ستعود، لكن علينا أن نُظهر ذلك في الملعب، وبأسرع وقت ممكن، لأن فترة التراجع طالت أكثر مما ينبغي لنادٍ بحجم ليفربول”.
كما تحدث روبرتسون عن موقف الجماهير التي غادرت ملعب “آنفيلد” مبكرا خلال الهزيمة أمام نوتنجهام فورست، وهو أمر نادر في ليفربول. وقال: “كنت محظوظا بأنني لم أعِش مثل هذه اللحظة كثيرًا منذ انضمامي هنا. لكن ما حدث السبت كان واضحا: عند صافرة النهاية، كان معظم الجماهير قد غادروا، ولا ألومهم على ذلك إطلاقًا. الخسارة بثلاثية على أرضك أمام نوتنجهام فورست أمر غير مقبول”.
ورغم تفهّمه لما حدث، شدد روبرتسون على أهمية دعم الجماهير في الفترة المقبلة، قائلاً: “ليس لدي أي مشكلة مع قرارهم المغادرة. ولكن المهم هو أن يحافظوا على دعمهم لنا، لأننا نعرف تمامًا قوة آنفيلد عندما يكون في أفضل حالاته”.
وواصل: “عندما يكون الجمهور في القمة، يكون اللاعبون في القمة أيضا. ونعلم أننا لم نقدم لهم ما يستحقونه. مسؤوليتنا الآن أن نعطيهم شيئا يستحق الهتاف”.
وختم روبرتسون حديثه برسالة واضحة تؤكد حجم الأزمة وضرورة استعادة الروح القتالية قائلاً: “موقعنا في الدوري ليس جيدًا على الإطلاق، ولا يمكن أن يتغير ذلك إلا بالعمل الشاق وبأن نلعب بشكل أفضل. إذا قمنا بذلك، يمكننا أن نبدأ رحلة الصعود مرة أخرى”.