كابوس لندن.. كوكوريا يحرم يامال من التألق أمام تشيلسي

BySayed

نوفمبر 26, 2025


عانى لامين يامال، نجم برشلونة، من أمسية صعبة في لندن، حيث تمكن مارك كوكوريا ظهير تشيلسي من إلغاء تأثيره تمامًا على أرض الملعب، وجعله يختفي عن معادلة المباراة أمام البلوز.

وجاءت المواجهة صعبة على نجم برشلونة الشاب، الذي بدا عاجزًا عن مجابهة الظهير الإسباني طوال التسعين دقيقة.

ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، كان لامين يامال في تصاعد مستمر وقدم مستويات مميزة في مباريات كلوب بروج، سيلتا فيجو، وضد أتلتيك بيلباو، لكنه اختفى تمامًا أمام كوكوريا، الذي يُعد بلا شك أحد أصعب المدافعين على أي جناح في العالم.

يتميز كوكوريا بتركيز شديد ويعرف يامال عن ظهر قلب، ورغم فارق العمر بينهما، فمن المؤكد أنه كان يسمع عنه منذ أيامه في لا ماسيا، وتعرف عليه أكثر في صفوف المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس دي لا فوينتي.

خبرة كوكوريا كانت واضحة طوال المباراة، حيث شعر يامال دومًا بضغطه خلفه، وعندما حاول التحرر، لم يتردد كوكوريا في ارتكاب المخالفات بطريقة ذكية يعرف كيف يخفيها ببراعة.

خسر يامال الكرة 21 مرة خلال المباراة، معظمها نتيجة الضغط الإيجابي من كوكوريا، حيث بدأ نجم البارسا بشكل جيد محاولًا التمرير والتعاون مع زملائه، لكنه تلاشى سريعًا.

أطلق يامال كرة واحدة فقط نحو المرمى (ضعيفة وفي يد الحارس روبرت سانشيز) وأكمل مراوغتين فقط طوال المباراة، أي أقل بست مرات مقارنة بمواجهته مع أتلتيك بلباو. هذه الأرقام تعكس حجم الصعوبة التي واجهها النجم البارز أمام الضغط المتواصل لكوكوريا، الذي أضعف معنوياته تدريجيًا.

كوكوريا، الذي تم استبعاده سابقًا من برشلونة في عهد إرنستو فالفيردي لصالح ميرندا كظهير بديل لجوردي ألبا، يعد مثالا للاعب الذي صنع نفسه بنفسه، حيث تعلم كل شيء في لا ماسيا، ولكنه اكتسب خبرته الحقيقية في ملاعب خيتافي وإيبار قبل أن يصل إلى المجد مع ناديه والمنتخب.

بهذه الخبرة، استطاع كوكوريا أن يسيطر على يامال، الذي لم يبدِ الجرأة الكافية للانتقال إلى وسط الملعب بعد أن تأكد من صعوبة مواجهته لظهير تشيلسي، ليصبح وكأن المباراة تبتلعه تدريجيًا.

ولتجنب المزيد من الأضرار، قرر المدرب فليك استبدال يامال قبل عشر دقائق من النهاية، على الأقل لتجنبه آخر مجهود مضني قد يؤثر على جسده.

غادر يامال الملعب وسط سخرية جماهير تشيلسي التي ذكّرته بأدائه الضعيف ببعض الاستهزاء والضحكات، إلى جانب إشارات دموع من المدرجات وتصفيق ساخر.

وليست هذه المرة الأولى التي يعاني فيها يامال أمام الفرق الكبيرة هذا الموسم؛ فقد طغى نونو مينديز عليه ضد باريس سان جيرمان، وتمكن ألفارو كاريراس من السيطرة عليه في الكلاسيكو، وكوكوريا أيضًا خرج فائزًا في المواجهة الفردية على ستامفورد بريدج.

أحداث المباراة

بدأ اللقاء بإعلان نوايا واضحة من أصحاب الأرض، حيث سجل إنزو فيرنانديز هدفا مبكرا في الدقيقة الثالثة، لكن تم إلغاؤه بعد تدخل فوفانا بلمسة يد واضحة قبل التسديد.

لم يستغرق برشلونة وقتًا طويلاً للرد، فبعد ضغط ناجح في الثلث الأخير وصلت الكرة إلى فيران توريس داخل المنطقة إثر تمريرة مميزة من لامين يامال، لكن الإسباني أهدر فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة 4، إذ سدد الكرة بزاوية ضيقة.

وسجل إنزو فيرنانديز هدفا لتشيلسي في الدقيقة 22، بتصويبة صاروخية داخل المنطقة، لكن الحكم ألغاه بعد الرجوع لتقنية الفيديو بداعي التسلل.

وكان نيتو قريبًا من التسجيل بعد كرة أرسلها له إستيفاو خلف الدفاع في الدقيقة 24، إلا أن تسديدته جاءت عالية.

تشيلسي بدا الطرف الأفضل والأكثر راحة، ونجح في الدقيقة 27 في التقدم من ركنية قصيرة تُرك فيها كوكوريا دون رقابة، فأرسل كرة عرضية منخفضة انتهت بتسجيل كوندي هدفًا عكسيا بالخطأ في مرماه بعد تسديدة أولى من نيتو.

ورغم الشك في وجود تسلل على كوكوريا، احتُسب الهدف.

برشلونة حاول التماسك لكنه بدا بعيدًا عن نسقه المعتاد، وسط فقدان للكرة وصعوبة في تجاوز ضغط البلوز.

استمرت المعاناة بالنسبة لبرشلونة، ومع الدقيقة 31 نال رونالد أراوخو بطاقة صفراء للاعتراض، قبل أن يتلقى بطاقة ثانية في الدقيقة 44 بعد تدخل عنيف على كوكوريا، ليترك فريقه بعشرة لاعبين في لحظة حرجة.

وانتهى الشوط الأول بتقدم تشيلسي بهدف دون رد.

ومع بداية الشوط الثاني، وفي الدقيقة 50، ألغى الحكم هدفًا ثالثا لتشيلسي بعدما تسلم جارناتشو تمريرة من إنزو جاء منها في وضع تسلل قبل أن يصنع الكرة لزميله سانتوس؟

ولم ينتظر تشيلسي طويلًا حتى ضرب من جديد؛ ففي الدقيقة 55، فقد دي يونج الكرة في منطقة حساسة، ليخطفها إستيفاو، وينطلق بمراوغة رائعة أمام كوبارسي قبل أن يسدد كرة صاروخية سكنت الزاوية العليا، مضيفًا الهدف الثاني للبلوز بطريقة رائعة، وسط عجز تام من لاعبي برشلونة عن مجاراة الإيقاع.

ومع الدقيقة 69 كاد بيدرو نيتو يسجل الثالث بعد انفراد سريع، لكن الحارس خوان جارسيا تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعدها لركنية. ومن الركنية نفسها، سقطت الكرة أمام فوفانا داخل المنطقة في الدقيقة 70، لكنه أطاح بها فوق المرمى.

ولم يتأخر البلوز في توسيع الفارق، إذ خسر برشلونة كرة أخرى في وسط الميدان عند الدقيقة 74، لينطلق بيدرو نيتو بالهجمة ثم يمرر لإنزو على الطرف، الذي بدوره أرسل كرة عرضية مثالية حولها ديلاب داخل الشباك، معلنًا الهدف الثالث المستحق لتشيلسي وسط انهيار واضح في الدفاع الكتالوني.

وواصل تشيلسي سيطرته التامة، بينما أصبح برشلونة محاصرًا تمامًا في مناطقه دون القدرة على تجاوز منتصف الملعب، ليحقق البلوز فوزًا مستحقًا.



المصدر – كوورة

By Sayed