تضع جماهير الكرة السعودية آمالا عريضة على بعض نجوم الأخضر لصناعة الفارق في مختلف المنافسات، وتراهم فرسان الرهان الذين يقدرون على حمل لواء الكرة السعودية والذهاب بعيدا في بطولة كأس العرب تحديدا.
من بين هؤلاء النجوم الذين يعول عليهم المنتخب السعودي بقيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، الجناح الأيسر والقائد سالم الدوسري، المتوج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب في آسيا، ليكلل مشواره المميز بتقدير جديد يعكس تفوقه الكبير.
ويملك الدوسري خبرة كبيرة في تمثيل المنتخب على مستوى المحافل القارية والإقليمية والدولية، وفي كل منها كان يضع بصمة مؤثرة، ليثبت قيمته الكبيرة بالنسبة للأخضر.
خبرة عربية
وفي اختبار بطولة كأس العرب، سيكون الدوسري بمثابة السلاح الذي يصنع الفارق في يد المدرب رينارد، فبجانب خبرته الكبيرة بمسيرة مميزة مع الأخضر في مختلف البطولات، فهو صاحب لمسات تهديفية سواء على مستوى التسجيل أو الصناعة ما يجعل الأنظار تترقب ما يمكن أن يقدمه نجم الهلال في البطولة التي تستضيفها قطر الفترة المقبلة.
وسجل سالم 24 هدفا في مسيرته الدولية، لكن من بين أهدافه سجل 6 أهداف في منتخبات عربية أبرزها مصر في كأس العالم 2018 بروسيا، كذلك هز شباك اليمن “مرتين” والإمارات وفلسطين والعراق في مختلف المنافسات.
معنويات كبيرة
وتأتي البطولة العربية في توقيت يشعر فيه سالم بنشوة تقدير الاتحاد الآسيوي لما قدمه مع الهلال والمنتخب، حيث كانت بصماته حاضرة وتأثيره قوي.
ومن ثم فإن النجم صاحب الـ 34 عاما يتطلع لأن يضع بصمة جديدة قوية في مشاركته العربية، والتي كعادته يحظى فيها بثقة مدربه رينارد، الذي يثق في إمكانياته كثيرا، ويعرف أنه يمكنه صنع الفارق متى أتيحت الفرصة له، وأنه من بين لاعبين قلائل لديهم القدرة على فك شفرة المباريات المُعقدة والمغلقة من خلال الحلول الذكية واللمسات الفريدة.
إضافة فنية في البطولة العربية
ويظهر سالم الدوسري هذا الموسم وكأنه الشرارة التي تضيء مسرح الهلال والمنتخب السعودي معًا؛ لاعب يمتلك قدرة فطرية على تحويل الرتم، وكسر رتابة أي مباراة بلمسة تحمل شيئًا من الجرأة وقدرا من الخيال.
تأثيره لم يعد مرتبطًا فقط بإحصاءات أو أرقام، بل بطريقة حضوره داخل الملعب، وكأن الهلال والأخضر يمنحانه المفاتيح ويطلبان منه أن يفتح الأبواب كما يشاء.
على مستوى الهلال، يقدّم الدوسري واحدة من أفضل فتراته نضجًا وإنتاجًا. تحركاته من الجناح للعمق تصنع مربعات لعب جديدة وتشوش خصومًا اعتادوا مراقبة الأجنحة بنمطية. قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط تمنح الفريق رفاهية بناء الهجمة بأريحية، بينما تأتي لحظات الانفجار في شكل هدف من خارج المنطقة، تمريرة تكسر خطًا كاملًا، أو موقف فردي يزيح به مدافعًا عن طريقه.
الهلال يستفيد من هذه الازدواجية: لاعب جناح حين يريد وأنصاف صانع لعب حين يستلزم الأمر. ومع وجود مهاجمين أقوياء حوله، ترتفع قيمة كل قراره، لأن لمساته الأخيرة أصبحت أكثر دقة ووعيًا، وكأن خبرته الطويلة صارت بوصلة داخلية لا تخطئ الاتجاه.
أما تأثيره مع المنتخب السعودي، فهو امتداد طبيعي لثباته مع ناديه.. سالم أصبح “نقطة الارتكاز الهجومية” في لحظات التوتر، اللاعب الذي تُلقى إليه الكرة حين يحتاج الفريق إلى هدنة، أو شرارة، أو قرار مختلف. في التصفيات وفي البطولات الإقليمية، ظل الدوسري أحد أكثر عناصر المنتخب ثباتًا، سواء عبر التسجيل أو خلق المواقف التي تغيّر وجه المباراة. شخصيته داخل الملعب ازدادت زخمًا، وبات عنصرًا قياديًا دون صخب؛ لاعب يرفع منسوب الشجاعة لدى زملائه بمجرد تحمله للمسؤولية في اللحظات الحاسمة.
إجمالًا، يتموضع سالم الدوسري اليوم كأحد أهم اللاعبين السعوديين في العقد الأخير، ليس فقط لجودته الفنية بل لكونه مرآة لهوية هجومية واضحة لدى الهلال والمنتخب: قدرة على التقدم، جرأة في اتخاذ القرار، وموهبة ترفض أن تبقى عادية. تأثيره مستمر، ومردوده يضعه دائمًا ضمن قائمة الأسماء التي تُغيّر شكل المنافسة أينما حلت.
مشوار مرتقب
ولن يكون الاختبار العربي سهلا بالنسبة للمنتخب السعودي، فالاحتكاك بمدارس عرب آسيا وأفريقيا، يتطلب ذكاء شديد من الجهاز الفني واللاعبين في التعامل مع اختبارات مختلفة وأساليب لعب متباينة.
وستكون المواجهة الأولى في الثامن من ديسمبر/كانون الأول المُقبل، أمام المغرب، صعبة وقوية بالنسبة للأخضر السعودي، ورغم خبرة المدرب رينارد بالكرة المغربية بعدما درّب من قبل أسود الأطلس، لكن متغيرات كثيرة طرأت على الكرة المغربية منذ ذلك الحين، سواء على مستوى المنتخب الأول أو الفئات السنية المختلفة، حتى أضحى اسم المغرب علامة مميزة قاريا وعالميا، ومنافسا لا يُستهان به في أي بطولة يشارك فيها.