حقق نادي الزوراء العراقي فوزًا ثمينًا على حساب ضيفه جوا الهندي بهدفين مقابل هدف، مساء اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من المجموعة الرابعة في بطولة دوري أبطال آسيا 2.
هذا الفوز أعاد الأمل للزوراء في المنافسة على بطاقة التأهل إلى دور الستة عشر للبطولة القارية، بعدما رفع الفريق رصيده إلى 9 نقاط في المركز الثاني، خلف النصر السعودي الذي حسم الصدارة مسبقًا.
على الجانب الآخر، واصل فريق جوا الهندي معاناته في البطولة، حيث ظل في المركز الأخير بلا أي نقاط، بينما يحتل استقلال الطاجيكي المركز الثالث برصيد 6 نقاط.
وتبقى مباراة الجولة الأخيرة أمام النصر السعودي يوم 22 ديسمبر المقبل في العاصمة الرياض حاسمة للزوراء. ففي حال هزيمته أمام النصر وفوز استقلال الطاجيكي على جوا، سيُصبح فارق الأهداف هو المعيار الحاسم لتحديد البطاقة الثانية عن هذه المجموعة.
ظروف استثنائية
دخل الزوراء مباراة جوا في ظروف صعبة للغاية، بعد أن تلقى المدرب المصري عماد النحاس خبرًا صادمًا بتعرض نجله لحادث سير نقل على إثره إلى العناية المركزة لتلقي العلاج.
هذا الوضع الطارئ دفع الجهاز الفني للفريق إلى تنظيم الأمور بشكل عاجل، حيث قاد المباراة المدرب المساعد العراقي حسام فوزي بجانب باقي أعضاء الجهاز المعاون، وسط حالة من التوتر والارتباك في أروقة النادي.

مجريات اللقاء
بدأ الزوراء المباراة بضغط هجومي مبكر، محاولًا تسجيل هدف التقدم منذ الدقائق الأولى، حيث كانت هناك محاولات قريبة من جانب حسن فلاح. بينما اعتمد الفريق الهندي على الدفاع المنظم لمواجهة هجمات الزوراء. وفي الدقيقة 34، تعرض لاعب جوا أيوش ديف تشيتري للطرد بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية نتيجة ارتكابه خطأ أدى إلى احتساب ركلة جزاء للزوراء.
على الرغم من ضياع ركلة الجزاء التي سددها إبراهيم توميو في الدقيقة 36، استمر الزوراء في الضغط، وحصل على ركلة ركنية حولها كاظم محمد إلى هدف رائع بضربة رأس في الدقيقة 38، مانحًا فريقه التقدم قبل نهاية الشوط الأول.
مع بداية الشوط الثاني، قام الزوراء بإجراء أولى التبديلات بدخول محمد قاسم على حساب مهدي الحميدان، لكن الفريق الهندي لم يستسلم، وتمكن من معادلة النتيجة عن طريق هدف بالخطأ سجله ضرغام إسماعيل في مرمى فريقه بالدقيقة 51.
رد الزوراء جاء سريعًا، حيث أشرك الجهاز الفني الثنائي رزق بني هاني وسجاد السعيدي لتنشيط الهجمات. ونجح الفريق في استعادة التقدم في الدقيقة 65 بواسطة حسن عبد الكريم، الذي سدد كرة قوية أسكنها الشباك وسط غفلة دفاعية من لاعبي جوا.
وفي الدقائق الأخيرة، لجأ المدربون إلى تعزيز الدفاعات، حيث دخل حيدر عبد الكريم ومراد صبحي في صفوف الزوراء لضمان غلق المساحات أمام الكرات المعاكسة للفريق الهندي.
ونجح الزوراء في الحفاظ على التقدم حتى صافرة النهاية، محققًا الفوز الخامس على التوالي في كافة البطولات منذ تولي عماد النحاس تدريب الفريق، الذي خاض تحت قيادته الفريق أكثر من مباراة دون خسارة إلا مواجهة واحدة أمام استقلال الطاجيكي خارج أرضه.

الزوراء.. تاريخ عريق وإنجازات متواصلة
يُعد نادي الزوراء العراقي واحدًا من أهم وأعرق الأندية في تاريخ كرة القدم العراقية، ويحظى بلقب “نادي النوارس” نسبة إلى شعاره المميز. تأسس النادي عام 1969 في العاصمة بغداد، وسرعان ما فرض نفسه كقوة كروية لا يُستهان بها، مستفيدًا من قاعدة جماهيرية كبيرة تُعد من الأضخم في العراق.
يمتلك الزوراء سجلًا حافلًا بالبطولات المحلية، حيث يُعتبر النادي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري العراقي الممتاز، إلى جانب العديد من بطولات كأس العراق. كما أظهر الفريق حضورًا مميزًا في المباريات النهائية للكؤوس، وتمكن من حسم المواجهات الحاسمة، وهو ما أهّله أيضًا للمشاركة في البطولات القارية والعربية، ما منح لاعبيه خبرة دولية متميزة وساهم في تعزيز سمعة النادي خارج حدود العراق.
على الصعيد الجماهيري، يتميز الزوراء بقاعدة جماهيرية وفية ومخلصة، تشارك الفريق في كافة مبارياته داخل العراق، معروفة بشغفها وولائها الكبير. أما على مستوى النجوم، فقد مر عبر بوابة النادي عدد من اللاعبين الذين تركوا بصمات بارزة في تاريخ الكرة العراقية وأسهموا في إنجازات المنتخب الوطني، من بينهم أحمد راضي، رحيم حميد، يونس محمود، وغيرهم من اللاعبين البارزين.
كما يتميز الزوراء بالاستقرار النسبي عبر تاريخه الطويل، حيث ظل حاضرًا دائمًا في المنافسات الكبرى، رغم التحديات المتنوعة التي واجهت كرة القدم العراقية. وقد شهد النادي في السنوات الأخيرة جهودًا ملموسة لتطوير البنية التحتية وتجديد صفوف الفريق، إضافة إلى التعاقد مع مدربين ولاعبين قادرين على إعادة الفريق إلى منصات التتويج بشكل مستمر.
يبقى الزوراء رمزًا كرويًا راسخًا في ذاكرة الجماهير العراقية، وأحد أركان كرة القدم في البلاد، بما يحمله من تاريخ، بطولات، وشغف لا ينتهي، ويواصل العمل على تعزيز حضوره القاري بعد الانتصار المهم على جوا الهندي، مع عينه على مباراة النصر القادمة التي قد تكون فاصلة في تحديد مصيره في البطولة الآسيوية.