تترقب الجماهير العربية بفارغ الصبر المواجهة المرتقبة التي ستجمع المنتخبين السعودي والمغربي، ضمن دور المجموعات لبطولة كأس العرب، والتي تستضيفها قطر في الفترة من 1 إلى 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل. وتعد هذه المباراة من المواجهات التي عادة ما تزخر بالإثارة والندية، نظرًا لتاريخ الفريقين العريق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويُعَد المنتخب السعودي أحد الفرق التي تتمتع بسجل قوي أمام المغرب، إذ التقى الفريقان في 11 مباراة مختلفة، بين الرسمية والودية، حقق خلالها الأخضر 7 انتصارات مقابل 3 انتصارات للمغرب وتعادل وحيد.
وأول مواجهة بين المنتخبين كانت في دورة الألعاب العربية عام 1961، وانتهت بفوز المغرب بنتيجة 13-1، فيما كان اللقاء الثاني في عام 1976 وحقق الأخضر الفوز وديًا بأربعة أهداف مقابل هدف.
وفي العام نفسه، أقيم اللقاء الثالث بينهما وديًا أيضًا، وانتهى لصالح السعودية بهدفين نظيفين، بينما شهد اللقاء الرابع الذي أقيم في دورة الألعاب العربية عام 1976 أول تعادل سلبي بين الفريقين.
وفي أكتوبر 1982، انتصر المنتخب السعودي وديًا بهدفين لهدف، بينما عاد المغرب للانتصار في أغسطس 1984 بهدف دون رد، خلال دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس.
أما اللقاء السابع فقد جاء في دور المجموعات لبطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، وانتهى بفوز السعودية 2-1. ثم التقى الفريقان في ديسمبر 2002، ضمن البطولة العربية للمنتخبات، وفازت السعودية بهدفين دون رد.
وبعد ذلك، ضمن دورة ألعاب التضامن الإسلامي الأولى في أبريل 2005، فازت السعودية بهدف دون رد، ثم كررت الفوز في لقاء ودي آخر في مايو 2005 بنفس النتيجة. وكان اللقاء الأخير بين المنتخبين في البطولة العربية 2021، وحسمه المغرب بهدف نظيف.
هذا التاريخ الطويل يضيف بعدًا من الثقة والتحدي لدى المنتخب السعودي قبل مواجهة المغرب القادمة، خاصة وأن المباراة تأتي ضمن منافسات دور المجموعات، وهي فرصة لتأكيد تفوقه التاريخي على المنتخب المغربي.
Getty Images
المغرب يراهن على الحاضر
في المقابل، يركز المنتخب المغربي على مستواه الراهن، مستفيدًا من أفضل فتراته الكروية في السنوات الأخيرة. فقد شهدت الكرة المغربية طفرة واضحة تمثلت في بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022، لتصبح أول دولة عربية وإفريقية تصل إلى هذا الدور.
كما تأهل المنتخب المغربي بالفعل إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما يعكس الاستقرار الفني والمستوى المتقدم للاعبين.
وعلى الصعيد القاري، توج المنتخب المغربي ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين عام 2024، بينما حقق الفريق الأولمبي المركز الثالث في أولمبياد باريس 2024. كما أحرز منتخب المغرب تحت 17 عامًا بطولة كأس الأمم الأفريقية، وتوج مؤخرًا بلقب كأس العالم للشباب، ما يبرز التطور الكبير على مستوى الفئات العمرية.
هذا التقدم يجعل من المنتخب المغربي منافسًا صعبًا، يمتلك لاعبين قادرين على تقديم مستوى عالٍ في المباريات الكبرى، بما في ذلك مواجهة السعودية المرتقبة.
قائمة المنتخب السعودي لبطولة العرب
اختار الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، 23 لاعبًا للمشاركة في بطولة كأس العرب 2025. وجاءت القائمة على النحو التالي:
حراسة المرمى: نواف العقيدي، راغد نجار، عبد الرحمن الصانبي.
خط الدفاع: عبد الإله العمري، وليد الأحمد، نواف بوشل، محمد سليمان، جهاد ذكري، حسان التمبكتي، علي مجرشي.
خط الوسط: مراد الهوساوي، محمد أبو الشامات، مصعب الجوير، محمد كنو، عبد الله الخيبري، أيمن يحيى، ناصر الدوسري.
خط الهجوم: سالم الدوسري، عبد الرحمن العبود، عبد الله الحمدان، صالح الشهري، فراس البريكان، صالح أبو الشامات.
وفي المقابل، قرر رينارد استبعاد ستة لاعبين وهم: سعود عبد الحميد، سلطان مندش، متعب الحربي، محمد الربيعي، زياد الجهني، ومروان الصحفي.
Getty Images
برنامج الأخضر في دور المجموعات
وضعت قرعة بطولة كأس العرب المنتخب السعودي في المجموعة الثانية إلى جانب المغرب، وعمان، وجزر القمر. ويبدأ الأخضر مشواره بمواجهة عمان يوم 2 ديسمبر، قبل أن يلتقي جزر القمر يوم 5 من الشهر نفسه، على أن يختم مواجهاته في المجموعة بملاقاة المغرب يوم 8 ديسمبر.
وتستضيف قطر البطولة على ستة ملاعب عالمية سبق أن استضافت منافسات كأس العالم 2022، وهي: استاد البيت، استاد لوسيل، استاد أحمد بن علي، استاد المدينة التعليمية، استاد خليفة الدولي، واستاد 974.
وتشهد البطولة مشاركة 16 منتخبًا يتنافسون على اللقب، حيث تأهل تلقائيًا 9 منتخبات وفق تصنيف الفيفا، فيما تتنافس 14 دولة على المقاعد المتبقية في سلسلة من التصفيات التي ستقام يومي 25 و26 نوفمبر في قطر.
مع كل هذه المعطيات التاريخية والفنية، تبدو مباراة السعودية والمغرب المرتقبة واحدة من أبرز مواجهات دور المجموعات، ومن المتوقع أن تشهد ندية وإثارة كبيرة، حيث يسعى كل فريق لتأكيد قوته وتحقيق الفوز، سواء من خلال استدعاء خبراته التاريخية أو الاعتماد على جيل صاعد يتمتع بالمهارات والجاهزية العالية.