يبدو أن مسألة مشاركة كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، في بطولة كأس العالم 2026 مع منتخب البرتغال من الجولة الأولى، لم تُحسم بشكل نهائي حتى الوقت الحالي.
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، أمس الثلاثاء، توقيع عقوبة مخففة على رونالدو، بعد الطرد الذي حصل عليه خلال هزيمة منتخب البرتغال من جمهورية أيرلندا بنتيجة 0-2، الخميس قبل الماضي، في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026 عن قارة أوروبا، بعد ضرب مدافع المنتخب المضيف بدون كرة.
الفيفا عاقب النجم البرتغالي بالإيقاف لـ3 مباريات، بسبب سوء السلوك، غير أنه جعل آخر مباراتين تحت الاختبار (إيقاف التنفيذ) لمدة عام، ومن ثم فإنه لا يتعرض للإيقاف فيهما إلا إذا أقدم على فعل مشابه خلال نفس الفترة.
هذه العقوبة منحت النجم البرتغالي صك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026، حيث كان مُهددًا بالغياب عن أول مباراتين في دور المجموعات، بعد أن غاب بالفعل عن مباراة أرمينيا الأخيرة في التصفيات المونديالية.
تهديد قانوني
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كشفت عن مفاجأة بخصوص تلك العقوبة، حيث أكدت على قدرة أي منتخب سيواجه البرتغال في الجولتين الأولى أو الثانية من دور المجموعات في كأس العالم 2026، على التقدم بشكوى إلى المحكمة الرياضية الدولية، من أجل تطبيق العقوبة كاملةً على رونالدو.
وأوضحت الصحيفة أنه في هذه الحالة، ستجتمع لجنة مستقلة في سويسرا، من أجل إصدار الحكم النهائي، سواءً بصحة قرار مشاركة رونالدو، أو عدم صحته.
الأمر لن يتوقف فقط على المنتخبات التي ستواجه البرتغال، ولكن يشمل أيضًا المنتخبات التي تم إيقاف بعض لاعبيها دون أن يتم تخفيف العقوبة عليهم مثل “صاروخ ماديرا”.
وسيكون على المنتخبات التي ستطالب بتطبيق العقوبة كاملةً على رونالدو أن تثبت تضررها المباشر بهذا القرار، مثل أن تثبت المنتخبات التي ستواجه البرتغال أن فرصها في التأهل ستقل حال مشاركة قائد النصر السعودي.
وستعمل تلك المنتخبات على إثبات أن الإجراءات التي اتبعها الاتحاد الدولي لكرة القدم لتأجيل إيقاف رونالدو كانت خاطئة، وهو ما سيجعل المحكمة الرياضية تُلغي القرار وتثبت معاقبة “الدون” بـ3 مباريات.
وسيتم التعرف على المنتخبين اللذين يواجهان البرتغال في الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات بالمونديال، يوم الجمعة بعد القادم، عندما تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية قرعة كأس العالم 2026.
ماذا تقول لوائح الفيفا؟
وتنص اللوائح التأديبية للاتحاد الدولي لكرة القدم على أن اللاعب يجب أن يقضي 3 مباريات على الأقل، أو فترة زمنية مناسبة، حال ارتكابه سوء سلوك، بما في ذلك ضرب الخصم أو أي شخص آخر غير حكم المباراة، بالمرفق أو اللكم أو الركل أو العض أو البصق أو ضربه”.
غير أن المادة 27 من تلك اللوائح تنص على أنه يجوز للجنة القضائية للفيفا تعليق تنفيذ الإجراء التأديبي كليًا أو جزئيًا.
وقد ذكر الاتحاد الدولي لكرة القدم صراحة أنه استند إلى تلك المادة، حيث جاء في منطوق القرار: “تماشيًا مع المادة 27 من قانون الفيفا التأديبي، تم تعليق تنفيذ المباراتين المتبقيتين مع فترة اختبار لمدة عام واحد”.
Getty Images
طرد تاريخي
شهدت مباراة جمهورية إيرلندا، تعرض كريستيانو رونالدو للطرد في الدقيقة 62 بعد العودة إلى تقنية الفيديو، وذلك بسبب الاعتداء على مدافع منتخب أيرلندا بالضرب بالمرفق، بدون كرة.
الطرد عقد مهمة منتخب البرتغال، الذي كان مهزومًا بالفعل بنتيجة 0-2، ليفشل في تعويض هذا التأخر في الدقائق المتبقية من عمر المباراة، بعد أن اضطر لاستكمالها بـ 10 لاعبين فقط.
وباتت هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها رونالدو للطرد مع منتخب البرتغال، رغم أنه كان يخوض المباراة رقم 226 معه في مختلف المسابقات، منذ أن بدأ رحلته معه في عام 2003.
لكن الطرد لم يكن تاريخيًا لهذا السبب فقط، بل لأنه كان سيحرم “صاروخ ماديرا” من المشاركة مع منتخب البرتغال في أول مباراتين من بطولة كأس العالم 2026، بحسب ما كشفت عنه شبكة “سكاي سبورتس”.
ونقلت الشبكة، نص المادة 14 في الفصل الثاني من قانون الانضباط الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وتنص المادة على إنه إذا تم طرد لاعب بسبب الاعتداء، بما في ذلك استخدام المرفق، أو اللكم، أو الركل، أو العضّ، أو البصق، أو ضرب الخصم، فإنه يجب أن يُعاقب بالإيقاف لثلاث مباريات.
وبما أن منتخب البرتغال كانت تتبقى له مباراة وحيدة في تصفيات كأس العالم 2026، فقد غاب رونالدو عن تلك المباراة، وكان سيكمل باقي العقوبة في بطولة كأس العالم 2026، ليغيب عن أول مباراتين في دور المجموعات، غير أنه تمت معاقبته بمباراة وحيدة في نهاية المطاف.
المونديال الأخير
يحلم رونالدو بختام مثالي لقصته مع كأس العالم، حين يشارك في النسخة المقبلة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
واعترف “صاروخ ماديرا” أن النسخة المقبلة من كأس العالم ستكون الأخيرة له، وذلك خلال مشاركته في منتدى تورايز العالمي بالرياض، الذي نظمته وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية، الشهر الجاري.
وقال النجم البرتغالي في هذا الصدد “هدفي الأخير هو الظهور في كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بالتأكيد ستكون تلك البطولة الأخيرة لي، لأنني سأبلغ 41 عامًا حينها”.
وأتم “لقد قدّمت كل شيء لكرة القدم، على مدار 25 عامًا حققت أرقامًا قياسية في مختلف الأندية ومع المنتخب، أشعر بالفخر، وسأستمتع بما تبقى من الوقت”.
يُذكر أن النسخة المقبلة من كأس العالم، ستكون السادسة التي يشارك فيها كريستيانو رونالدو، وهو رقم تاريخي لم يسبقه إليه أي لاعب، وقد يشاركه فيه غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد أن شاركا في المونديال منذ نسخة 2006 في ألمانيا، مرورًا بنسخ 2010 و2014 و2018، انتهاء بمونديال قطر 2022.