واصل ليفربول تدهوره على كافة الأصعدة خلال الموسم الحالي، حيث تلقى هزيمة جديدة، وهذه المرة مذلة على أرضه أمام ضيفه آيندهوفن 1-4، مساء اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الخامسة بالدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وأحرز أهداف آيندهوفن إيفان بيريسيتش في الدقيقة 6 من ركلة جزاء، وجوس تيل (55)، وصهيب درويش (74 و90+2)، فيما سجل دومينيك سوبوسلاي هدف ليفربول الوحيد في الدقيقة 16.
وهذه هي الخسارة الثانية للريدز في المسابقة الأوروبية، ليبقى رصيده 9 نقاط في المركز الثاني عشر، فيما ارتفع رصيد آيندهوفن 8 نقاط في المركز الرابع عشر.
بداية غير موفقة
ولم ينتظر الضيوف سوى خمس دقائق فقط لفرض واقع جديد على المباراة. فمن كرة عرضية أرسلها جوي فيرمان من الجهة اليسرى، ارتطمت بذراع فيرجيل فان دايك. ولكن المدافع الهولندي أشار إلى أنّه تعرض للعرقلة من الخلف، لكن الحكم، وبعد مراجعة تقنية الفيديو، لم يقتنع بروايته.
وعند الدقيقة السادسة، تقدم النجم الكرواتي إيفان بيريشيتش لتنفيذ ركلة الجزاء وسددها بثقة كبيرة في الزاوية اليمنى، فيما طار الحارس جيورجي مامارداشفيلي إلى الجهة الأخرى. هدف أول أربك حسابات ليفربول، وأشعل مدرجات جماهير آيندهوفن التي حضرت بقوة.
واحتاج ليفربول قرابة عشر دقائق ليستعيد رباطة جأشه ويبدأ في فرض أسلوبه المعتاد. التحركات الهجومية بدأت بالتحسن، وصناعة اللعب بدأت تتدفق عبر الأطراف.
وفي الدقيقة 16، انطلق كودي جاكبو في الجهة اليسرى، راوغ وتوغل داخل المنطقة، وسدد كرة منخفضة تصدى لها الحارس كوفار، لكن المتابع المجري دومينيك سوبوسلاي كان حاضرا ليودع الكرة في الشباك الخالية، معلناً التعادل 1-1.
منح الهدف جماهير أنفيلد دفعة معنوية كبيرة، ورفع منسوب الثقة لدى لاعبي المدرب آرني سلوت، الذين بدأوا يكثفون الضغط على مناطق آيندهوفن.
وبعد التعادل، تحولت المباراة إلى مواجهة مفتوحة، تبادل فيها الطرفان السيطرة والهجمات. وفي الدقيقة 18، ظن الضيوف أنهم عادوا للتقدم بعدما لمس ياريك جاسيوتوفسكي الكرة داخل الشباك، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل.
وبعدها بدقيقتين، طالب ليفربول بركلة جزاء حين سقط هوجو إيكيتيكي داخل المنطقة بعد احتكاك مع أنس صالح الدين، لكن الحكم رفض المطالبة رغم احتجاجات الجهاز الفني بقيادة سلوت.
وكان محمد صلاح قريبا من هز الشباك في الدقيقة 22 بتسديدة قوية، لكنها مرت فوق العارضة بعد أن ارتفعت كثيراً عن مسارها. تلت ذلك لحظة دفاعية رائعة من أنس صالح الدين في الدقيقة 28 حين أبعد تمريرة خطيرة من جاكبو قبل أن تصل إلى صلاح في منطقة الجزاء.
وواصل ليفربول الضغط، وكاد يتقدم عندما ارتقى فان دايك لركنية خطيرة في الدقيقة 32، موجها ضربة رأسية قوية اصطدمت بالعارضة قبل أن يبعدها الدفاع الهولندي وسط فوضى داخل المنطقة.
أما إيكيتيكي فقد أرهق الحارس كوفار بتسديدات متكررة عند الدقيقة 31 و36، لكن الأخير كان في كل مرة على الموعد بتدخلات مميزة.
عقاب الضيوف القاسي
دخل ليفربول الشوط الثاني بحثا عن هدف التقدم، لكن آيندهوفن كان الأكثر فعالية وهدوءا. فبعد خمس دقائق فقط من البداية، جرب سوبوسلاي حظه بتصويبة من بعيد في الدقيقة 47، لكن كوفار أمسك الكرة بثبات.
ومع الدقيقة 56، جاء العقاب القاسي. فمن كرة عرضية متقنة أرسلها ماورو جونيور من الجهة اليسرى، انفلت جوس تيل من مراقبة ميلوش كيركيز، ليضع الكرة بلمسة واحدة في شباك ليفربول، معلنا تقدم آيندهوفن 2-1 وسط دهشة دفاع أصحاب الأرض.
وأعاد التقدم الثقة لرجال المدرب بيتر بوش، وبدأ الفريق الهولندي يضرب بسرعة على المرتدات والهجمات الجانبية، وكاد بيريسيتش يضيف هدفا جديدا في الدقيقة 60 لكن كرته جاءت ضعيفة.
ورغم الصدمة، حاول ليفربول لملمة صفوفه والعودة إلى اللقاء. ففي الدقيقة 63، سدد بيريسيتش كرة قوية من ركلة حرة اصطدمت بالحائط البشري، ثم جاءت الدقيقة 65 لتشهد فرصتين متتاليتين لأصحاب الأرض: الأولى من سوبوسلاي بتصويبة صاروخية تصدى لها كوفار، والثانية بضربة رأس من جاكبو مرت فوق العارضة.
وفي الدقيقة 67، عاد ليفربول للمطالبة بركلة جزاء جديدة حين ارتطمت كرة جاكبو بسيرجينو ديست، لكن الحكم أشار إلى ركلة ركنية فقط، وهو قرار بدا منطقيا بعد مراجعة اللقطة.
ومع مرور الوقت، بدا أن آيندهوفن يزداد ثقة وقوة هجومية، مستغلاً المساحات خلف دفاع ليفربول. وفي الدقيقة 73، وقع الخطأ الذي أسقط الفريق الإنجليزي تماما. إذ فقد إبراهيم كوناتي الكرة بطريقة مفاجئة، ليستغل البديل ريكاردو بيبي الموقف وينطلق نحو المنطقة، ويسدد كرة ارتطمت بالقائم الأيسر، لترتد أمام صهيب دريويش الذي تابعها بسهولة داخل الشباك، مسجلاً الهدف الثالث الذي بدا وكأنه أطاح بآمال ليفربول نهائيا.
ولم يستسلم ليفربول رغم أن النتيجة أصبحت معقدة. ففي الدقيقة 76، كاد كيركي. يقلص الفارق بتسديدة قوية زاحفة مرت بمحاذاة القائم الأيمن، في واحدة من أخطر فرص أصحاب الأرض في الشوط الثاني.
وعند الدقيقة 79، طالب البديل فيديريكو كييزا بركلة جزاء بعد تدخل من جاسيوتوفسكي داخل المنطقة، لكن الحكم رفض الاستجابة، وسط احتجاجات واحتقان جماهيري كبير في المدرجات.
وفي الدقيقة 83، كاد ألكسندر إيزاك يشعل اللقاء بعدما استلم الكرة على صدره داخل المنطقة، واستدار بشكل رائع قبل أن يطلق تسديدة قوية تصدى لها كوفار بصعوبة عند القائم القريب. الحارس الهولندي بدا مهزوزا في هذا التدخل، لكنه في النهاية نجح في إبعاد الكرة.
وفي الوقت بدل الضائع، جاءت الضربة التي أنهت كل شيء، حيث انطلق ديست بسرعة كبيرة على الجهة اليمنى، متجاوزا فان دايك بسهولة غير معتادة، ثم مرّر الكرة بكل هدوء إلى دريويش الذي أسكنها الشباك بلمسة دقيقة، مسجلاً هدفه الثاني في اللقاء.