شهدت التشكيلة المثالية للجولة الخامسة من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، نجاح الثنائي السعودي، المتمثل في الهلال واتحاد جدة، في فرض السيطرة على الاختيارات المميزة.
وحقق الهلال، فوزًا كبيرًا على الشرطة العراقي، بنتيجة (4-0)، فيما خسر الاتحاد خارج أرضه أمام الدحيل القطري (2-4).
الهلال رفع رصيده إلى 15 نقطة في قمة ترتيب مجموعة غرب آسيا بالعلامة الكاملة، فيما تجمد رصيد “العميد” عند 6 نقاط بالمركز الثامن.
ظهور مميز
شهدت التشكيلة المثالية، المقدمة من موقع “سوفا سكور” المختص في إحصائيات كرة القدم، ظهور 5 لاعبين من الدوري السعودي للمحترفين، بواقع 4 من الهلال، ولاعب من الاتحاد وهو الفرنسي كريم بنزيما قائد الفريق.
وتواجد رباعي الهلال الأجنبي، المتمثل في البرتغالي جواو كانسيلو، التركي يوسف أكتشيشيك، الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، والبرازيلي ماركوس ليوناردو.
وحصل كانسيلو على أفضل تقييم بين اللاعبين الخمسة، بواقع 9.8 درجة من 10، ويليه ماركوس ليوناردو (9.2) ثم سافيتش (8.7)، وبعده بنزيما (8.4) وأكتشيشيك (8.3).
التشكيلة المثالية
حراسة المرمى: باتريك بيتش
الدفاع: جواو كانسيلو – كاوان سانتوس – أكتشيشيك – تيتسوشي
الوسط: سافيتش – لينجارد – تاديتش
الهجوم: ليوناردو – بنزيما – بولبينا
ماذا قدم هؤلاء النجوم؟
على الرغم من خسارة فريقه على الأراضي القطرية، تمكن كريم بنزيما من ترك بصمته المعتادة، بعدما سجل ثنائية مميزة أكدت قدرته على صناعة الفارق حتى في أصعب الظروف، ليواصل الحفاظ على حضوره التهديفي في المحافل القارية.
ولم يكن ماركوس ليوناردو، أقل تأثيرًا، حيث نجح هو الآخر في تسجيل هدفين لفريقه، ليؤكد قيمته الهجومية الكبيرة ومهارته في التعامل مع الكرات الحاسمة داخل منطقة الجزاء.
وفي الجبهة اليمنى، ظهر البرتغالي جواو كانسيلو بأداء استثنائي، فقد تمكن من تسجيل هدف وصناعة آخر، مقدمًا نموذجًا متكاملاً للظهير العصري الذي يجمع بين الحيوية الهجومية والصلابة الدفاعية.
أما المدافع أكتشيشيك، فقد خطف الأنظار بمستواه القوي في الخط الخلفي، حيث قدّم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، بفضل تدخلاته الحاسمة وقراءته الذكية للمواقف الدفاعية.
وفي وسط الميدان، واصل سافيتش، مستوياته الرفيعة، فكان حجر ارتكاز لا يمكن الاستغناء عنه، بفضل سيطرته على الإيقاع وقدرته على استعادة الكرات وبناء الهجمات بثبات وثقة.
هذه البصمات المؤثرة كانت كافية لوضع هذا الخماسي في التشكيلة المثالية للجولة الخامسة، تقديرًا لتأثيرهم الكبير وأدوارهم القيادية داخل الملعب.
منافسة شرسة
رغم أن الطريق نحو المجد الآسيوي يبدو هذا الموسم، أكثر صعوبة من أي وقت مضى، فإن الهلال والاتحاد يتمسكان بحلم رفع الكأس القارية، بكل قوة وإصرار.
كلا الفريقين يدرك تمامًا أن منافسة دوري أبطال آسيا أصبحت أكثر شراسة مع تطور الأندية وزيادة الاستثمارات وارتفاع نسق اللعب، لكن ذلك لم يقلل من رغبة العملاقين السعوديين في اعتلاء عرش القارة مجددًا.
نادي الهلال، بصفته أكثر الأندية الآسيوية خبرة في الفوز بالألقاب، ينظر إلى البطولة الآسيوية كجزء من إرثه، وليست مجرد تحدٍ عابر، فالفريق الهلالي يمتلك عقلية الانتصار، ويعرف كيف يتعامل مع الضغوط العالية والمباريات الصعبة خارج أرضه وداخلها.
ورغم الغيابات والإصابات التي رافقت بعض فتراته هذا الموسم، ما زال الهلال، يمتلك قائمته المليئة بالأسماء الثقيلة القادرة على حسم المباريات في أي لحظة، كما أن خبرته العميقة في إدارة المباريات المصيرية، تمنحه الأفضلية في الأدوار الإقصائية، حيث تُحسم البطولة على تفاصيل صغيرة لا يتقنها سوى الفرق العظيمة.
أما اتحاد جدة، فيحمل طموحًا مختلفًا لكنه لا يقل قوة، فالفريق يسعى لاستعادة مهابته القارية التي لطالما طبعت اسمه في سجلات آسيا خلال سنوات المجد الماضية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهته، سواء على مستوى الاستقرار الفني أو الأداء المتذبذب في بعض مراحل الموسم، فإن روح الاتحاد ورغبة لاعبيه في العودة لمنصة الذهب تبقى عاملاً مهمًا يدفع الفريق إلى الأمام.
كما أن جماهيره، التي تُعد من الأكثر تأثيرًا في القارة الآسيوية، تمنحه زخمًا معنويًا هائلًا يجعل الهدف الآسيوي، أكبر من مجرد بطولة، بل مشروع عودة حقيقية إلى الواجهة.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى الهلال واتحاد جدة، مثالًا للفريقين، اللذين لا يتخليان عن طموحهما مهما اشتدت المنافسة، رغم أن “العميد” يعاني من تراجع، ولكن كلاهما يمتلك الأدوات، والنجوم، والرغبة، والخبرة الكافية للذهاب بعيدًا في النسخة الحالية من البطولة.
ومع كل جولة، يتضح أن الطريق لن يكون سهلًا، لكن الإصرار الذي يحمله عملاقا الكرة السعودية، يجعل من حلم اللقب الآسيوي هدفًا قابلًا للتحقق، مهما تعددت العقبات وتعقدت الحسابات.