من الجنون، فنون، ولا فنون أمتع من تلك التي يقدمها الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي على أرض الملعب، غير أن جنونًا أكبر قد ينتظره في الأشهر القليلة المقبلة، في الطريق إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ميسي عاش ليلة سعيدة، فجر الأحد، بعدما قاد إنتر ميامي للتأهل إلى نهائي كأس الدوري الأمريكي، عقب الفوز الكبير على نيويورك سيتي بنتيجة 5-1، في نهائي دوري المؤتمر الشرقي الأمريكي.
اللقب رقم 47؟
بعد نهاية المباراة، احتفل ميسي وزملاؤه، وحملوا كأسًا جابوا بها الملعب، وكذلك احتفت بهم صحف العالم، وفي مقدمتها صحيفة “سبورت” و”موندو ديبورتيفو”، لا سيما وأن هذا اللقب هو رقم 47 في مسيرة النجم الأرجنتيني.
غير أن بعض التقارير شككت في اللقب، واعتبرت أنه غير رسمي، مؤكدة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يعترف إلا بدرع المشجعين، المبني على نظام الدوري، وكأس الدوري الأمريكي، الذي يجمع بين بطلي دوري المؤتمر الشرقي والغربي.
غير أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، لم يسبق له التعليق على هذا الأمر، مما يجعل الأمر أقرب لاحتساب هذا اللقب بشكل طبيعي، في ظل عدم وجود ما ينفيه.
اللقب كان الثالث الذي يحققه النجم الأرجنتيني مع إنتر ميامي، منذ انتقاله إلى صفوفه في صيف 2023، عقب نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، حيث سبق وأن حصد كأس الدوريات في 2023، ودرع المشجعين في 2024.
بالإضافة إلى ذلك، حصد ميسي 35 لقبًا مع برشلونة بين عامي 2004 و2021، و3 مع باريس سان جيرمان بين عامي 2021 و2023، بالإضافة إلى 6 ألقاب مع المنتخب الأرجنتيني، 4 منها مع المنتخب الأول، و2 مع الفئات السنية.
هذه الألقاب تجعل ميسي، اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ كرة القدم، بفارق 6 ألقاب كاملة عن أقرب ملاحقيه، وهو البرازيلي داني ألفيس، زميله السابق في برشلونة، والذي حصد 41 لقبًا في مسيرته.
Getty Images
عقبة اللقب 48
ميسي يمتلك فرصة للتتويج بلقب جديد، بعد أقل من أسبوع، عندما يخوض نهائي كأس الدوري الأمريكي، ضد فريق فانكوفر وايتكابس الكندي، الذي حقق لقب دوري المؤتمر الغربي، عقب الفوز على سان دييجو بنتيجة 3-1.
غير أن المهمة لن تكون سهلة، ليس فقط لقوة بطل دوري المؤتمر الغربي، ولكن أيضًا للذكريات السلبية التي يمتلكها ميسي، في مواجهة الألماني توماس مولر، الذي يلعب لصالح فانكوفر وايتكابس منذ الصيف الماضي، عقب نهاية رحلته مع بايرن ميونخ.
ميسي التقى مع مولر في 10 مباريات، كان الفوز من نصيب النجم الألماني في 7 منها، جميعها رسمية، فيما حقق النجم الأرجنتيني 3 انتصارات، منها انتصار رسمي وحيد، وفوزين وديين.
Getty Images
الأسوأ من ذلك هو طبيعة تلك الهزائم التي تعرض لها ميسي أمام مولر، فلا ينسى أحد هزيمة الأرجنتين أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014، تلك المباراة التي تسببت في اعتزال “البرغوث” دوليًا، قبل أن يتراجع عن قراره.
مولر أيضًا كان النجم الأبرز في فوز بايرن ميونخ التاريخي، على ميسي ورفاقه في برشلونة بنتيجة 8-2، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2019-2020، والذي يُعتبر الأسوأ في مسيرة “البرغوث”.
أول مواجهة رسمية بين اللاعبين شهدت أيضًا فوزًا عريضًا لصالح ألمانيا على الأرجنتين بنتيجة 4-0 في ربع نهائي كأس العالم 2010، فيما شهدت آخر مواجهة فوز بايرن ميونخ على باريس سان جيرمان 2-0، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، عقب الفوز في مباراة الذهاب أيضًا بهدف نظيف.
الفيناليسما الثانية
وإذا تمكن ميسي من عبور كل تلك الذكريات السلبية، والانتقام من مولر، وتحقيق اللقب رقم 48، ستكون أمامه فرصة تحقيق بطولة جديدة قبل نحو 3 أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم 2026، وهي بطولة فيناليسما.
البطولة التي يترقبها الجميع، ستُلعب من مباراة واحدة، بين منتخب إسبانيا بطل يورو 2024، ومنتخب الأرجنتين بطل كوبا أمريكا في نفس العام، وستكون على الأغلب في العاصمة القطرية الدوحة خلال شهر مارس/آذار المقبل.
منتخب الأرجنتين كان بطل النسخة الماضية من تلك البطولة، عقب الفوز على المنتخب الإيطالي، بطل يورو 2020، بنتيجة 3-0، في المباراة التي أقيمت على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن، في يونيو/حزيران 2022.
Getty Images
وإذا حقق “راقصو التانجو” بطولة فيناليسما للمرة الثانية في تاريخهم، فإنهم سيُهدون قائدهم وبطلهم التاريخي، اللقب رقم 49 في مسيرته الكروية، قبل أشهر قليلة من انطلاق الحلم الأكبر في أمريكا وكندا والمكسيك.
حلم المونديال
هذا السيناريو الجنوني إن حدث، سيجعل ميسي، يدخل كأس العالم وهو لا يحمل الرغبة في التتويج باللقب لأهميته هو فقط، ولكن لأهمية أن يكون اللقب رقم 50 في مسيرته، هو لقب المونديال.
السيناريو يبدو صعبًا، ليس فقط لقوة المنافسة والمنافسين فقط، ولكن أيضًا لأن الأرجنتين هي حامل لقب النسخة الماضية من كأس العالم، عندما أقيمت عام 2022 في قطر، والتاريخ لا يُنصف حاملي اللقب دومًا.
في تلك الحالة، سيكون منتخب الأرجنتين هو ثالث منتخب ينجح في الحصول على كأس العالم مرتين متتاليتين، بعد أن فعلتها إيطاليا في 1934 و1938، والبرازيل في 1958 و1962.
ورغم أن ميسي جدد عقده مؤخرًا مع إنتر ميامي حتى 2028، فإن هذه اللحظة إن اكتملت بكل هذا الجنون، ستكون اللحظة المناسبة تمامًا ليعلن “البرغوث” اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، فلا تاريخ يمكن أن يُكتب بعد هذا التاريخ.