شهدت مواجهة جيرونا وريال مدريد واحدة من أكثر ليالي الليجا توتراً هذا الموسم، بعد أن امتلأت مدرجات ملعب مونتيليفي بالصافرات والهتافات الساخرة، بينما تصاعد الجدل بدء من قذف “كرة الشاطئ” الشهيرة إلى ركلات الجزاء المثيرة، في ليلة فقد فيها الميرنجي الصدارة.
ووفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فقد تحدى جيرونا المنطق ونجح في إرباك ريال مدريد بأداء مليء بالالتزام والفعالية والصمود، ليحصد نقطة قال عنها أرناو، نجم الفريق الكتالوني في المنطقة المختلطة: “كان بإمكاننا الخروج بالثلاث نقاط”.
اعتماد واضح على مبابي
برزت عدة ملاحظات من ملعب مونتيليفي، أهمها أن كيليان مبابي لا يمكنه القيام بكل شيء بمفرده. فقد ركض وضغط وراوغ وكان فعالاً مرة أخرى من علامة الجزاء، لكن ذلك لم يكفِ لإنقاذ فريق يظهر بشكل غير متوقع وغير قابل للقراءة.
وأشارت إلى أن ريال مدريد بدا باهتاً ومكشوفاً بالكرة، هشاً دفاعياً، وفوضوياً في بعض الفترات.
لم يضغط الميرنجي في التوقيت الصحيح، وتراجع ببطء، وفي واحدة من تلك اللقطات جاء هدف الدولي المغربي أوناحي الذي لقّبه لويس إنريكي في مونديال قطر 2022 بـ”رقم 8 المغرب”.
وقدم أوناجي مباراة قوية، لكنه تلقى بطاقة صفراء خامسة ستبعده عن مواجهة إلتشي، ومع مشاركته لاحقاً مع أسود الأطلس في كأس إفريقيا، لن يعود لارتداء قميص جيرونا حتى عام 2026… وهو ما يشكل ضربة كبيرة للفريق.
جيرونا يصمد أمام حضور جماهيري قياسي
على الجانب الآخر، لعب جيرونا بشجاعة حتى صافرة النهاية، وسط أفضل حضور جماهيري هذا الموسم (14,005 مشجعاً). وقد أظهر الجمهور دعمًا لا ينقطع في ليلة باردة، واستمر في الضغط على لاعبي ريال مدريد، الذين فقدوا نقطتين للمرة الثالثة على التوالي في الدوري.
فينيسيوس.. الخصم الأول للجماهير
تحولت الجماهير إلى عامل ضغط إضافي على الريال، وكان فينيسيوس جونيور الهدف الأول لصافرات الاستهجان. كل كرة خسرها أو تمريرة خاطئة منه كانت تُقابل باحتفالات من المدرجات.
وفي لقطة بارزة، انزلق أرناو وانتزع الكرة من فينيسيوس، ثم حرّك المدرجات التي ردّت بهتاف “كرة الشاطئ” الشهير.
وارتفع إيقاع التوتر أكثر بعد هدف مبابي الملغى في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، حيث اشتعل الملعب بصافرات مدوية، وعندما توجه الحكم ريكاردو دي بورجوس إلى شاشة الفار، وظهر في شاشة الملعب أن الكرة لمست يد مبابي قبل التسديد، انفجرت الجماهير فرحاً.
ركلة جزاء مثيرة وغضب جديد
أدرك ريال مدريد التعادل في الشوط الثاني من ركلة جزاء تحصل عليها فينيسيوس وسجلها مبابي، لكن القرار أثار غضب جماهير مونتيليفي مرة أخرى، وبعدها تراجع جيرونا للدفاع بكل قوة، وكانت لديه فرصتان حقيقيتان لمباغتة الملكي في المرتدات.
جدل النهاية.. هل ظلم الحكم رودريجو؟
جاء رد فعل لاعبي تشابي ألونسو متأخراً، لكنه تضمن مطالبة قوية بركلة جزاء جديدة بعد احتكاك بين جويل روكا ورودريجو، بعدما مدّ لاعب جيرونا قدمه، ومع أول شعور بالاحتكاك – الخفيف – سقط رودريجو.
وقال ميشيل، مدرب جيرونا، لشبكة “موفيستار+”: “هو احتكاك خفيف. هناك احتكاكات في كرة القدم لا يجب أن تُحتسب ركلة جزاء، وهذا واحد منها”.
وفي المؤتمر الصحفي، أبدى المدرب دهشته من عدم مراجعة الحكم للحالة عبر الفار، قائلاً إنها “لقطات حاسمة قد تغيّر نتيجة المباراة”.
أما لاعبو ريال مدريد، فمرّوا سريعاً أمام الصحفيين برؤوس منخفضة، لكنهم عبّروا عن استيائهم من عدم احتساب الركلة، حيث إن مبابي اكتفى بهز الرأس، فيما قال كورتوا ورودريجو: “طبعاً”. بينما علّق بيلينجهام قائلاً: “ركلة جزاء… دون شك”.