ارتكب القائد الأسطوري ستيفن جيرارد غلطة حرمت فريق ليفربول الأول لكرة القدم من لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الغائب حينها عن خزائنه لعقود في موسم 2013ـ2014 .
بقيت هذه الزلة جرحًا غائرًا في قلب مدرب شاب طموح يدعى بريندان رودجرز، حين كان الفريق يتألق بقيادة لويس سواريز وفيليب كوتينيو، لكن في لحظة درامية واحدة، يزلق جيرارد أمام تشيلسي، يترك الكرة لديمبا با الذي يسجل هدفًا قاتلًا، ينتقل معه اللقب إلى مانشستر سيتي بفارق نقطتين لا غير.
تلك الزلة حرمت جيرارد من حلم تاريخي، وأصبحت واحدة من أكثر اللحظات ألمًا في تاريخ الريدز… لكنها كانت أيضًا بداية صعود رودجرز كواحد من أبرز المدربين في جيله.
ولد بريندان رودجرز في يناير 1973 في مقاطعة أنتريم بإيرلندا الشمالية، لعائلة بعيدة كل البعد عن عالم الرياضة. كان والده فنانًا في الرسم والخزف، ووالدته متطوعة تساعد الفقراء.
ارتبط رودجرز بوالديه ارتباطًا عميقًا، يعجب بقلب أمه الكبير ومهارات أبيه، وبقي إلى جانبهما حتى بعد صعوده في كرة القدم. لكن المأساة ضربت العائلة عندما توفيت أمه في 2010 بالسرطان عن 53 عامًا، تلاها أبوه في 2011 عن 59 عامًا للسبب نفسه.
تكريمًا لذكراهما، دعم رودجرز مؤسسة ماري كوري لرعاية مرضى السرطان.
وفي 2014، منحته جامعة أولستر درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم تقديرًا لإسهاماته في الرياضة.
أما حبه لكرة القدم، فبدأ منذ الطفولة، مشجعًا لشيفيلد وينزداي وسيلتيك.
لعب في منتخب المدارس الإيرلندي الشمالي، ثم احترف مع باليمنا يونايتد وريدينج، لكن إصابة شديدة في الركبة أجبرته على الاعتزال المبكر في سن 20، ثم الاعتزال الرسمي لاعبًا في 1996.
استغل فترات الإصابة للتحول إلى التدريب، سافر إلى إسبانيا للدراسة، وعمل في أكاديمية ريدينج. في 2004، دعاه جوزيه مورينيو لأكاديمية تشيلسي بناءً على توصية ستيف كلارك.
برزت مواهبه مع سوانزي سيتي «2010ـ2012»، حيث صعد به إلى «البريميرليج»، وحصل على جائزة مدرب الشهر.
في 2012، انتقل إلى ليفربول، بنى فريقًا قويًا، كاد يتوج بالدوري، لكنه أُقيل في 2015 بعد تراجع النتائج، وحل محله يورجن كلوب.
وجاءت فترته الذهبية مع سيلتيك: أولًا «2016ـ2019» بـ7 ألقاب، بما في ذلك دوري لا هزيمة فيه، ثم عودة «2023ـ2025» بفوزين آخرين بالدوري، ليصل إجمالي ألقابه مع النادي إلى 11.
بين الفترتين، درب ليستر سيتي «2019ـ2023»، فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي 2021 على تشيلسي، وكأس الدرع الخيرية على مانشستر سيتي.
الفترة الثانية في سيلتيك شهدت توترات مع الإدارة حول الانتقالات، وفشل في التأهل إلى دوري الأبطال بعد خسارة بركلات الترجيح أمام كايرات الألمتي.
في 27 أكتوبر الماضي، استقال بعد هزيمة 1ـ3 أمام هارت أوف ميدلوثيان، وسط انتقادات حادة من المساهم الرئيسي ديرموت ديزموند الذي وصفه بـ«المنقسم والمضلل»، وحل محله مارتن أونيل مؤقتًا.
رودجرز سيتولي تدريب القادسية ووفق حساب «الرياضية -عاجل» على منصة «إكس» الإثنين، خلفًا لميشيل جونزاليس المقال.
النادي الطموح، الذي ينتقل إلى ملعب جديد قريبًا، اختار رودجرز لخبرته وفلسفته الهجومية، في خطوة تمثل تحولًا كبيرًا في مسيرة المدرب الإيرلندي الشمالي.