أعاد آرسنال صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز إلى فارق خمس نقاط، بعد فوزه 2-0 على ضيفه برينتفورد اليوم الأربعاء، لكن هذا الانتصار لم يخلُ من منغصات، إذ شهد إصابة مدافعٍ آخر من قلوب الدفاع.
ولم يحتج ميكيل ميرينو لاعب الجانرز، أكثر من 11 دقيقة ليضع اسمه على لائحة المسجلين في ملعب الإمارات. فقد تحرك بذكاء نحو القائم القريب ليحوّل برأسه عرضية بن وايت إلى الشباك، مفتتحًا التسجيل لأصحاب الأرض.
وفي ظل غياب الثنائي جابرييل ماجاليس وويليام ساليبا، لعب كريستيان موسكيرا مجددًا في قلب الدفاع، لكنه اضطر لمغادرة الملعب مصابًا قبل نهاية الشوط الأول، ليزيد من مخاوف المدرب ميكيل أرتيتا. ودخل يوريين تيمبر ليشغل موقع قلب الدفاع إلى جانب بييرو هينكابي.
ولم يكن آرسنال في أفضل حالاته الهجومية، لكنه قدّم أداءً مسيطرًا أمام فريق برينتفورد الشجاع، عارضًا عمق تشكيلته مع بداية ديسمبر/ كانون الأول. حاول كيث أندروز مجاراة النسق، ورغم دفعه بإيجور تياجو من مقاعد البدلاء، إلا أنه لم ينجح في اختراق مرمى ديفيد رايا.
وقبل النهاية، اضطر ديكلان رايس للمغادرة أيضًا بعد تعرضه لإصابة، لكن بوكايو ساكا حسم الأمور بهجمة مرتدة سجل منها هدف تعزيز الفوز في الوقت بدل الضائع، ليضمن نقاط المباراة الثلاث.
اختبار العمق وحلول الجهة اليمنى

كانت مباراة منتصف الأسبوع، قبل دخول فترة الازدحام الشتوي، فرصة متوقعة لإجراء عمليات تدوير من كلا الطرفين.
لذلك، أجرى مدرب برينتفورد كيث أندروز خمسة تغييرات، حيث دخل ريكو هنري بدلًا من آرون هيكي، وشارك فيتالي يانيلت ويهور يارموليوك وإيثان بينوك وكريس آيير بدلًا من جوردان هندرسون وسيب فان دن بيرج وإيجور تياجو ونيثان كولينز.
في المقابل، فضّل ميكيل أرتيتا إبقاء الثلاثي بوكايو ساكا ويوريين تيمبر وإيبيري إيزي على مقاعد البدلاء.. وبدا السؤال: هل يمكن لثنائي الجبهة اليمنى بن وايت ونوني مادويكي أن يقدما الحلول؟ والإجابة كانت نعم.
وجاء معظم التهديد الهجومي من الجبهة اليمنى، بينما تكفل مارتن أوديجارد بصناعة اللعب من العمق. وظهر مادويكي مرهونا بالخطورة، فيما قدّم وايت أداءً قويًا دفاعيًا وهجوميًا.
وصنع الظهير الإنجليزي هدف المباراة الأول بعرضية مثالية أسكنها ميرينو الشباك، في أول ظهور لوايت كأساسي في الدوري منذ الجولة الافتتاحية.
كان أداءً قد يجبر مدرب منتخب إنجلترا توماس توخيل على التفكير في قدراته إذا حصل على دقائق أكثر. وربما تُسهم الإصابات في تحقيق ذلك سريعًا.
جوارديولا يكشف الحقيقة برد فصيح

بعد فوز درامي لمانشستر سيتي على فولهام 5-4 ليلة الثلاثاء، تحدث بيب جوارديولا مدرب السيتيزينز، عن قدرة فريقه على حسم اللقب، مؤكدًا احترامه لآرسنال لكنه واثق من أن فريقه سيستغل الوقت لصالحه.
وقال جوارديولا، في تصريحات بعد المباراة: “الفريق الذي يفوز بالبريميرليج هو الفريق الذي يتطور شهرًا بعد شهر. نحاول أن نفعل ذلك. لا إصابات، الطريق طويل. إذا واصلنا الدفع، سنتحسن ونسيطر على المواقف بشكل أفضل”.
ويواصل آرسنال مواجهة الإصابات، لكنه يواصل أيضًا حصد النقاط. ففي حين يعتمد جوارديولا على القوة التهديفية، يضع أرتيتا ثقته في الانضباط والسيطرة، وقد أثمرت هذه المقاربة مرة أخرى عن نتائج جيدة.
إصابة جديدة في صفوف آرسنال

في وقت سابق، كان غياب الثنائي ساليبا وماجاليس يشكل أزمة حقيقية. لكن الثنائي موسكيرا وهينكابي بدا قادرا على سد الفجوة.
غير أن موسكيرا، البالغ 21 عامًا، تعرض لإصابة بعد سقوط خاطئ ليغادر الملعب ويُفسح المجال ليوريين تيمبر. الأخير اضطر لتقليص انطلاقاته الهجومية ليتعاون مع هينكابي في قلب الدفاع.
هينكابي وتيمبر وبن وايت جرى التعاقد معهم لقدرتهم على اللعب في أكثر من مركز دفاعي. والآن يجني آرسنال ثمار تلك السياسة.
دافيد رايا يسجل لقطة الموسم

استحق حارس آرسنال دافيد رايا فقرة خاصة بفضل تصدي واحد فقط: رأسية كيفن شاده القوية.
وانقض الحارس الإسباني ليتصدى للكرة بسرعة رد فعل مذهلة، محولا الكرة إلى العارضة بمحاولة بالكاد رأيناها بالعين المجردة.
تلك اللقطة كشفت أن قوة آرسنال هذا الموسم لا تقتصر على جودة لاعبيه، بل تشمل أيضا حارسا قادرا على منحهم النقاط، علما بان أرتيتا كشف قبل اللقاء أن النادي حاول ضم رايا قبل عامين من نجاحه في إتمام الصفقة.
وفي ظل كثرة الإصابات الدفاعية، قد تكون ثباتية رايا بين القائمين عنصرا حاسما في صراع اللقب.
جيوكيريس ينتظر دوره بعد تألق ميرينو

جلس فيكتور جيوكيريس مهاجم آرسنال، على مقاعد البدلاء مجددًا بعد عودته من الإصابة، وربما كانت لديه مشاعر مختلطة، إذ شاهد ميرينو يسجل للمباراة الثانية على التوالي في مركز المهاجم الوهمي.
ويبدو لاعب نيوكاسل وبوروسيا دورتموند السابق أكثر إقناعًا في الدور الهجومي أسبوعًا بعد أسبوع، حتى مع عودة جيوكيريس.
وما يزال جيوكيريس الهداف الأول للفريق هذا الموسم، لكنه لن يحصل على مكانه في التشكيل تلقائيًا. فمنذ بداية الموسم الماضي، لا يوجد لاعب في الدوري الإنجليزي سجل أهدافا بالرأس أكثر من ميرينو بقميص آرسنال.
أهدافه الثمانية تقول الكثير: إنه سلاح حقيقي. وعلى جيوكيريس إثبات أنه سلاح أكثر فتكا.