“خرج السهم من القوس”.. ذلك هو أفضل تعبير عن تصريحات محمد صلاح، نجم ليفربول وقائد منتخب مصر حول توتر علاقته مع مدربه آرني سلوت بسبب جلوسه على دكة البدلاء لـ3 مباريات متتالية.
ولم يشارك صلاح أساسيًا في آخر 3 مباريات للريدز بسبب تراجع مستوى صلاح وانخفاض معدله التهديفي عن الظهور المعهود له خلال المواسم السابقة.
لكن عندما غاب صلاح عن المشاركة لم يظهر ليفربول بمستوى جيد أبدًا، خسر بـ”فضيحة” أمام آيدهوفن الهولندي على ملعب آنفيلد ثم فوز بشق الأنفس على وست هام يونايتد وظهور سيئ أمام ليدز يونايتد فشل في تحقيق الفوز أيضًا وانتهت المباراة بالتعادل.
منذ بداية الموسم لم يقتصر الأمر على تراجع مستوى محمد صالح فقط، بل أن أفراد الفريق جميعًا ليسوا بالمستوى المعهود لهم، بل أن بعضهم يخطأ أخطاء كارثية مثل خطأ فان دايك في ارتكاب مخالفة ركلة جزاء أمام آيندهوفن عندما رفع يده للمس الكرة، في لعبة أصابت الجميع بالدهشة والحيرة.
وكوناتي الذي نسى كيف يدافع وغياب تام لكل الصفقات الجديدة التي جاءت بطلب من سلوت نفسه، حتى إيكتيكي الذي بدأ الموسم بشكل مميز تراجع كثيرًا بعدما هاجمه سلوت عقب طرده أمام ساوثهامبتون في كأس كاراباو.
خرج صلاح أمس، بعد مباراة ليدز يونايتد وفتح النار على الجميع وخاصةً مدربه الهولندي آرني سلوت، لكنه أكد على أنه يعشق ليفربول وسيشحعه للأبد، وربما تكون مباراته أمام برايتون الأخيرة له على ملعب “آنفيلد” قبل الذهاب إلى أمم إفريقيا.
اقرأ أيضًا | محمد صلاح يفتح النار ويهدد بمغادرة ليفربول: لا أحصل على الحماية.. وسلوت قطع علاقته بي
وهنا يمكننا التوقع بما سوف يعتمد عليه صلاح في خطته المقبلة لقلب الموازين رأسًا على عقب، صلاح يجيد الحديث في الإعلام جيدًا، لا ننسى حديثه عن الانتقام أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 وجعل صحف العالم كله يتحدث عن “انتقام صلاح” وتصدر العناوين، كانت هذه خطة ضمنية منه بأنه إذا توج باللقب سيقول العالم أن صلاح انتقم ونجح وهو الجدير بالكرة الذهبية.
الأمر نفسه تكرر مع منتخب مصر في بطولة أمم إفريقيا 2021 حينما كان كارلوس كيروش مدربًا لمنتخب الساجدين، ظهر صلاح في المؤتمر الصحفي قبل مباراة كوت ديفوار في دور الـ16 للبطولة وطلب من المصريين مساندة المنتخب، كان له تأثيرًا وصدى واسع على الشارع المصري لعودة تشجيع المنتخب مرة أخرى.
لن يتحدث صلاح في هذا الوقت عشوائيًا، الأمر ليس بتلك البساطة، صلاح يدرك ماذا يقول ومتى يقول وكيف يقول ما يريد، باقي على سفره إلى أمم إفريقيا ما يقارب الأسبوع، وهذه المشاركة تختلف عن الباقي للأسباب الآتية.
أولًا، صلاح يدرك أن أمم إفريقيا المقبلة فرصة ذهبية له من أجل استعادة مستواه مرة أخرى والرد على انتقادات الإعلام الإنجليزي ومدربه، هو يعلم جيدًا أنه بمجرد تسجيل الأهداف مع منتخب مصر والتقدم خطوة للأمام في البطولة فهذا يعني حدوث الكثير من الضغوطات على إدارة ليفربول وسلوت، حينها ستقول الجماهير أن صلاح ليس هو المشكلة وأن المشكلة الحقيقية في المدرب، وصلاح يعلم ذلك جيدًا.
من خلال مشوار صلاح الاحترافي، نعلم جيدًا أنه إذا وضع هدفًا أمامه لا يكل ولا يمل حتى يحقق هدفه، وقيادة منتخب مصر نحو التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا سيكون الرد الأكبر على كل هذه الانتقادات وسيثبت ليس لإنجلترا فقط بل لأوروبا أنه مازال يستحق مكانته.
العامل المساعد والمهم الذي سيساعد صلاح على تحقيق هذا الهدف وهو أن البطولة تقام في دولة عربية وتقع في شمال إفريقيا وسيتجنب منتخب مصر أزمات الإقامة والملاعب المعتادة داخل القارة السمراء.
وختامًا أهم ما سيساعد محمد صلاح هو أن حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر يعفيه تمامًا من الواجبات الدفاعية، هذا سيعطي لصلاح طاقة أكبر لمساعدة مصر في إحراز الأهداف وقيادة الفراعنة خطوة خطوة نحو النجمة الثامنة.