تجم بورنموث يقترب من صفوف مانشستر سيتي.. فمن سيدفع الثمن في صفوف السيتيزينز؟
بات الغاني أنتوان سيمينيو العنوان الأبرز في سوق الانتقالات الشتوية، بعدما دخل مانشستر سيتي في مفاوضات متقدمة للتعاقد مع جناح بورنموث، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 65 مليون جنيه إسترليني، وفقا للشرط الجزائي في عقد اللاعب، والذي ينتهي في 10 يناير/كانون الثاني المقبل.
أربعة أندية أخرى من الدوري الإنجليزي الممتاز هي مانشستر يونايتد، ليفربول، توتنهام وتشيلسي، تقدمت باستفسارات رسمية حول وضع اللاعب، إلا أن سيتي يبدو في موقع الصدارة حتى الآن.
سيمينيو، البالغ من العمر 25 عامًا، يمثل قصة صعود غير تقليدية. وُلد في لندن ورفضته عدة أكاديميات كبرى في بداياته، قبل أن يجد فرصته الحقيقية في بريستول سيتي، ثم يشق طريقه تدريجيًا عبر الإعارات، وصولًا إلى انتقاله إلى بورنموث في يناير/كانون الثاني 2023 مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني. ومنذ ذلك الحين، فرض نفسه كأحد أكثر الأجنحة تأثيرًا في الدوري.
هذا الموسم، كان سيمينيو اللاعب الأبرز في صفوف بورنموث، مساهمًا بشكل مباشر في 11 هدفًا من أصل 26 سجلها الفريق، في وقت يعاني فيه النادي من تراجع النتائج وسلسلة مباريات دون فوز دفعته إلى المركز الخامس عشر. ورغم ذلك، تشير الأرقام إلى أن بورنموث نادرًا ما يخسر حين يسجل سيمينيو، ما يعكس قيمته الحاسمة داخل الملعب.
لماذا يتحرك مانشستر سيتي الآن؟

رغم امتلاك مانشستر سيتي عدة خيارات هجومية على الأطراف، فإن إدارة النادي ترى في سيمينيو إضافة مختلفة من حيث الأسلوب. اللاعب يتميز بالانطلاق العمودي المباشر، والقدرة على التسديد بكلتا القدمين، إلى جانب جرأته في المواجهات الفردية، وهي خصائص يبحث عنها المدرب بيب جوارديولا لتعزيز الجبهة اليمنى تحديدا.
إحصائيا، قد لا يتفوق سيمينيو على بعض لاعبي سيتي في صناعة الفرص، لكنه يتفوق في الإنتاج النهائي. فقد سجل وصنع بمعدل أعلى من عدة أسماء هجومية بارزة، وسجل أربعة أهداف وصنع هدفين مباشرة بعد حمل الكرة لمسافات طويلة، وهو رقم يتصدر به الدوري منذ أبريل/نيسان الماضي.
كما يعد سيمينيو من أكثر اللاعبين تسديدًا على المرمى هذا الموسم، ومن بين الأعلى في عدد المراوغات الناجحة، ما يمنح هجوم سيتي بُعدًا أكثر مباشرة وسرعة، خاصة في مباريات التحولات والهجوم ضد الفرق التي تضغط عاليا.
وسبق لجوارديولا أن أشاد علنًا باللاعب الغاني، واصفًا إياه بـ”الاستثنائي” من حيث الطاقة والحركة والشجاعة، مؤكدًا أن تطوره مستمر، وأنه من اللاعبين الذين يمنحون الدوري الإنجليزي نكهته الخاصة.
أرقام تدعم الصفقة

منذ بداية أبريل/نيسان، ساهم سيمينيو بشكل مباشر في 16 هدفًا في الدوري، ولم يتفوق عليه في هذه الفترة سوى قلة من المهاجمين. كما سجل 12 هدفا خلال نفس المدة، متجاوزا معدل الأهداف المتوقعة بشكل لافت، وهو ما يعكس جودة إنهائه للهجمات.
وفي عام 2025 وحده، ساهم في 20 هدفًا بين تسجيل وصناعة، ليصبح ثاني لاعب غاني يحقق هذا الرقم في الدوري الإنجليزي، وهو على أعتاب تحطيم الرقم القياسي للنادي في عدد المساهمات التهديفية خلال عام واحد.
موقف بورنموث

رغم الاهتمام الكبير، لا يبدو بورنموث مستعدًا للتفريط بسهولة في نجمه الأول. المدرب أندوني إيراولا يعتمد عليه بشكل أساسي، ويؤمن بأن البيئة الحالية، إلى جانب الاستثمارات في مرافق التدريب وخطط تطوير الملعب، تمنح النادي عناصر جذب حقيقية للاستمرار.
داخل غرفة الملابس، يحظى سيمينيو بتقدير كبير من زملائه، الذين يرونه لاعبًا قادرًا على حسم المباريات بمفرده، وهو ما يزيد من صعوبة قرار التخلي عنه في منتصف الموسم.
من سيدفع الثمن في سيتي؟

في حال إتمام الصفقة، قد يفتح وصول سيمينيو الباب أمام رحيل أحد الأجنحة الحاليين، مثل سافينيو أو أوسكار بوب، خاصة مع سياسة سيتي القائمة على التوازن العددي. لكن من وجهة نظر فنية، يمنح اللاعب الغاني جوارديولا حلًا فوريًا لأزمة الإصابات، وخيارا طويل الأمد في سباق الدوري.
ومع اعتماد سيتي بشكل كبير على أهداف إيرلينج هالاند هذا الموسم، تبدو الحاجة واضحة لإضافة جناح يسجل ويصنع بانتظام. في هذا السياق، يظهر سيمينيو كصفقة منطقية، وقد تكون حاسمة في صراع اللقب مع أرسنال.