كتبت-هند عواد:
عادة ما تشهد ملاعب كرة القدم الأفريقية، أحداثا وعروضا لا تتعلق فقط بكرة القدم، فهي المسرح الذي يعبر فيه المشجعون عن ثقافاتهم وهويتهم. مثلما فعل أحد مشجعي منتخب الكونغو في كأس الأمم الأفريقية 2025.
وخلال مباراة الكونغو والسنغال، وقف مشجع الأول صامتا دون تحرك، طوال الـ90 دقيقة، وفاءً لباتريس لومومبا، رئيس وزراء بلاده الأسبق، الذي ضحى بحياته وتم إخفاء جثته بطريقة وحشية، دفاعا عن استقلال الكونغو.
وظل مشجع الكونغو واقفا كالتمثال في المدرجات، حتى ظنت الجماهير لوهلة أنه مجرد تمثال، حتى حرك يديه ليؤكد أنه شخص يدين بالولاء إلى لومومبا، الذي أفنى حياته في مقاومة الاستعمار البلجيكي.
من هو باتريس لومومبا؟
باتريس لومومبا كان صاحب الفضل في تشكيل أول حكومة منتخبة في الكونغو، عام 1960، وضمت حكومة قوى وطنية وساهمت في الاستقلال عن بلجيكا.
وفي يوم الاستقلال، حدثت أزمة عندما حضر رئيس بلجيكا ومجموعة من الشخصيات المهمة، وحاول رئيس الوزراء البلجيكي إلقاء خطابا، إلا أن لومومبا منعه، لتشتغل الأزمة بينه وبين ملك بلجيكا.
وقام لومومبا بمخاطبة شعبه وندد بالاحتلال وما عانوا منه تحت سلطته، لتبدأ خطة التخلص منه، وبعد الاستقلال دخلت الكونغو في عدة أزمات، وبعدها قام رئيس البلاد بعزل لومومبا من منصبه وسط اعتراضات وتعاطف معه.
وحاول لومومبا الهروب، لكن تم اعتقاله وفي يوم 17 يناير 1961 تم إعدامه رميا بالرصاص من جانب 9 جنود كونغوليين وبحضور مسؤولين من بلجيكا، وبعدها تم التخلص من جثته بتقطيعها إلى قطع صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك.
وقال ضابط بلجيكي يدعى جيرارد سويت، في لقاء متلفز عام 1999، إنه تخلص من جثة لومومبا بتلك الطريقة الوحشية، واحتفظ باثنين من أسنانه كتذكار.
اقرأ أيضًا:
مفاجأة.. مصر تتحرك رسميًا لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2028
“استبعاد الكبار”.. تشكيل الأهلي في مواجهة المقاولون بكأس العاصمة