يحتضن ملعب الإنماء، مساء اليوم الجمعة، مواجهة ختام موسم طويل ومثير للكرة السعودية، تجمع بين الاتحاد بطل دوري ورشن، والقادسية رابع الترتيب، وذلك في نهائي كأس خادم الحرمين.
ويأمل الاتحاد في تحقيق ثنائية الدوري والكأس، لتكون سابقة تاريخية للعميد، بينما يحاول القادسية، ختام موسمه المميز بأفضل ما يكون، بعدما وجد لنفسه، مكانا بين الكبار في عودته لدوري المحترفين بنتائج مميزة وأداء جيد.
الصراع داخل المستطيل الأخضر بين العميد والفرسان، سيكون على أشده، خاصة أن هناك تحديات خاصة تنتظر الفرنسي لوران بلان المدير الفني للاتحاد، والإسباني ميشيل جونزاليس مدرب القادسية، لحسم التفاصيل الصغيرة التي تمهد الطريق إلى اللقب.
دفاع مُحكم
لعل أبرز ما تميز به القادسية على مدار الموسم، هو الدفاع المُحكم الذي صعّب مهمة الخصوم وساهم في الوقت نفسه في أن يحصد البلجيكي كوين كاتسيليس جائزة أفضل حارس، بفضل خروجه بأكبر عدد من المباريات بشباك نظيفة “14 مباراة”.
السر في هذا التماسك الكبير، هو التناغم في الأداء الدفاعي الذي يعتمد عليه الفرسان، والتشكيل شبه الثابت من مباراة لأخرى والذي يجعل الخروج بالكرة والتدرج بها سهلاً، مثلما يحب المدرب جونزاليس، مهما كان الضغط، وفي المقابل أيضا يجعل مساحة صنع الفرص الخطيرة من المنافسين تحت الضغط، ويفسد الهجمات مبكراً.
وعلى الرغم من أن القادسية لم يخرج بنتيجة إيجابية ضد الاتحاد هذا الموسم في مباراتي الدوري، بالتعادل في مباراة والخسارة في أخرى، إلا أن مباراة ببطولة قد تغير الحسابات وتزيد من إحكام جونزاليس لدفاعه.
ويعتمد المدرب على الثلاثي المتفاهم، جهاد الذكري وناتشو وجاستون ألفاريز، لكن العمل الدفاعي لا يتوقف عند هذا الثلاثي، فوجود محمد أبو الشامات يمينا وتركي العمار يساراً، وتوليهما مهام الظهيرين دفاعا والجناحين هجوما، يزيد من قوة ماكينة الأداء الدفاعي للقادسية.
القادسية الذي استقبلت شباكه 31 هدفاً فقط هذا الموسم بالدوري، بمعدل أقل من هدف في كل مباراة، يتفوق على الاتحاد الذي كان جيدا على المستوى الدفاعي أيضا، لكنه لم يكن بنفس تميز الفرسان واستقبلت شباك العميد 35 هدفاً، مع الكثير من الملاحظات الفنية على أداء رباعي الخط الخلفي، لا سيما مع كثرة التغييرات بسبب الإصابات.
ماذا يفعل بلان؟
إذا كان القادسية هو الأكثر تميزا بين أندية روشن على الصعيد الدفاعي، فإن الاتحاد يمتلك ترسانة هجومية يمكن أن تشكل تهديداً كبيراً لمنظومة دفاع المنافس.
بلان استطاع على مدار موسم كامل، أن يطور أداء أسلحته الهجومية، فرأينا بنزيما الهداف والقائد يقوم بأدوار عديدة، مثل التراجع لوسط الملعب من أجل التسليم والتسلم وبناء الهجمات، علاوة على الربط الجيد مع زملائه.
أيضا الهولندي المتألق ستيفن بيرجوين، وكذلك الفرنسي موسى ديابي، يقدمان عملاً مثالياً فيما يتعلق بمهام الأجنحة، بجانب امتلاك الاتحاد، أكثر من عقل مدبر في صناعة اللعب مثل حسام عوار وأوناي هيرنانديز.
ويمتلك الاتحاد أكثر من ميزة هجومية تجعله قادرا على اختراق حصون القادسية، أهمها الاستغلال الجيد للكرات العرضية، والتي منها سجل 10 أهداف برأسيات على مستوى الدوري فقط، بالإضافة إلى تسجيل 72 هدفاً من أصل 78 من داخل منطقة الجزاء، معنى ذلك أن فريق المدرب بلان، قادر على الوصول إلى أبعد مدى في دفاعات المنافس.
كذلك يمتلك الاتحاد معدل تسديدات مرتفع في كل مباراة يصل إلى 12.1 تسديدة، مما يعكس امتلاك العميد، أسلحة مميزة أيضا كحل لاختراق أي تكتل.
المباراة ربما تكون أشبه بمواجهة شطرنج، بين مدربين يمتلكان أسلوباً متشابهاً، إذ أن اللعب السريع والاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة تميز طريقة لعب الاتحاد والقادسية، وإن كان العميد أكثر ميلاً للسيطرة على الكرة، بإجمالي نسبة استحواذ بلغت 58.8% أي أن المدرب الفرنسي يميل إلى بقاء الكرة بين أقدام لاعبيه أطول وقت ممكن، بحثا عن الثغرات التي يصل بها لمرمى المنافس.
ويساعد الاتحاد على ذلك، دقة التمرير المرتفعة للاعبيه والتي بلغت 81% في منتصف ملعب المنافسين هذا الموسم، مقابل 93% في منتصف ملعب القادسية.
ويستطيع الاتحاد، خلخلة الدفاع الأقوى هذا الموسم، من خلال الحفاظ على الأسلوب الذي ينتهجه الفريق منذ بداية الموسم في تحضير هجماته والوصول لمناطق الخطورة، من خلال تقارب الخطوط الذي يصعّب مهمة المدافعين في رقابة أكثر من مفتاح لعب مهم، ويستغل بلان ذلك في إتاحة مساحة تحرك للاعب غير مراقب – عادة ما يكون الجناح – للدخول إلى عمق الملعب وصنع الفارق، مستغلا تركيز دفاع المنافس على رقابة رأس الحربة أو العناصر داخل الصندوق.