تين هاج وإدمان الوجوه القديمة.. هل يعيد أخطاء الماضي في ليفركوزن؟

BySayed

يونيو 3, 2025


لماذا يصر المدرب الهولندي على الاصطياد في المياه القديمة؟

عندما تولى إريك تين هاج منصب المدير الفني لمانشستر يونايتد في صيف 2022، كانت الآمال مرتفعة بأن ينقل أسلوبه الناجح في أياكس إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

لكنه، وبعد موسمين ونصف، غادر النادي تاركًا خلفه إرثًا مثيرًا للجدل، حيث يُنظر إلى فترته على أنها فشل نسبي بسبب عدم تحقيق الاستقرار والنتائج المرجوة.

أحد أبرز الانتقادات التي وُجهت إلى الهولندي الأصلع خلال فترته في يونايتد كانت استراتيجيته في الاعتماد بشكل كبير على اللاعبين الذين سبق له العمل معهم، سواء في أياكس أو الدوري الهولندي، وهي الاستراتيجية التي يبدو أنه يكررها الآن مع باير ليفركوزن بعد توليه قيادة الفريق خلفًا لتشابي ألونسو، الذي رحل لتولي الإدارة الفنية للعملاق الإسباني ريال مدريد.

فشل في أولد ترافورد

خلال فترته في مانشستر يونايتد، أنفق تين هاج ما يقرب من 230 مليون جنيه إسترليني، على لاعبين سبق له العمل معهم أو من الدوري الهولندي.

أبرز هذه الصفقات كانت ضم الجناح البرازيلي أنتوني من أياكس مقابل 86 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ قياسي للاعب لم يقدم أداءً يتناسب مع هذه القيمة.

وفشل أنتوني، الذي كان يُنظر إليه كنجم صاعد تحت قيادة تين هاج في أياكس، في التأقلم مع وتيرة الدوري الإنجليزي، وسجل أرقامًا متواضعة للغاية، حيث لم يتجاوز 11 هدفًا في 82 مباراة خاضها بالدوري.

كذلك ضم تين هاج أندريه أونانا، حارس مرمى أياكس السابق، مقابل 47 مليون جنيه إسترليني.

تين هاجEPA

وعلى الرغم من أن أونانا أظهر لحظات من التألق، إلا أن أخطاءه المتكررة في المباريات الحاسمة جعلته عرضة للانتقادات.

ولم تتوقف الصفقات عند هذا الحد، فقد جلب تين هاج كلًا من ماتياس دي ليخت ونصير مزراوي من بايرن ميونخ، بالإضافة إلى تايريل مالاسيا من فينورد، وهو لاعب آخر من الدوري الهولندي.

لكن هذه التعاقدات لم تحقق النجاح المتوقع، حيث عانى الفريق من غياب التماسك التكتيكي والاستقرار، مما أدى إلى نتائج مخيبة للآمال، بما في ذلك الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، وتراجع الفريق في جدول الدوري الإنجليزي.

تكرار النهج في ليفركوزن

بعد 7 أشهر من الابتعاد عن التدريب، عاد تين هاج ليحل محل تشابي ألونسو في باير ليفركوزن، الذي حقق لقب الدوري الألماني التاريخي في موسم 2023-2024.

ومع تحديات كبيرة تواجه الفريق، مثل رحيل لاعبين بارزين كجيريمي فريمبونج وجوناثان تاه، وتوقعات برحيل فلوريان فيرتز، يبدو أن تين هاج يعتمد مرة أخرى على استراتيجيته المفضلة: جلب لاعبين سبق له العمل معهم.

ووفقًا لتقارير من ألمانيا، يخطط تين هاج لضم أليخاندرو جارناتشو وأنتوني من مانشستر يونايتد، في خطوة تثير الجدل حول مرونته التكتيكية وقدرته على بناء فريق بعناصر جديدة.

أنتونيEPA

وكان جارناتشو، الجناح الأرجنتيني الشاب، أحد اللاعبين القلائل الذين أظهروا ومضات من التألق تحت قيادة تين هاج في يونايتد، لكنه عانى من محدودية دوره تحت المدرب الجديد روبن أموريم، الذي يُشاع أنه أبلغه بضرورة البحث عن نادٍ جديد.

أما أنتوني، الذي لعب على سبيل الإعارة في ريال بيتيس، فقد أظهر تحسنًا نسبيًا، لكنه لا يزال بعيدًا عن مستوى التوقعات التي كانت مرافقة لانتقاله الضخم إلى يونايتد.

هل يفتقر تين هاج إلى المرونة التكتيكية؟

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يعاني تين هاج من نقص في المرونة التكتيكية، مما يدفعه للاعتماد بشكل مفرط على لاعبين يعرفهم جيدًا؟ في أياكس، نجح تين هاج في بناء فريق متماسك بفضل فهمه العميق للاعبين الذين طورهم ضمن منظومته.

لكن في مانشستر يونايتد، أظهرت تجربته أن هذا النهج قد لا يكون فعالًا في سياقات تنافسية مختلفة، حيث تتطلب الأندية الكبرى قدرة على التكيف مع لاعبين من خلفيات متنوعة ودمجهم في رؤية تكتيكية شاملة.

كما وُجهت انتقادات كثيرة إلى تين هاج بسبب إصراره على تطبيق أسلوب لعب محدد “الكرة الشاملة” دون مرونة كافية للتكيف مع قوة المنافسين أو نقاط ضعف فريقه.

على سبيل المثال، كانت خططه في يونايتد تعتمد بشكل كبير على تحركات أنتوني على الرواق الأيمن، لكنه لم يتمكن من تقديم الأداء المتوقع في بيئة الدوري الإنجليزي القاسية.

والآن، في ليفركوزن، يبدو أنه يسير على نفس النهج، مما يثير تساؤلات حول قدرته على بناء فريق من الصفر أو التكيف مع لاعبين جدد.

تحديات المستقبل في ليفركوزن

ويحتاج ليفركوزن، الذي يعيش فترة انتقالية بعد رحيل ألونسو، إلى رؤية تكتيكية جديدة ومبتكرة، وقد يكون تين هاج، بتاريخه في بناء فرق هجومية، الخيار المناسب، لكنه سيواجه تحديات كبيرة إذا استمر في الاعتماد على نفس الاستراتيجية التي أخفقت في يونايتد.

وقد يكون ضم لاعبين مثل جارناتشو وأنتوني مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا لم يتم دعمهما باستراتيجية تكتيكية مرنة تتكيف مع متطلبات الدوري الألماني.

في النهاية، يبقى أن نرى هل سيتمكن تين هاج من إثبات أن استراتيجيته في الاعتماد على لاعبيه السابقين يمكن أن تنجح في سياق جديد، أم أنها ستكون وصفة لتكرار الفشل.



المصدر – كوورة

By Sayed