خطف يوسف بلايلي، نجم الترجي التونسي، الأضواء في كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، محققًا إنجازًا تاريخيًا على ملعب جيوديس بارك في ناشفيل.
تحت أنظار الجماهير، وبحضور نجمة هوليوود نيكول كيدمان، قاد الجناح الجزائري فريقه للفوز على لوس أنجلوس إف سي الأمريكي بنتيجة 1-0، مسجلاً الهدف الوحيد في الدقيقة 70 بتسديدة رائعة أطاحت بآمال الفريق الأمريكي بقيادة أوليفيه جيرو وهوجو لوريس.
هذا الهدف جعل بلايلي أول لاعب عربي يسجل في النظام الجديد للبطولة، ليُعيد الأمل للترجي في التأهل إلى دور الـ16 قبل مواجهة حاسمة أمام تشيلسي.
قصة بلايلي ليست مجرد كرة قدم، بل ملحمة سينمائية تجمع بين العبقرية والتمرد والطموح.
من هو يوسف بلايلي؟
يوسف بلايلي، البالغ من العمر 33 عامًا، هو مزيج من الموهبة الفذة والطباع المتمردة.. يصفه من يعرفه جيدًا بأنه “أفضل من رياض محرز” عندما يكون في قمة لياقته البدنية.
بلايلي مراوغ بالفطرة، يمتلك لمسات ساحرة تجعل الملعب مسرحًا لفنه. لكنه، خارج الملعب، كان دائمًا عنوانًا للجدل.
في فرنسا، حيث لعب لأندية مثل أنجيه وبريست وأجاكسيو، واجه عقبات كبيرة. عام 2015، أُوقف لمدة عامين بسبب تعاطي مادة محظورة (كوكايين) بعد تدخين سيجارة تحتوي على التبغ، مؤكدًا أنه توقف فور اكتشافه لمحتواها.
تصرفاته خارج الملعب، من التغيب عن التدريبات إلى إنفاق آلاف اليوروهات في النوادي الليلية، وحتى إرسال ابن عمه لإجراء فحوصات طبية بدلاً منه، حالت دون تحقيقه نجاحًا مستدامًا في أوروبا. لكنه عندما يمسك بالكرة، يتحول إلى ساحر يصنع المعجزات.
عودة الأسطورة وتألق عالمي
بعد تجارب في الجزائر، انضم بلايلي إلى الترجي صيف 2024، ليبدأ فصلاً جديدًا في مسيرته.
في الموسم الماضي، قاد الفريق للفوز بالدوري التونسي وكأس تونس، وسجل وصنع هدفًا في مباراة ودية للجزائر أمام رواندا.
وفي مونديال الأندية 2025، تألق أمام لوس أنجلوس إف سي، حيث كان نجم المباراة بلا منازع. وحاول خداع الحكم بركلة جزاء في الشوط الأول، لكنه تلقى إنذارًا بعد مراجعة الفيديو. لكن ذلك لم يثنه، ففي الدقيقة 70، استغل ارتباك دفاع الفريق الأمريكي وسدد كرة أرضية رائعة سكنت شباك لوريس، ليمنح الترجي فوزًا تاريخيًا.
الحارس بشير بن سعيد كان بطلًا آخر، حيث تصدى لركلة جزاء في الدقيقة 90+9 من الوقت بدل الضائع، ليحفظ النقاط الثلاث للترجي.
متمرد بقلب بطل
بلايلي ليس مجرد لاعب، بل قصة إنسانية ملهمة.. رغم إيقافه لمدة عامين، عاد ليقود الجزائر للفوز بكأس أمم إفريقيا 2019، وساهم في تتويج الترجي بلقبين في دوري أبطال إفريقيا.
أداؤه الساحر أمام فلامينجو ولوس أنجلوس لفت أنظار الجماهير البرازيلية، التي طالبت بضمه إلى أنديتها. لكنه سيغيب عن مباراة تشيلسي الحاسمة بسبب تراكم الإنذارات، معربًا عن حزنه في المؤتمر الصحفي: “أنا سعيد بالفوز والهدف، لكنني حزين لعدم مشاركتي أمام تشيلسي. أثق بزملائي لتحقيق التأهل”.
مستقبل مشرق رغم التحديات
بلايلي يثبت أن الموهبة الحقيقية لا تُطفأ بسهولة. بأدائه في مونديال الأندية، أصبح رمزًا للكرة العربية، محققًا أول فوز عربي في البطولة بنظامها الجديد وحاصدًا جائزة رجل المباراة.
قصته، التي تجمع بين الإبداع والتحديات، تستحق أن تُروى على الشاشة الكبيرة، فهي ليست مجرد قصة لاعب، بل ملحمة شعب يحلم بالمجد.