نجح الإيطالي سيموني إنزاجي في قراءة أفكار باتشوكا المكسيكي، ليقود الهلال السعودي للتأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم للأندية 2025.
وفاز الهلال على باتشوكا بنتيجة 2-0، اليوم الجمعة، على ملعب جيوديس بارك، في الجولة الثالثة من دور المجموعات بمونديال الأندية.
الفوز قاد “الزعيم” إلى الدور ثمن النهائي، ليكون على موعد مع مواجهة تاريخية ضد مانشستر سيتي.
إنزاجي يقرأ أفكار باتشوكا
بدا من الواضح منذ بداية المباراة أن باتشوكا يريد استغلال انطلاقات الظهير البرتغالي جواو كانسيلو في الجبهة اليمنى، والمساحات التي توجد خلفه.
الفريق المكسيكي ركز هجماته المرتدة على الجبهة اليسرى نحو جون كينيدي الذي كان يميل بشكل دائم خلف الظهير البرتغالي.
لكن الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني للهلال، فطن لتلك المحاولة قبل أن تحدث، فعمل على ترحيل الخط الدفاعي لإيقافها.
هنا تمبكتي
وعلى عكس المباراتين السابقتين، أوقف إنزاجي جبهة لودي هجوميًا، ليكون أشبه بمدافع ثالث بجوار حسان تمبكتي وكاليدو كوليبالي مع الهجمات المرتدة للفريق المكسيكي.
وفي حالات أخرى، كان لاعب الوسط البرتغالي روبين نيفيز يعود كمدافع ثالث بين كوليبالي وتمبكتي، ليتمكن الأخير من الميل نحو اليمين وسد ثغرة كانسيلو.
لذا، وجد كينيدي نفسه يصطدم بحائط آخر في غياب كانسيلو، وهو حسان تمبكتي الذي أجاد في تغطية تلك الجبهة على الوجه الأمثل.
ونجح تمبكتي في قطع الطريق على كينيدي في أكثر من مناسبة، لا سيما في الشوط الأول، ووأد هجمات الفريق المكسيكي في مهدها.
إنزاجي يرد على لوزانو
ربما استحق إنزاجي بهذا العمل الدفاعي ثناء خايمي لوزانو، مدرب باتشوكا، عليه في المؤتمر الصحفي قبل المباراة.
وقال لوزانو في هذا الصدد: “عمل (سيموني) إنزاجي واضح في الشق الدفاعي، وهذا ما يعجبني في الهلال”.
غير أن تصريحات لوزانو وإن حملت مدحًا للشق الدفاعي لفريق إنزاجي، لكنه أغفلت في المقابل عمل المدرب الإيطالي في الشق الهجومي.
إنزاجي استغل مباراته ضد لوزانو ليرد عليه عمليًا، ويكشف له مدى قوة عمله الهجومي، جنبًا إلى جنب مع قوة عمله الدفاعي.
اليسرى باليسرى
وإذا كان لوزانو قد حاول ضرب الهلال من خلال جبهته اليسرى بقيادة جون كينيدي، فقد رد عليه إنزاجي باختراق دفاعه من نفس الجبهة في الطرف الآخر.
وشكلت جبهة الهلال اليسرى السلاح الأبرز في الهلال خلال المباراة، رغم توقف رينان لودي عن التقدم هجوميًا بشكل كبير طوال المباراة.
وفي ظل توقف لودي نسبيًا، منح إنزاجي تعليمات هجومية أكبر لناصر الدوسري الذي كان يميل أيضًا لليسار لمساعدة سالم الدوسري.
الثنائي كان له عامل السحر في الشق الهجومي، وعن طريقهما جاء هدف الهلال الأول بشكل رائع، حيث مهد ناصر الكرة إلى سالم بشكل متقن، قبل أن يسددها الأخير ساقطة بطريقة رائعة.
انهيار الجانب البدني
كل هذا التفوق كاد أن يذهب أدراج الرياح لسبب وحيد، وهو العامل البدني الذي أثر على الفريق السعودي في الشوط الثاني من عمر المباراة.
وبدا واضحًا أن كثيرًا من لاعبي الهلال قد فقدوا طاقتهم في الشوط الثاني، وهو ما أثر على جودة تمريراتهم ودقتها.
وبسبب هذا الإجهاد فقد الهلال نجمه الأول سالم الدوسري، وكذلك رينان لودي الذي خرج متأثرًا بإصابته مع بداية الشوط الثاني.
حائط بونو وثغرة ليوناردو
استغل باتشوكا تلك الحالة من التراجع البدني للاعبي الهلال، ليبدأ في شن العديد من الهجمات على مرماه.
ووقف المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، حائطًا منيعًا أمام هجمات الفريق المكسيكي، ليحرمه من تعديل النتيجة.
دور بونو إيجابي قابله دورٌ غاية في السلبية من المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو الذي رفض إنهاء المباراة بهدف ثانٍ في أكثر من مناسبة.
وكاد الهلال أن يتعرض للعقاب بسبب فرص ليوناردو الضائعة، لولا إهدار لاعبي باتشوكا للفرص وتألق ياسين بونو.
وفي النهاية، سجل ليوناردو هدف الهلال الثاني في الوقت بدل الضائع، ليعوض جماهير الفريق عن كل الفرص التي أضاعها.