لطالما خذل التوفيق بعض اللاعبين، سواء داخل الملعب أو خارجه، لينعكس ذلك سلباً على مسيرتهم الكروية وعلاقتهم بأنديتهم وجماهيرهم.
وإن كان الأداء داخل المستطيل الأخضر هو المعيار الأساسي، فإن التصريحات الإعلامية قد تكون سبباً إضافياً في تعقيد المشهد، إذا جاءت في توقيت خاطئ أو بنبرة لا تتناسب مع الواقع.
هذا تمامًا ما حدث مع المدافع الدولي علي البليهي، الذي وجد نفسه يخسر تدريجيًا كل شيء في غضون أشهر قليلة، ربما أسابيع فقط.
موسم للنسيان
لا شك أن البليهي مرّ بموسم متواضع، سادته الهفوات القاتلة والأخطاء الدفاعية الفادحة. فمن التغطية الضعيفة في مواجهة الاتحاد ضمن ربع نهائي كأس الملك، إلى أداء باهت في مباريات الكلاسيكو والديربي بالدوري، أصبح البليهي أحد أبرز نقاط الضعف في دفاع الهلال.
وفي مثل هذه الفترات التي يغيب فيها التوفيق، يكون التركيز على تصحيح الأخطاء واستعادة المستوى هو الخيار المنطقي. غير أن البليهي اختار طريقًا مغايرًا، زاد به الطين بلّة.
تصريح فاقم الأزمة
في التاسع من نيسان/أبريل الماضي، وبينما كان الهلال يمرّ بمرحلة متذبذبة ولم يتبق له سوى أمل المنافسة على دوري أبطال آسيا للنخبة – البطولة التي خرج منها لاحقًا في نصف النهائي – ظهر البليهي عبر برنامج “نادينا” بتصريح أثار جدلًا واسعًا.
قال المدافع الهلالي بثقة مفرطة إنه لا يخشى على مركزه الأساسي في الفريق، مؤكدًا أنه سيظل في التشكيلة بنسبة 100%، سواء استمر المدرب جيسوس أو أتى غيره.
تصريحٌ استفزّ جماهير الهلال، التي كانت قد بدأت بإطلاق صافرات الاستهجان ضده خلال الموسم، وزاد من الضغط عليه بدلاً من دعمه، ليجد نفسه لاحقًا خارج الحسابات الفنية تدريجيًا.
من التهميش إلى الغياب
تحت قيادة المدرب المؤقت محمد الشلهوب، شارك البليهي في مباراتين فقط بالدوري، وجلس بديلًا في 3 مواجهات أخرى. بينما لم يعرف طريقه إلى تشكيل الهلال سواء كأساسي أو كبديل في عهد المدرب الجديد الإيطالي سيموني إنزاجي.
وزاد الطين بلّة، أن إنزاجي لجأ إلى خيارات دفاعية جديدة، مثل علي لاجامي القادم من النصر، ولم يعتمد على البليهي حتى في ظل غياب حسان تمبكتي للإصابة في كأس العالم للأندية أمام سالزبورج.
الثقة المفقودة
ربما أراد البليهي من تصريحه أن يستعيد شيئًا من الثقة في نفسه، لكنه على العكس تمامًا، خسر ثقة من حوله – سواء داخل الفريق أو في الشارع الرياضي – وأصبح مستقبله في الهلال غامضًا، في ظل التألق المستمر لتمبكتي وكاليدو كوليبالي، والثقة المتزايدة بلاجامي.
ولم تقف الخسائر عند حدود النادي، إذ خرج البليهي أيضًا من حسابات الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، الذي قرر خوض بطولة الكأس الذهبية دون لاعبي الهلال، ما يفتح الباب أمام ثنائي الدفاع تمبكتي ولاجامي، إلى جانب أسماء جديدة مرشحة لقيادة الخط الخلفي للأخضر في المستقبل.