سوء تخطيط وهفوات قاتلة.. من المتسبب في سقوط السعودية بكأس الكونكاكاف؟

BySayed

يونيو 29, 2025


تسيطر حالة من الحزن على جماهير المنتخب السعودي، بعد الخروج الصادم من ربع نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية، صباح اليوم الأحد، بالخسارة أمام المكسيك (0-2).

ولم يقدم “الأخضر” المستوى المطلوب في البطولة، سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي، وهو ما تسبب في انتقادات مستمرة للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

وهناك العديد من الأسباب التي أدت للظهور بهذا المستوى المتراجع، حيث حقق الفريق فوزًا وحيدًا في 4 مباريات وكان على هايتي، بهدف دون رد، في الجولة الأولى.

ويلقي “كووورة” الضوء خلال السطور التالية على الأسباب التي أدت لخروج “الأخضر” من هذه البطولة.

سوء العناصر

بالنظر للمنتخب السعودي، نجد أنه يفتقر للعناصر القادرة على صناعة الفارق على المستويين الدفاعي والهجومي، على عكس الأجيال الذهبية السابقة.

الأزمة لا تكمن في المدرب بقدر العناصر المتواجدة حاليا، فقد تم تعيين رينارد بدلا من الإيطالي روبرتو مانشيني قبل عدة أشهر، لكنه لم يحدث الفارق المنتظر، وذلك لافتقاره للأدوات التي تساعد على النجاح.

صحيح أن “الأخضر” لم يظهر بقوامه الأساسي في البطولة، ولكن الأسماء المتواجدة تمثل أكثر من 60% من القائمة المتوقع ظهورها في ملحق كأس العالم.

فضلا عن تراجع مستوى بعض الأسماء التي كان من المتوقع ظهورها بصورة أفضل، أمثال سعود عبد الحميد ومروان الصحفي وفراس البريكان وفيصل الغامدي، رغم صغر سنهم، وهو ما يدل على أزمة واضحة.

Mexico v Saudi Arabia - Gold Cup 2025: Quarter FinalsGetty Images

هفوات قاتلة

حاول رينارد معالجة الأخطاء الدفاعية قدر الإمكان، لكنه فشل بشكل واضح، نظرا لاستقبال أهداف سهلة من هفوات فردية من بعض اللاعبين.

إضافة إلى ذلك أزمة العمق والعرضيات المستمرة منذ فترة مانشيني، والتي استقبل “الأخضر” من خلالها عدة أهداف سهلة سواء في التصفيات أو الكونكاكاف.

ورغم فوز رجال رينارد في الجولة الأولى على هايتي، إلا أن الخط الخلفي ارتكب العديد من الأخطاء الكارثية التي كانت كفيلة بفوز الخصم، ولكن الحظ وقف بجانب “الصقور”.

Mexico v Saudi Arabia - Gold Cup 2025: Quarter FinalsGetty Images

وفي مباراة أمريكا استقبلت السعودية الهدف الوحيد عبر كرة عرضية من ضربة ثابتة، فشل الدفاع في التعامل معها، نتيجة ضرب مصيدة التسلل.

كذلك، افتقد بعض اللاعبين، القدرة على الضغط القوي، وهو ما نتج عنه اهتزاز شباك نواف العقيدي، بهدف صاروخي من الجهة اليمنى بدون أي رقابة خلال مواجهة ترينداد وتوباجو.

أما مواجهة المكسيك، فقد شهدت مجموعة من الأخطاء الكارثية في التمركز والخروج بالكرة، وهو ما نتج عنه استقبال ثنائية سهلة، تسببت في وداع البطولة.

وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على افتقاد بعض أساسيات كرة القدم، الخاصة بالتمركز والخروج بالكرة والقدرة على التحول وغيرها من الأمور.

مشاركات ضعيفة

من الأسباب التي أدت لتراجع مستوى أغلب عناصر الأخضر هو قلة مشاركة اللاعبين مع أنديتهم، بعد زيادة عدد المحترفين، بالإضافة لوجود بعضهم مع أندية ليست في المستويات العليا.

مانشيني سبق وأن اشتكى من هذا الجانب، ولكنه وجد نفسه أمام انتقادات جماهيرية وإعلامية لا تتوقف، ومع ذلك ظهرت علامات تؤكد صحة حديثه بعد فترة من رحيله.

اللاعب السعودي أصبح يعاني كثيرا من تراجع نسبة مشاركاته، سواء بالتواجد على مقاعد البدلاء أو النزول لدقائق معدودة.

ورغم أن رينارد عندما تسلم مهمة “الأخضر” أكد قدرته على تحقيق نتائج مرضية، ولكنه عاد واعترف أن اللاعب السعودي لا يشارك كثيرا، بالإضافة لافتقار بعض الأمور التكتيكية.

مسؤولية رينارد

يعيش رينارد واحدة من أصعب فتراته التدريبية، بسبب الوضع الحالي للمنتخب السعودي، حيث أعلن أنه يتحمل المسؤولية كاملة عقب مواجهة المكسيك.

لكن بالنظر للوضع الحالي، فمن الظلم أن يتحمل رينارد المسؤولية كاملة، خاصة وأنه تسلم المهمة في وقت صعب، بعد فترة من التراجع الفني والتكتيكي وغياب الثقة عن أغلب العناصر، بالإضافة لضعف مشاركة اللاعب المحلي.

ويعاب على رينارد في جانب واحد، وهو عدم فرض هوية واضحة للمنتخب السعودي سواء كرة هجومية أو دفاعية، حيث يظهر أحيانا بضغط عالٍ وفي أوقات أخرى يتراجع للخلف دون أنياب حقيقية.

CORRECTION / FBL-CONCACAF-GOLD CUP-MEX-KSA-PRESSERGetty Images

وإذا أراد المشجع السعودي تصحيح الأوضاع، فعليه الصبر لأن المنتخب في مرحلة انتقالية متمثلة في تجديد الدماء، وسط ظروف صعبة، تحتاج إلى الدعم والوقوف حتى يعود الأخضر للطريق الصحيح.

ومع تبقي شهرين ونصف على مشاركة السعودية في الملحق المؤهل للمونديال، فإن اتحاد كرة القدم ينوي الإبقاء على رينارد، نظرا لصعوبة اختيار مدير فني جديد لضيق الوقت.

محترفون أم جودة؟

يعود تراجع المنتخب السعودي إلى سيطرة اللاعبين المحترفين على الساحة، وهو ما تسبب في قلة إنتاج المواهب لخدمة الأخضر على عكس الفترات السابقة.

وارتفع عدد المحترفين إلى 10 أجانب في الدوري السعودي، وهو الأمر الذي أدى لصعوبة حصول اللاعب المحلي على فرصة المشاركة والاحتكاك طوال الموسم.

ويحاول اتحاد كرة القدم توفير كل سبل النجاح من إقامة معسكرات ومباريات كبرى وإشراك مختلف الفئات السنية في أقوى البطولات على غرار بطولة الكونكاكاف، ولكنه لا يرى تقدما ملموسا لهذا السبب.

فضلا عن جودة المواهب نفسها التي أصبحت لا تمتلك القدرة على المنافسة في أعلى المستويات، مقارنة بمنتخبات وأندية عالمية أخرى.

وهذا الأمر يدفعنا للحديث عن منتخبات أخرى، تمتلك الجودة في المواهب التي يمكن تطويرها مثل المنتخب الإسباني المليء بالوجوده الشاب، أمثال لامين يامال وبيدري وجافي ونيكو ويليامز غيرهم.

وبناء على ذلك، يجب العمل على انتقاء المواهب الحقيقية، بصورة أكبر، وتطويرها للوصول إلى أعلى المستويات على غرار النجوم السابقين، أمثال ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب ومحمد نور وسلمان الفرج وياسر الشهراني وغيرهم من الأسماء التي استحقت الحصول على فرصة حتى انفجرت موهبتها.



المصدر – كوورة

By Sayed