أشاد مدير فريق مكلارين، أندريا ستيلا، بأداء سائقيه لاندو نوريس وأوسكار بياستري، بعد نهاية مثيرة لجائزة النمسا الكبرى، والتي حسمها نوريس لصالحه في ظل معركة داخلية محتدمة بين ثنائي الفريق.
السباق الذي أقيم على حلبة “ريد بول رينج” اتخذ طابع الصراع الثنائي منذ اللفات الأولى، بعدما تجاوز بياستري سائق فيراري شارل لوكلير مبكرا، ليبدأ في مطاردة نوريس، صاحب مركز الانطلاق الأول.
وبقي بياستري في نطاق الـ DRS خلف زميله في الفريق، ما زاد من توتر أعصاب طاقم الحظيرة البرتقالية، خاصةً بعد الاصطدام الذي جمع السائقين في جائزة كندا الكبرى مؤخرًا.
وعلى الرغم من محاولاته المتكررة، لم ينجح الأسترالي في فرض تفوقه الكامل، إذ تجاوزه نوريس سريعا بعد محاولة ناجحة مؤقتة. وجاءت أبرز لحظات المواجهة حين قام بياستري بمحاولة جريئة لتجاوز نوريس عند المنعطف الرابع، لكنه أخطأ في الكبح، ما أدى إلى قفل الإطارات الأمامية، وكاد أن يصطدم بزميله.
بعدها مباشرة، استدعى الفريق نوريس إلى منطقة الصيانة لتبديل الإطارات، فيما واصل بياستري على الحلبة لبعض اللفات قبل أن يتوقف بدوره، ليعود إلى المضمار بفارق ست ثوانٍ خلف نوريس، ويخسر بعدها القدرة على استخدام الـ DRS طوال ما تبقى من السباق، ما سمح للبريطاني بحسم فوزه الثالث هذا الموسم.
وعن مجريات السباق، قال ستيلا في تصريحات نقلها موقع “فورمولا 1”: “”لقد كانت منافسة مشحونة، لكنها من النوع الذي نريده، هذه هي روح الفورمولا 1. في النمسا، عندما يحصل السائق على DRS، فإنه يبقى ملتصقًا بالسيارة التي أمامه، وهذا ما حدث فياللقططة الاولى احيث كانت سرعة السائقين متقاربة جدا.”
وأضاف: “بياستري كان أمامه أكثر من فرصة، ونحن فخورون جدًا بالطريقة التي تعامل بها السائقان مع الوضع. قدمنا بعض النصائح لأوسكار بشأن مناورة المنعطف الرابع، وقد أبدى تفهما كبيرا لها، بل وأعرب عن أسفه فور عبوره خط النهاية. لم يتجاوز الخط الأحمر، لكنه كان قريبًا منه، ومن الجيد أن نرى هذا النضج.”
وبعد هذا الفوز، قلّص نوريس الفارق في صدارة ترتيب السائقين إلى 15 نقطة فقط خلف بياستري، مستغلًا انسحاب ماكس فيرستابن، ما يعزز فرص مكلارين في صراع اللقب الثنائي داخل الفريق.
وفي تعليقه على التوتر الذي رافق مجريات السباق من داخل حائط الحظيرة، قال ستيلا: “بالطبع هي لحظات مشحونة بالتوتر، لكننا نثق في لاندو وأوسكار. نحاول الحفاظ على رباطة الجأش والتركيز على التحليل الموضوعي. كنا واضحين في أن السائقين سيحصلان على فرصة المنافسة، طالما تمت بطريقة نظيفة كما رأينا اليوم. لقد كان مشهداً رائعاً للفورمولا 1.”
وختم: “نشعر بالسعادة لأننا قدمنا للجماهير عرضا ممتعا، ونتطلع لمزيد من السباقات بهذا الشكل، حتى وإن سببت لنا بعض القلق على حائط الحظيرة، لكن هذا هو جوهر رياضتنا”.