يستعد المدرب الإسباني لويس إنريكي لواحدة من أكثر المواجهات خصوصية في مسيرته، حين يقود باريس سان جيرمان لملاقاة ريال مدريد في نصف نهائي مونديال الأندية مساء الأربعاء المقبل.
وتغلب باريس سان جيرمان على بايرن ميونخ (2-0)، في ربع النهائي، فيما عبر ريال مدريد عقبة بوروسيا دورتموند بفوز مثير (3-2).
مواجهة الريال وباريس ليست كغيرها، إذ أنها تجمع بين أحد أبرز المدربين الذين مروا على غريم ريال مدريد الأزلي، برشلونة وبين فريق يعرفه إنريكي جيدًا، وواجهه في أشرس الظروف وأكثرها توترًا.
لكن هذه المرة تختلف الخلفيات، وتختلف الألوان، فالمدرب الكتالوني سيقف هذه المرة في المنطقة الفنية بزي باريس، حاملًا طموحات ناد فرنسي يسعى لتأكيد مقعده بين الكبار على الساحة العالمية.
منذ وصوله إلى باريس سان جيرمان في صيف 2023، نجح لويس إنريكي في إعادة بناء شخصية الفريق الباريسي، معتمدًا على الصرامة التكتيكية، والانضباط الدفاعي، وتوظيف الذكاء الهجومي الذي اشتهر به في تجربته السابقة مع منتخب إسبانيا وبرشلونة.
واستطاع في فترة قصيرة أن يمنح الفريق ثقة أكبر أمام الفرق الكبرى، والآن يقود باريس إلى نصف نهائي المونديال، بعد موسم أوروبي استثنائي تُوّج فيه بدوري الأبطال، ليضع نفسه أمام مواجهة جديدة ضد ريال مدريد، الخصم الذي يحمل له الكثير من الذكريات.
المفارقة أن لويس إنريكي لم يواجه ريال مدريد كثيرًا كمدرب، لكنه ترك بصمات لا تُنسى في أغلب تلك المواجهات.
في المجمل، خاض المدرب الكتالوني 8 مباريات رسمية ضد ريال مدريد كمدير فني، خلال فترة قيادته لبرشلونة بين عامي 2014 و2017، في فترة كان فيها الصراع الكروي بين القطبين في أوجه وقبلها مع سيلتا فيجو.
فاز إنريكي في 4 مباريات، بينما خسر 3 مواجهات، وانتهت مباراة وحيدة بالتعادل.
ومن بين تلك المواجهات، كانت هناك انتصارات مدوية ما زالت حاضرة في ذاكرة جماهير كرة القدم.
أبرز انتصاراته على ريال مدريد جاء في كلاسيكو البرنابيو عام 2015، عندما قاد برشلونة لفوز كاسح برباعية نظيفة، في مباراة قدم فيها فريقه واحدة من أفضل عروضه التكتيكية، بمزيج من التيكي تاكا والانقضاض السريع، وكان أبطالها نيمار وسواريز وإنييستا.
كما قاد برشلونة للفوز في كلاسيكو 2017 على ملعب سانتياجو برنابيو بنتيجة 3-2، في مباراة سجل فيها ليونيل ميسي هدفًا قاتلًا في اللحظات الأخيرة واحتفل برفع قميصه أمام الجماهير، في لقطة باتت أيقونية في تاريخ الكلاسيكو.
اليوم، يعود لويس إنريكي إلى مواجهة ريال مدريد من بوابة باريس، ولكن بأسلحة مختلفة. لم يعد يملك ميسي أو إنييستا أو تشافي، لكنه يملك نضجًا تدريبيًا أكبر، وتجربة تكتيكية أكثر اتزانًا، وقائمة يقودها لاعبون على أعلى مستوى مثل عثمان ديمبلي وأشرف حكيمي.
إنريكي أمامه فرصة لكتابة صفحة جديدة، ليس فقط في تاريخه مع ريال مدريد، بل في مشواره مع باريس سان جيرمان.
مواجهة نصف النهائي ستكون مزيجًا من الذكريات القديمة والطموحات الجديدة، فهل يُكرر إنريكي مشاهد الانتصار الكتالوني ولكن هذه المرة باللون الأزرق الباريسي؟