أصبح الكولومبي جون دوران، أحد أغرب الصفقات التي جلبها النصر السعودي خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد رحيله معارا صوب فنربخشة التركي، بعد التعاقد معه قبل 6 أشهر فقط.
ولم تنته علاقة دوران بالنصر، إلا أن رحيله يعد بمثابة لغز محير، بعد الضجة الكبيرة التي صاحبت انضمامه للفريق السعودي في الميركاتو الشتوي الماضي.
صفقة غريبة
لم يكن النصر في احتياج لصفقة دوران في البداية، في ظل وجود الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، بل كان في حاجة لجناح أيمن، إضافة إلى لاعب وسط آخر وظهير أيمن.
لكن في المقابل ضربت الإدارة بهذه الاحتياجات عرض الحائط، وضمت دوران مقابل 77 مليون يورو، إضافة إلى 13 مليونا كمتغيرات.
وكان من الممكن أن يستثمر النصر هذا المبلغ الضخم في ضم صفقتين أو 3 من العيار الثقيل، لدعم المراكز التي تحتاج الدعم بالفعل.
لاحقا شكل رونالدو ودوران ثنائية جيدة في بعض المباريات، لكن استمرار الدفع بهما سويا لم يكن في مصلحة الفريق، خاصة أمام الأندية الكبرى التي تجيد التحولات والضغط من البداية.
لغز محير
بالنظر لإمكانيات دوران كان من المتوقع أن يقدم المهاجم الكولومبي إضافة كبرى لخط هجوم النصر، لكن الواقع كان مختلفا.
ظهر دوران في البداية بصورة مثالية، خاصة في كلاسيكو أهلي جدة الذي حسمه النصر (3-2) بالجولة 20 من الدوري السعودي، حيث تمكن وقتها من تسجيل ثنائية من ضمنها أحد أفضل أهداف الموسم، عندما بعثر دفاعات الخصم قبل هز الشباك.
Getty Images
لكن بعد ذلك، انخفض مستواه تدريجيا، وفقد التركيز في استغلال الفرص، فضلا عن تراجع مردوده البدني، وعدم القيام بالواجبات الدفاعية والهجومية على أكمل وجه.
كذلك، بدا دوران متهورا أحيانا حيث طرد ضد الوحدة في الجولة 22، وغاب عن كلاسيكو الاتحاد، بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
وبدلا من أن يكون بمثابة قوة هجومية إضافية، أصبح نقطة ضعف في كثير من الأحيان، بسبب انخفاض مستواه.
رحيل مفاجئ
استهدفت إدارة النصر من وراء صفقة دوران تأمين مركز رأس الحربة لسنوات طويلة بمهاجم شاب، ثم انقلبت الأمور رأسا على عقب، وباتت التفكير الغالب أن يرحل، وتم الأمر بقبول إعارته إلى فنربخشة.
وأثار هذا الإجراء التساؤلات خاصة أن النادي لم يحقق أي استفادة فنية في الموسم الأول من وراء دوران، وعاد النقاش القديم بأن النصر لم يكن في حاجة له من الأساس بل أهدر أمواله في الاتجاه الخاطئ وفوت فرصة دعم مراكز النقص في الفريق.
كانت صفقة دوران غريبة من البداية وباتت بمثابة امتداد للعبث الإداري الذي يسيطر على النصر، والضبابية التي تكسو بوصلة مسؤوليه في ملف التعاقدات.