“الكارت الذكي” هل يورط إنريكي أمام ريال مدريد ومبابي؟

BySayed

يوليو 9, 2025


كسب لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان أكثر من رهان داخل الملعب وخارجه، منذ توليه المسؤولية في صيف 2023.

في موسمه الأول داخل جدران “حديقة الأمراء” قاد إنريكي الفريق الباريسي للفوز بالثلاثية المحلية، الدوري وكأس فرنسا والسوبر الفرنسي، ولكنه ودع دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند في الدور قبل النهائي.

وفي الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي، اقتحم المدرب الإسباني النزاع الدائر بين كيليان مبابي نجم الفريق وهدافه التاريخي وبين إدارة النادي في ظل إصرار اللاعب على عدم تجديد تعاقده، وإعلان رغبته بشكل رسمي أوائل فبراير/ شباط 2024 بأنه سيرحل في نهاية الموسم.

كان النزاع بدأ بين مبابي وناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي في صيف 2023 حيث تم تجميد كيليان وحرمانه من السفر مع الفريق إلى الجولة الآسيوية، ولكن إنريكي تدخل وأقنع مسؤولي باريس بالاستفادة من النجم الفرنسي أملا في إقناعه وسط الموسم.

لكن مع إصرار كيليان مبابي على الرحيل، قرر إنريكي فجأة وضعه على مقاعد البدلاء، بل واستبداله أثناء المباريات، بشكل جرح كبرياء قائد الديوك بعد مونديال 2022.

وحينها قال المدير الفني لسان جيرمان “علينا أن نبدأ التعود على اللعب بدونه”، ورفع التحدي إلى أقصى درجة بقوله في نهاية الموسم “سنكون أقوى في الموسم المقبل”.

حافظ إنريكي على إنجاز الثلاثية المحلية في الموسم الثاني مع باريس، ولكنه انطلق في الموسم الماضي وسط عاصفة شديدة كادت أن تطيح بالفريق مبكرا من دوري أبطال أوروبا بعد مرور 5 من أصل 8 جولات.

إلا أن المدرب الإسباني كان يخرج في كل مرة ليقول “نحن أفضل فريق في أوروبا على مستوى الاستحواذ والشراسة وصناعة الفرص والوصول إلى مرمى المنافسين”، ليواجه ضغوط الإعلام بعد خسائر مؤثرة أمام بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد وآرسنال.

وفي مواجهة آرسنال بالتحديد، قرر لويس إنريكي عدم اصطحاب عثمان ديمبلي لرحلة السفر إلى لندن بقرار تأديبي، وصفه أنه من أفضل قراراته هذا الموسم، وبالفعل كسب إنريكي هذا الرهان وانفجر ديمبلي بقوة في النصف الثاني من الموسم، وقاد الفريق لتحقيق حلمه الأكبر بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بعد اجتياز اختبارات صعبة في 2025 مثل مانشستر سيتي وليفربول وآرسنال قبل اجتياح إنتر بخماسية نظيفة في المباراة النهائية.

وكان المدافع الإكوادوري ويليان باتشو، المنضم من آينتراخت فرانكفورت الألماني مقابل 40 مليون يورو في صيف 2024 من رهانات المدرب الإسباني التي وضع فيها “ثقة عمياء”.

كان اختيار باتشو (23 عاما) مفاجأة من الإدارة الرياضية في باريس، لأنه صفقة ليست من الأسماء الرنانة، وأكد بها لويس إنريكي السياسة الجديدة بأن “النجم هو الفريق” وليس اللاعبين.

وبالفعل فرض باتشو نفسه بقوة وسريعا وبات ركيزة أساسية على حساب أسماء أخرى أكثر منه شهرة وبريقا مثل السلوفاكي ميلان سكرينيار الذي انضم لباريس في صيف 2023 بعدما خلع شارة قيادة إنتر، وصيف دوري أبطال أوروبا في نفس العام.

ولكن سكرينيار رحل بعد موسم ونصف لينتقل معارا إلى فنربخشة، في الوقت الذي ثبت فيه ويليان باتشو قدميه أكثر بجوار ماركينيوس قائد بي إس جي، ليصل إجمالي مشاركته في موسمه الأول مع الفريق إلى 57 مباراة في جميع المسابقات.

وتغنى إنريكي كثيرا بالقدرات الفنية والبدنية والذهنية أيضا لباتشو، قائلا في أكثر من مؤتمر صحفي “إنه من أذكى المدافعين في استخلاص الكرة بدون ارتكاب مخالفات أو الحصول على بطاقات ملونة”.

وبالفعل لم يحصل باتشو سوى على إنذارين فقط طوال 57 مباراة مع باريس، ولكنه وقع في الفخ ونال بطاقة حمراء مباشرة نتيجة تدخل عنيف ضد ليون جوريتسكا نجم بايرن ميونخ في الدور قبل النهائي، ليقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إيقافه رفقة زميله الآخر، لوكاس هيرنانديز، لمدة مباراتين.

وبالتالي سيغيب باتشو عن باقي مشوار باريس نحو تحقيق حلم المونديال، وأوله المواجهة المرتقبة أمام ريال مدريد بعد ساعات قليلة مساء اليوم الأربعاء.

وساهم باتشو مع ماركينيوس وأشرف حكيمي ونونو مينديس في بناء جدار دفاعي قوي، حيث لم تهتز شباك الفريق الباريسي سوى بهدف واحد فقط في كأس العالم للأندية عند الخسارة المفاجئة أمام بوتافوجو البرازيلي، بينما خرج بشباك نظيفة في أربع مباريات أمام أتلتيكو مدريد وسياتل ساوندرز وإنتر ميامي وبايرن ميونخ.

وما زاد الطين بلة أن لوكاس هيرنانديز، البديل الأول لباتشو، طُرد أيضا أمام بايرن ميونخ، ليجد إنريكي نفسه مضطرا للاعتماد على المدافع البرازيلي الآخر لوكاس بيرالدو.

فهل يدفع إنريكي فاتورة تهور مدافعه الذكي ويتبخر حلمه في خماسية تاريخية أمام ريال مدريد، ونجومه المتحفزين، وأولهم كيليان مبابي؟



المصدر – كوورة

By Sayed