يستعد ريال مدريد لخوض واحدة من أصعب مواجهاته هذا الموسم عندما يلتقي باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، في مباراة تحمل طابعًا خاصًا من حيث المستوى الفني والرهانات التكتيكية.
الفريق الإسباني، الذي يسعى للوصول إلى النهائي وحصد اللقب الأول تحت قيادة تشابي ألونسو، يدخل اللقاء وسط أجواء مليئة بالأسئلة حول التشكيلة الأساسية، خاصة بعد الغياب المؤكد للمدافع الشاب دين هويسن بسبب الإيقاف، إلى جانب علامات الاستفهام المتعلقة بخط الهجوم، في ظل المنافسة الشرسة بين النجوم على المراكز الثلاثة الأمامية، وعلى رأسهم كيليان مبابي وجونزالو جارسيا.
تركيبة دفاعية جديدة
أبرز الأزمات التي واجهت ريال مدريد قبل لقاء باريس تتعلق بخط الدفاع، وتحديدًا بغياب المدافع الإسباني دين هويسن الذي تلقى بطاقة حمراء في الدقيقة 96 أمام بوروسيا دورتموند، ليغيب بذلك عن نصف النهائي بشكل رسمي.
هويسن كان أحد أبرز مفاجآت تشكيلة ألونسو في البطولة، حيث لعب أساسيًا في جميع المباريات السابقة وأظهر نضجًا كبيرًا في الخروج بالكرة والتمركز.
ومع غيابه، سيضطر المدرب الإسباني إلى تعديل تركيبة الخط الخلفي.
المدافع الشاب راؤول أسينسيو يبدو الخيار الأقرب لشغل هذا المركز، رغم أنه ارتكب أخطاء مؤثرة في مباراة يوفنتوس حين تسبب في ركلة جزاء ثم تلقى بطاقة حمراء.
هدوء في الوسط
في المقابل، يبدو خط وسط ريال مدريد هو الجزء الأكثر استقرارًا في التشكيلة.
أردا جولر واصل تقديم مستويات رائعة خلال البطولة، وأثبت أحقيته في أن يكون المحور الأساسي للهجمات.
ألونسو منحه الحرية للتحرك بين الخطوط، واللاعب التركي لم يخيب الظن، إذ كان دائمًا نقطة البداية في معظم الهجمات المنظمة للفريق، وصنع هدفين حاسمين حتى الآن.
بجانبه، يواصل فالفيردي تقديم أدواره المتعددة بثبات كبير، سواء على المستوى الدفاعي أو في التقدم بالكرة إلى الأمام، بينما يبقى بيلينجهام عنصرًا حيويًا في العمق الهجومي بفضل تحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء.
الانسجام بين هذا الثلاثي بات من أبرز نقاط قوة ريال مدريد في البطولة، ومن المتوقع أن يستمر دون تغييرات في نصف النهائي، خاصة أن باريس يملك وسطًا قويًا بدنيًا وتكتيكيًا يتطلب وجود لاعبين بمستوى عالٍ من الجاهزية والثبات.
مبابي أم جارسيا؟
ويبقى التحدي الأكبر أمام تشابي ألونسو متمثلاً في ثنائي خط الهجوم، فريال مدريد يملك تنوعًا هجوميًا لافتًا، لكن هذا يفرض على المدرب اتخاذ قرارات صعبة، حيث يعد فينيسيوس جونيور الاسم الوحيد الثابت في الخط الأمامي
أما جونزالو جارسيا، صاحب الـ21 عامًا، فقد خطف الأنظار في هذه البطولة بأداء مفاجئ، إذ سجل 4 أهداف في 5 مباريات، وأصبح الهداف الأول للفريق، بل للبطولة حتى الآن.
فطريقة لعبه المباشرة، وتحركاته الذكية داخل المنطقة، فرضت نفسها بقوة على تشكيلة ألونسو، الذي لم يكن يضعه في الحسبان بداية.
في المقابل، يعود كيليان مبابي للمنافسة بعد تعافيه من وعكة صحية حرمته من المشاركة في بداية البطولة، وقد شارك كبديل في لقائي يوفنتوس ودورتموند، وسجل هدفًا رائعًا بمقصية في شباك الفريق الألماني.
ومع استعادة جاهزيته البدنية، ستزداد فرصه للتواجد ضد فريقه السابق.
ورغم أن المنطق يقول إن مستوى جارسيا لا يجب أن يُكافأ بالإقصاء، فإن اسم مبابي وتاريخه وتأثيره أمور قد تفرض نفسها في اللحظات الكبرى، هو ما يجعل قرار ألونسو محوريًا في حسم مصير اللقاء.