تحليل.. رهان إنريكي الثابت يفضح تركة ألونسو الثقيلة

BySayed

يوليو 10, 2025


لم يكن السقوط المروع لريال مدريد أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في قبل نهائي مونديال الأندية، مجرد خسارة عادية، بل أظهرت تراكم لمشاكل عديدة يعانيها الفريق الملكي قبل رحيل مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وتركة ثقيلة فوق كاهل خلفه الإسباني تشابي ألونسو.

وتأهل سان جيرمان إلى نهائي مونديال الأندية، ليضرب موعدًا مع تشيلسي يوم الأحد المقبل، بعدما تغلب الأخير على فلومينينسي البرازيلي (2-0).

كان تفوق بي إس جي متوقعا بنسبة كبيرة في ظل استقرار فني كبير تحت قيادة مدربه لويس إنريكي الذي صنع فريقا شرسا ومتماسكا، قهر أعتى الفرق الأوروبية في 2025 مثل مانشستر سيتي وليفربول وآرسنال وإنتر ميلان وأتلتيكو مدريد وبايرن ميونخ.

صنع إنريكي هذه الانتصارات القوية بقوام ثابت لا يتغير تقريبا بوجود أشرف حكيمي وديزيريه دوي يمينا، ونونو مينديس وكفاراتسخيليا يسارا، وفي عمق الهجوم عثمان ديمبلي، وخلفه ثلاثي الوسط رويز وفيتينيا وجواو نيفيز.

عيوب واضحة

أظهرت المباراة كل عيوب الملكي الفنية والبدنية والتكتيكية، فالفريق المدريدي لا يجيد التمركز أثناء الحالة الدفاعية، ويعاني من ضعف واضح في منظومة الوسط عندما يضغط عليه المنافسون.

كما يغيب نجوم الفريق كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام تماما عن أداء أي مهام دفاعية لمساعدة خط الوسط المهلهل أو تخفيف المهمة على ظهيري الجنب بعكس ديمبلي وكفاراتسخيليا ودوي الذين لا يترددون في الرجوع حتى منطقة جزاء فريقهم.

أما خط الدفاع، لا يبرز منه سوى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي أنقذ مرماه من هدفين محققين في أول الدقائق، بينما كرر الثنائي راؤول أسينسيو وأنطونيو روديجر أخطاء الموسم الماضي عندما يتعرضون لضغط شرس.

وتأكد أيضا أن الدفاع المدريدي يعاني كثيرا من ضعف البدائل، وتأثر كثيرا بغياب الوافدين الجديدين، ترينت ألكسندر أرنولد ودين هويسين، ليضطر ألونسو لتغيير مركز فيدريكو فالفيردي من لاعب الوسط إلى ظهير أيمن، ووجد نفسه في النهاية يدفع بالمخضرم داني كارفاخال، الذي عاد للملاعب بعد غياب أشهر طويلة بسبب الإصابة.

كما بدا واضحا أيضا أن ألونسو سيعاني كثيرا لتحقيق الفلسفة التي شدد عليها عند تولي المسؤولية بقوله “نريد فريقا يدافع بكامل لاعبيه ويهاجم بكامل لاعبيه”، ولم يترجم ذلك في أول اختبار قوي، ربما لضيق الوقت لأنه تولى المسؤولية قبل أسابيع قليلة.

ألونسو لم يتعلم الدرس

يبدو أن ألونسو أنه لم يقرأ الكتاب المفتوح لإنريكي، ولم يحترم منافسه بالقدر الكافي، حيث حقق بي إس جي الفوز بنفس سيناريوهات إسقاط باقي منافسيه نحو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية أيضا.

يدخل إنريكي المواجهات الكبرى برهان واحد، وهو مباغتة منافسه بتقدم مبكر في بداية اللقاء، ثم يستدرج منافسه لفخ بدني، ويضربه بسرعات لاعبيه في المرتدات، وبالفعل وجد ريال مدريد نفسه متأخرا في النتيجة بثلاثية بعد مرور 24 دقيقة، ونفذ لويس إنريكي ما يريد بسيناريو كربوني.

ووسط حالة الترهل البدني، تجرأ إنريكي في إراحة نجومه تباعا بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني، حيث أخرج كفاراتسخيليا وديمبلي ثم نونو مينديس، وترك راموس وباركولا ينطلقون بكل حرية وسط دفاعات ريال مدريد، مما يؤكد أن مدرب باريس لديه الخيارات البديلة الكافية بعكس ألونسو.

في حين فضّل ألونسو البدء بثلاثية مبابي وفينيسيوس وجونزالو جارسيا لأول مرة في المونديال، لكن ظهر التخبط الواضح في أداء الثلاثي بالحالة الهجومية، كما أنهم لم يضغطوا بالشكل الكافي على مدافعي باريس.

ورغم أن جارسيا نجح بشدة في المونديال وسجّل 4 أهداف في 5 مباريات وهو في مركز رأس الحربة، إلا أنه وجد نفسه في مركز الجناح أمام باريس نظرًا لبدء مبابي أساسيًا لأول مرة في البطولة، بعد غيابه من قبل للإصابة.

كما يبدو أن إصابة أرنولد قبل انطلاق المباراة أربكت حسابات ألونسو كذلك، حيث خسر جهود فالفيردي في وسط الملعب، وضغطه الشرس على الخصوم، بجانب زيادته الهجومية، التي اختفت بعد الدفع به في مركز الظهير الأيمن.

ولم يكن التركي أردا جولر في أفضل أحواله خلال مباراة باريس سان جيرمان، وفشل في إيصال المهاجمين بكرات خطيرة إلى مرمى باريس سان جيرمان، ورغم ذلك صبر عليه ألونسو حتى الدقيقة 83.

ويبقى الوقت أمام ألونسو متاحًا لتصحيح أوضاع فريقه قبل انطلاق الموسم المقبل، لتفادي سيناريو الموسم الماضي بعد خسارة الثلاثية المحلية لصالح برشلونة، بجانب توديع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي.



المصدر – كوورة

By Sayed