أُجيد التوازن مثل أي أم أخرى.. فهنيئًا لكل الأمهات
لم يسبق لأي لاعبة أم نشطة في ملاعب التنس أن توجت بلقب جراند سلام في الفردي منذ أن فعلتها كيم كلايسترز في بطولة أمريكا المفتوحة 2009، أما في ويمبلدون، فيعود آخر تتويج لأم إلى عام 1980 حين حصدت الأسطورة إيفون جولاجونج اللقب، أي قبل 45 عامًا.
والآن، في عام 2025، تسعى بليندا بينسيتش لدخول كتب التاريخ من أوسع أبوابها.
فبعد فوزها على الروسية ميرا أندرييفا في ربع النهائي، والذي منحها بطاقة العبور إلى نصف نهائي ويمبلدون لأول مرة في مسيرتها، خاطبها النجم السابق والمحلل الحالي جون ماكنرو قائلًا عبر قناة “ESPN”: “مبروك، أيتها الأم”.
بينسيتش، التي تخوض مشاركتها الحادية عشرة في البطولة، لم تتجاوز ربع النهائي من قبل، لكنها الآن تعادل أفضل إنجاز لها في البطولات الكبرى، بعد بلوغها نصف نهائي أمريكا المفتوحة عام 2019.
وعلقت النجمة السويسرية على إنجازها قائلة بتأثر: “هذا جنون، الأمر لا يصدق، إنه حلم تحقق، لا أجد الكلمات”.
عودة إلى القمة… بعد الأمومة
بينسيتش، شريكة النجم السويري روجر فيدرر السابقة في الزوجي المختلط والمتوجة معه بلقب كأس هوبمان، عادت إلى الساحة العالمية بقوة بعد أن أنجبت ابنتها “بيلا” في 23 أبريل 2024، عادت إلى المنافسات بعد ستة أشهر فقط، من خلال بطولات الاتحاد الدولي “ITF”، وبدأت عام 2025 وهي في المركز 487 عالميًا، لتقف اليوم ضمن أفضل أربع لاعبات في ويمبلدون.
ورغم أن الحظ لم يكن حليفها دائمًا على الملاعب العشبية، إلا أن بينسيتش تؤكد ارتباطها العاطفي ببطولة ويمبلدون، التي تعتبرها الأفضل على الإطلاق، وكانت قد توجت بلقبها في فئة الناشئات عام 2013، وتمتلك أكثر من 50 انتصارًا على العشب، ونسبة فوز تتجاوز 70% على هذه الأرضية.
وقالت هذا الأسبوع: “بالنسبة لي، هذه أفضل بطولة في العالم، وأنا سعيدة جدًا بوجودي هنا، أنا نفس اللاعبة، فقط أصبحت أما”
بينسيتش هي واحدة من تسع أمهات شاركن في قرعة الفردي هذا العام، لكنها كانت الوحيدة التي بلغت الدور الرابع وما بعده، وعن ذلك قالت: “لم أكن أفكر في أنني الأم الأخيرة المتبقية، ويجب أن أفوز، الأمر لا يعمل بهذه الطريقة”.
وأضافت: “حين أكون على أرض الملعب، أكون نفس لاعبة التنس كما كنت من قبل، أبذل كل ما لدي، صحيح أنني لست حساسة جدًا، لكنني أعتني كثيرًا برياضتي، أرغب في تقديم أفضل ما لدي دائمًا”.
من أجل التوفيق بين الحياة العائلية والاحتراف، تصطحب بينسيتش عائلتها معها في رحلاتها العالمية — فزوجها يعمل أيضًا مدربًا للياقة البدنية.
قبل الوصول إلى لندن، شاركت في بطولات شملت: باد هومبورج، روما، مدريد، تشارلستون، ميامي، كاليفورنيا، دبي، أبوظبي، وملبورن.
لكنها تختصر كل هذه الجهود بعبارة صادقة: “أنا أُجيد التوازن، مثل أي أم أخرى.. فهنيئًا لكل الأمهات”.