في موسم اعتُبر قبل انطلاقه، امتدادًا لسلسلة نجاحات ريال مدريد، تحول كل شيء إلى كابوس كروي مع نهاية موسم 2024-2025، إذ خرج الملكي من السباق على جميع الألقاب الكبرى صفر اليدين.
وبينما توج كيليان مبابي بلقب الهداف في الليجا، وبدا أن الفريق يملك ترسانة هجومية مخيفة بوجود النجم الفرنسي، ومعه فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، إلا أن الحقيقة على الأرض كانت مختلفة تمامًا.
فمع كل محطة فاصلة، كان اسم برشلونة حاضرًا، إما على أرض الملعب مباشرة، أو من على الخطوط الجانبية عبر مدربين، تخرجوا من مدرسة البلوجرانا، ليصبح تأثير البارسا، العامل المشترك في خيبات الريال هذا الموسم.
هيمنة كتالونية
بدأت فصول الهيمنة الكتالونية في أكتوبر/تشرين أول الماضي، عندما حل برشلونة، ضيفًا على ريال مدريد في كلاسيكو الليجا، على ملعب سانتياجو برنابيو.
ما حدث في تلك الليلة، كان بمثابة إنذار مبكر لانكسار متكرر؛ برشلونة أمطر شباك الميرنجي برباعية نظيفة، في عرض هجومي متكامل، وسجل خلاله ليفاندوفسكي “هدفين” وأضاف يامال ورافينيا، هدفين آخرين، وسط انهيار دفاعي كبير من جانب رجال المدرب أنشيلوتي.
ولم يكن ذلك مجرد انتصار، بل رسالة واضحة بأن ريال مدريد لم يعد هو الطرف الأقوى في المواجهة الأهم على الساحة الإسبانية.
بعدها بأسابيع قليلة، وتحديدًا في يناير/كانون ثان 2025، واجه الفريقان بعضهما البعض مجددًا في نهائي كأس السوبر الإسباني بجدة.
لكن الرد الملكي لم يأت، بل تكررت المأساة بهزيمة قاسية جديدة، وهذه المرة بنتيجة 2-5 في لقاء شهد تألق الجناح الشاب يامال، وتفكك تام في المنظومة الدفاعية المدريدية.
تلك المباراة لم تمنح اللقب فقط لبرشلونة، بل عمقت جراح ريال مدريد، الذي بدأ يعاني نفسيًا من التفوق الكتالوني الواضح.
وفي نهائي كأس ملك إسبانيا، وبينما كانت الجماهير تنتظر رد الاعتبار، تكفل برشلونة بكتابة السطر الأخير في سيناريو الهيمنة، بعدما فاز على الريال بنتيجة 3-2 في مواجهة مثيرة حسمها كوندي بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة بعد التمديد للأشواط الإضافية، ليكمل سلسلة من الانتصارات.
مساعدة خارج الخطوط
الكارثة لم تقف عند حدود المنافسة المحلية، فعلى الصعيد القاري، واجه ريال مدريد، فريق آرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ورغم الأفضلية النظرية للملكي بفضل تاريخه، إلا أن المدرب ميكيل أرتيتا، أحد خريجي أكاديمية لاماسيا ولاعب برشلونة السابق، عرف كيف يوجه ضربته الفنية بكل حنكة، ويقصي الريال من البطولة الأوروبية المفضلة له.
وظهر آرسنال بتنظيم شديد وتفوق تكتيكي وشراسة هجومية أربكت دفاعات الميرنجي، وكأن برشلونة ينتقم عبر أرتيتا، بزي إنجليزي.
وبينما كان الموسم يقترب من نهايته، جاءت القمة الأخيرة في الليجا، لتعيد عرض الرعب.
ففي ملعب لويس كومبانيس، قدم الفريقان، كلاسيكو ملتهبًا، انتهى بفوز برشلونة 4-3، رغم تسجيل كيليان مبابي “هاتريك”.
لكن دفاع الريال تهاوى مجددًا، وأثبت أن مشكلته هذا الموسم ليست في الأسماء، بل في منظومة انهارت تحت وطأة كل اختبار حقيقي.
حتى في كأس العالم للأندية، بدا أن لعنة برشلونة مستمرة، ففي نصف النهائي، واجه ريال مدريد، نظيره باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي، أحد رموز البلوجرانا التاريخيين.
وكأن لمسة برشلونة لم تفارقه، وعرف إنريكي، كيف يغلق مفاتيح اللعب في وجه تشابي ألونسو، ويقود فريقه الفرنسي لفوز كبير، أطاح بالريال من البطولة بشكل سيئ.