فشل أسطورة الملاكمة الفلبيني ماني باكياو، في سن 46 عامًا، في انتزاع لقب المجلس العالمي للملاكمة (دبليو بي سي) لوزن المتوسط بعد غياب دام 4 أعوام عن الحلبات، بتعادله مع الأمريكي ماريو باريوس حامل اللقب في لاس فيجاس.
واحتفظ باريوس بحزامه رغم هيمنة باكياو عليه لعدة جولات، بعدما أظهر روحا قتالية كبيرة بالنسبة لملاكم مخضرم واجه منافسا أصغر منه بنحو 16 عاما وفي أوج مسيرته.
ومنح أحد الحكام، الأفضلية لباريوس بنتيجة 115-113، بينما منح الحكمان الآخران التعادل 114-114.
وقد أثارت النتيجة، صافرات الاستهجان من الجماهير التي احتشدت في صالة “أم جي إم جراند جاردن أرينا” في لاس فيجاس، وهتفت للملاكم باكياو، خلال نزال حامي الوطيس.
وفاجأ باكياو، عالم الملاكمة في آيار/مايو الماضي، عندما أعلن أنه يخطط للعودة عن اعتزال دام لأربعة أعوام من أجل مقارعة باريوس، مستغلا قاعدة المجلس العالمي للملاكمة التي تسمح للأبطال السابقين بطلب نزال على اللقب فورا عند العودة من اعتزال.
بدا وكأن باكياو في نزاله الثالث والسبعين، على وشك كتابة فصل جديد غير متوقع في مسيرته الاحترافية التي استمرت 30 عاما، حيث استخدم كل ما لديه من دهاء وخبرة لإحباط باريوس.
غير أن باريوس استجمع قواه في الجولات الثلاث الأخيرة وفاز بها جميعها ما مكنّه من الاحتفاظ بلقبه.
وقال باكياو بعد إعلان النتيجة “أعتقدت أنني فزت بالنزال. أعني، لقد كان نزالا متقاربا. كان منافسي قويا للغاية، لكنه كان نزالا رائعا”.
وأضاف “كنت أحاول إيجاد طريقة لإنهاء النزال، لكن منافسي كان قويا للغاية، لذا كان الأمر صعبا”.
من ناحيته، شعر باريوس أنه بذل جهدا كافيا لاستحقاق التعادل.
وقال ابن 30 عاما “أعتقدت أنني نجحت في الفوز. لكني ما زلت أُشيد بماني. لقد كان شرفا لي أن أشاركه الحلبة، فهو ملاكم يتمتع بخبرة واسعة وله إنجازات كبيرة في هذه الرياضة. لقد بذلنا كل ما في وسعنا في الحلبة، لا شيء سوى الحب والاحترام”.
وأقر الملاكم الأمريكي أنه أُعجب بقدرات باكياو المذهلة من الطاقة والقدرة على التحمل “هذا مذهل، فقدرته على التحمل لا تزال قوية، وما زال قويا للغاية. توقيته وإيقاعه وكل شيء. لا يزال ملاكما صعب الفهم”.
وأدرك باريوس أنه يحتاج إلى رفع مستواه للتفوق على منافسه في الجولات الأخيرة، فقال “كنت أعلم أني يجب أن أبذل جهدا أكبر لمحاولة ترسيخ الفوز”.
وأردف “كنت أضغط عليه بشدة، وأحاول أن أجعله يشعر بأنه متقدم في السن. لكنه لا يزال يتمتع ببعض القوة. لديه الكثير من القوة والقدرة على القتال”.
من ناحيته، قال باكياو إنه يأمل في مواصلة الملاكمة وأنه منفتح على مباراة إعادة مع باريوس الذي رحّب بدوره بالفكرة.
وأجاب عندما سُئل عما إذا كان يرغب في مواصلة مسيرته ومواجهة باريوس مجددا “بالتأكيد، بالطبع”.
وأضاف “هذا هو الإرث الوحيد الذي يمكنني تركه، أن ألهم شعب الفلبين، وأن أشعر بالفخر أينما كنت”.
واعتبر باكياو الذي حقق فوزه الأخير في عام 2019، الحلقة الأضعف من حيث التوقعات أمام منافس أطول وأكثر رشاقة منه.
غير أن البطل الفلبيني في 8 فئات، وأحد أكثر الملاكمين شعبية في تلك الحقبة، لم يُظهر أي علامات على الاضطراب لفترات طويلة.
وتفوق باكياو الذي وجه سلسلة من اللكمات المتتالية، وسدد ضربات قوية طوال النزال في الجولات الأولى والمتوسطة، في حين بدا باريوس مترددا في المخاطرة بمواجهة مباشرة منذ البداية.
ورغم براعة باكياو، لم يتمكن من إيذاء باريوس الذي استعاد تماسكه بشكل مثير للإعجاب في الجولات اللاحقة، ووجه عدة لكمات مباشرة كانت كافية كي يفرض التعادل ويحتفظ بلقبه.