هاري كين… أكثر من مجرد رقم 9

BySayed

سبتمبر 25, 2025


 حتى جوناثان تاه لم يجد الكلمات بعد المباراة الأخيرة ضد هوفنهايم في البوندسليجا، وقال مدافع بايرن ميونخ: “أنا عاجز عن الكلام”، وذلك عندما سُئل عن هاتريك هاري كين، والكلمات التي وجدها لم تكن سوى ثناء: “إنه يقدم أداءً رائعاً، لم أر الكثير من المهاجمين الذين يقومون بكل ما يفعله في الملعب”.

وعادة ما يتم الحكم على المهاجمين مثل كين بالأرقام التي تعتبر المقياس الأكثر وضوحًا، وربما الأكثر موثوقية، لأداء المهاجم، لكن بعض اللاعبين لا يكتفون بذلك.

 هؤلاء الهدافون لا ينتظرون الكرات في منطقة الجزاء فقط، ولا يتم تعريفهم فقط بمهاراتهم في الإنهاء، بل يقدمون قيمة مضافة حقيقية في الهجوم.

 إنهم يجمعون بين دور المهاجم الكلاسيكي رقم 9 وقدرات صانع الألعاب، فيكونون خطيرين أمام المرمى، ومهتمين بالعمل الجماعي، ومتعددي المهارات التكتيكية.

نصف القصة

عدد أهدافه حتى الآن يؤكد كيف يمكن للأرقام أن تكون صادقة وفي الوقت نفسه خادعة، حيث سجل ثمانية أهداف في أول أربع مباريات في البوندسليجا، وهو رقم يبدو مثيراً للإعجاب بالفعل، ولكن الأكثر إثارة للإعجاب هو أن كين احتاج إلى 330 دقيقة فقط للوصول إلى هذا الرقم، وهو إنجاز لم يحققه سوى سيرهو جيراسي (شتوتجارت 2023/24) وبيتر ماير (بوروسيا مونشنجلادباخ 1967/68)، كل جهود اللاعب البالغ من العمر 32 عامًا جاءت من داخل منطقة الجزاء، فهل هذا يعني أن كين يجسد المهاجم الكلاسيكي الذي ينتظر الكرة داخل الصندوق؟ بالتأكيد لا، إنه أكثر من ذلك بكثير.

عندما يتعلق الأمر بذكاء اللعب، لا يمكن أن يضاهيه سوى عدد قليل من المهاجمين، على عكس المهاجم الذي يركز على إنهاء الهجمات، غالبًا ما يتراجع قائد المنتخب الإنجليزي إلى خط الوسط، ويجذب الخصوم ويخلق مساحات لزملائه، وهنا تتجلى جودته الفنية: فهو يرسل كرات عرضية دقيقة إلى الأطراف، وحتى بدون الكرة يتحرك كين بذكاء بين الخطوط، ويسحب المدافعين من مواقعهم، ويتعرف على المواقف مبكراً، ويجعل نفسه متاحاً دائماً في اللحظة المناسبة، بهذه الطريقة، لا يشارك فقط في بناء الهجمات ولكنه يخلق فرصاً لزملائه أيضاً.

دور مختلف

توضح خريطة تحركاته أن غالبية لمساته للكرة تكون في المنطقة الهجومية بين خط الوسط وحافة منطقة جزاء الخصم، وهو يحب الظهور بشكل خاص في الجهة اليسرى الداخلية، ويظل حاضراً باستمرار على مدار التسعين دقيقة، ونادراً ما يتراجع إلى الخلف.

ولا عجب أن يستفيد باقي اللاعبين، فقد سجل ثلاثة تمريرات حاسمة في أول ثلاث مباريات في البوندسليجا، وعندما يتعلق الأمر بالعودة للمساندة، فإنه يبذل جهداً أكبر من معظم المهاجمين، حيث يساعد الدفاع في الكرات الثابتة ولا يتجنب التدخلات.

TSG Hoffenheim v FC Bayern München - BundesligaGetty Images

مطاردة الأفضل

مع ذلك، يحدث السحر الحقيقي أمام مرمى الخصوم، ما يفعله كين هناك هو مزيج من الدقة، والتوقيت، والغريزة، ثلاثيته في هوفنهايم رفعت رصيده إلى 98 هدفاً مع بايرن في 103 مباريات في جميع المسابقات، ومرة أخرى أظهر كين أنه أحد أفضل منفذي ركلات الجزاء في العالم.

 حتى مهاجم هوفنهايم فيزنيك أصلاني كان عليه أن يعجب بالجودة الهائلة لهاري كين.. وقال: “لقد رأينا اليوم مرة أخرى ما هي الجودة الهائلة التي يمتلكها هاري كين، ففي فترة لم يكن فيها بايرن في القمة، يحصل على كرة واحدة ويسكنها في الشباك، هذا يظهر أي نوع من المهاجمين العالميين هو”.

وظل كين متواضعاً كعادته. وقال بعد صافرة النهاية: “من الرائع أن أسجل مرة أخرى وأساعد الفريق”.

 لا غرور، تركيز دائم على الفريق، في الوقت نفسه،يقترب من المزيد من الأرقام القياسية: كريستيانو رونالدو وإيرلينج هالاند احتاجا إلى 105 مباريات للوصول إلى 100 هدف مع نادٍ واحد. وبعد ثلاثيته الأخيرة، أصبح لدى كين 70 هدفاً في البوندسليجا باسمه، في 67 مباراة فقط.

وتظهر البداية الناجحة للموسم أن كين يواصل بسلاسة ما قدمه في أول عامين له مع بايرن، حيث أنهى الموسم هدافاً للدوري برصيد 36 و26 هدفاً على التوالي.

 وقال: “أشعر أنني بحالة جيدة، أعلم أنني سأحصل على فرص في هذا الفريق، وهذا يعود إلى زملائي”.

كما أن كفاءته الهائلة ملفتة للنظر: 72.7% من تسديداته تصيب الشباك، بينما يسجل هدفًا كل 41 دقيقة في المتوسط.

وبفضل كين، سجل بايرن 18 هدفاً في أول أربع مباريات في الدوري، وهو رقم قياسي جديد، وبـ 12 نقطة وفارق أهداف زائد 15، حقق بطل ألمانيا أرقاماً قياسية جديدة في بداية موسمه.



المصدر – كوورة

By Sayed