ضل فريق أهلي جدة طريقه نحو العالمية، بعد هزيمته أمام بيراميدز المصري 1-3، ليفقد فرصته في التتويج بلقب بطولة “كأس أفريقيا – آسيا – المحيط الهادئ”.
وشكلت هزيمة الراقي صدمة كبيرة لجماهير قلعة الكؤوس، والتي من شأنها فتحت النار على الألماني ماتياس يايسله مدرب الفريق، مطالبة إدارة النادي برحيله والبحث عن بديل.
وسادت حالة من القلق بين جماهير الأهلي على مستقبل الفريق، بعد الهزيمة النكراء التي تعرض لها بملعب الإنماء، وأصبحت ثقة المشجعين مهتزة تجاه حظوظ “الراقي” في المنافسة على البطولات بالموسم الحالي.
ورغم أن القلق الجماهيري يعد منطقيا، بعد الظهور المخيب للفريق السعودي أمام منافسه المصري، لكن التجارب السابقة أثبتت أن يايسه يستطيع قيادة سفينة الأهلي أمام رياح الانكسار.
غضب جماهيري
عاشت جماهير الأهلي ليال حالكة بسبب مستوى الأهلي في الموسم الماضي، تحت قيادة يايسله، ودشنت حملة عبر منصات التواصل الإجتماعي، مطالبة الإدارية بعدم الإبقاء عليه، والتعاقد مع مدرب جديد، يستطيع التعامل مع كتيبة الأجانب التي يزخر بها الفريق، كونه أحد أفضل أندية دوري روشن، على مستوى المحترفين الأجانب.
ولكن قرار إدارة الأهلي السعودي باستمرار يايسله، قاد الفريق لتخطي المطبات الصعبة التي واجهته، ليعتلي في نهاية الموسم، عرش الكرة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه.
شخصية قيادية
كانت جماهير أهلي جدة مؤمنة بضعف شخصية ماتياس يايسله، وعدم قدرته على قيادة الراقي نحو منصات التتويج وسط المنافسة الشرسة من كبار أندية الدوري السعودي.
لكن، المدرب الألماني استطاع تغيير هذه الصورة الذهنية لدى جماهيره، وأظهر قدرته على إدارة الأزمات، وعدم الانجراف وراء الضغوطات، معتمدًا على ثباته النفسي، ليقود الأهلي لحصد لقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
بداية مطمئنة
بالنظر إلى نتائج الأهلي مطلع الموسم الحالي، نجد أن الفريق شارك في بطولة السوبر السعودي، وسط توقعات متواضعة حول قدرته على المنافسة، لكن “الراقي” كسر التوقعات وحصد اللقب متفوقا على نجوم فريق النصر.
كما نجح الأهلي السعودي، في تحقيق الفوز بمباراته الأولى بدوري روشن، والتعادل أمام الهلال، بريمونتادا تاريخية، بعد التأخر بثلاثية نظيفة، ليؤكد أن الفريق يسير على الطريق الصحيح.
مسؤولية مشتركة
بالنظر إلى أسباب هزيمة الأهلي أمام بيراميدز، نجد أن يايسله ليس المسؤول الوحيد عنها، بل نجد أن حالة “الراقي”، وافتقاد لاعبيه للتركيز وانهيارهم بدنيا، جاء بسبب عدم تأجيل مباراة الهلال، التي سبقت مواجهة بيراميدز، فقرار لجنة المسابقات بإقامة المباراة في موعدها، تسبب في استنزاف طاقة الفريق إلى حد كبير.
كما واجه يايسله حظا عاثرا بتعرض لاعبه جالينو لإصابة قوية، أجبرت المدرب الألماني، على إجراء تبديل مبكر بالدقيقة 29 من عمر المباراة، وبعثرة أوراقه الخططية.