يبدو أن الخلطة الإيطالية ليست المُفضلة لسالم الدوسري، إذ أنها تعطله عن تقديم أفضل مستوياته، سواءً مع المنتخب السعودي أو نادي الهلال.
منذ تصعيده إلى الفريق الأول في الهلال عام 2011، لعب سالم الدوسري تحت قيادة العديد من المدربين من مختلف الجنسيات الأوروبية واللاتينية.
غير أن السنوات الأخيرة كانت شاهدة على جنسية واحدة، عطلت “التورنيدو”، وأخرجت أسوأ مستوياته، لا سيما على المستوى التهديفي، وهي الجنسية الإيطالية.
كارثة مانشيني
مع وصول المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني لقيادة المنتخب السعودي في 2023، خلفًا للفرنسي هيرفي رينارد، دخل في صدام مع العديد من نجوم “الأخضر”.
صحيح أن سالم الدوسري نجا من الصدام المباشر مع المدرب الإيطالي، لكنه اصطدم مع أفكاره الفنية التي كبلته هجوميًا وأفقدته الثقة في نفسه.
المدرب الإيطالي منح “التورنيدو” أدوارًا دفاعية إضافية، وحجَّم أدواره الهجومية بشكل كبير، حتى يتماشى اللاعب مع خططه وتكتيكاته.
وكانت النتيجة لهذه الأدوار والتكتيكات هي الأسوأ، سواءً على المستوى الجماعي للمنتخب السعودي، أو على المستوى الفردي لسالم الدوسري.
خلال تلك الحقبة، شارك الدوسري مع المنتخب السعودي في 16 مباراة، سجل خلالها هدفين فقط، منها هدف وحيد في 10 مباريات رسمية ببطولتي كأس آسيا 2024 وتصفيات كأس العالم 2026، كما صنع هدفًا وحيدًا.
جماعيًا، ودع “الأخضر” بطولة كأس آسيا من الدور ثمن النهائي أمام كوريا الجنوبية، كما حقق انطلاقة سلبية في المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم، أسفرت في النهاية عن فشله في التأهل بشكل مباشر، ودخوله مرحلة الملحق.
سيناريو مكرر لإنزاجي
الآن يعيش سالم الدوسري نفس السيناريو مع الهلال، تحت قيادة المدرب الإيطالي الآخر سيموني إنزاجي، بعدما وصل لقيادة الفريق في يونيو/حزيران الماضي.
ربما لا يبدو إنزاجي متحفظًا بنفس الدرجة التي كان عليها مانشيني، غير أنه يُظهر هذا التحفظ بشكل كبير بعد التقدم في النتيجة.
في هذه الحالة، يميل المدرب الإيطالي للعب بكل الفريق تحت الكرة، وترك الاستحواذ للفريق الخصم، من أجل الخروج بنقاط المباراة.
وفي بعض المباريات يلجأ إنزاجي لهذا السيناريو منذ البداية، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، والتي يظهر فيها الدور الأكبر من الجهة اليسرى للظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز.
هذا التكتيك أيضًا يكبل قدرات سالم الدوسري الذي اعتاد أن يكون الفريق متحكمًا في إيقاع كل المباريات، سواءً كان متقدمًا في النتيجة أو العكس.
وانعكس ذلك على أرقام اللاعب الدولي الذي لم يسجل إلا هدفًا وحيدًا في 9 مباريات شارك فيها تحت قيادة سيموني إنزاجي، فيما صنع 3 أهداف.
التورنيدو لا يُعطل
وستكون أمام إنزاجي مهمة خاصة، بإعادة تفعيل دور “التورنيدو” هجوميًا، ولو كان ذلك على حساب مهامه الدفاعية، خاصةً في ظل تأثيره الكبير على الفريق.
في الموسم الماضي، كان سالم الدوسري هو اللاعب الأكثر إسهامًا في الأهداف بالدوري السعودي، بالتساوي مع الفرنسي كريم بنزيما، مهاجم الاتحاد، بواقع 30 مساهمة لكل منهما.
ومع فقدان مهاجم هداف بحجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، سجل 68 هدفًا في 79 مباراة، فإن المدرب الإيطالي سيكون بحاجة لكل عنصر يساعده على التسجيل، وسالم الدوسري واحد من أبرز من يمكنهم فعل ذلك.